تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإن زعم أنهم فرقوا بين النصوص فقد كذب عليهم فلم يذكر عنهم قط أنهم فرقوا بين الصفات وقالوا "فوضوا بعض الصفات وبعضها لا تفوضوها" بل ورد العكس عنهم رحمهم الله، وأنا أذكر مثالين وعندي غيرها:

(النص 5)

قال الإمام الترمذي عند حديث: ((إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه .. ))

((قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث ما يشبهه هذا من الروايات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد ههنا القوة وقال إسحاق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) أ. هـ

نستفيد من هذا النص أن:

1 - صفات الله التي أثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله .. نثبتها نحن له أيضاً ولا نقول كيف ولا لماذا .. وهذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة!

2 - الجهمية هم الذين تأولوا هذه الصفات كتأويلهم لليد بالقوة.!

3 - قوله" ففسروها على غير ما فسر أهل العلم" يدل على أن لأهل العلم تفسير لها وهو ظاهرها

3 - لا يفرق السلف بين الصفات ويجعلون بعضها معلومه المعنى والبقية مجهولة كالأشعرية فهاهو الإمام يضرب لنا مثال لصفات الله التي نؤمن بها بلا كيف ((باليد والسمع والبصر .. ))!

ولم يقل صفة اليد ليس لها معنى والسمع والبصر له معنى كما هو قول الأشعرية!!!! بل ساق الكلام سوقاً واحداً مما يدل على إثباتهم لجميع الصفات على نسق واحد ..

(النص 6)

قال الإمام محمد بن جرير رحمه الله: ((فإن قال لك الجهمي: أنكرت ذلك (أي نزول الله) لإن الهبوط نقلة وذلك من صفات الأجسام قيل له: وما برهانك على أن معنى المجيء والهبوط هو النقلة والزوال، وكيف لم يجز عندكم أن يكون معنى المجيء والهبوط والنزول بخلاف ما عقلتم من النقلة والزوال من القديم الصانع، وقد جاز عندكم أن يكون معنى العالم والقادر منه بخلاف ما عقلتم ممن سواه؟؟)) التبصير بمعالم الدين ص144 - 145

نستفيد من هذا النص:

1 - تأمل رحمك الله كيف احتج هذا الإمام بما أثبتوه من صفات كالعلم والقدرة حيث أثبتوها واثبتوا لها معنى وقالوا هي صفات ثابتة خلاف المخلوق فألزمهم أن يثبتوا صفة النزول (الهبوط) والمجيء كذلك مثل ما أثبتوا تلك تماماً ولا فرق!

2 - زعمت الجهمية أن النزول معناه (النقلة والزوال) وهذه مغالطة مفضوحة فطالبهم بإثبات كلامهم وإظهار برهانهم من كلام العرب! وكذلك نحن هنا نطالب كل من زعم معنى باطل لما وصف الله نفسه أو وصفه به رسوله بهذا."

" ... مما ينقض التفويض أن السلف تكلموا في تفسير آيات الصفات بل لم يذكر قط أن أحد من السلف قال في نص من نصوص الصفات ((هذا مصروف عن ظاهره)) ثم لم يتكلم بمعناه بل تكلموا وبينوا معاني النصوص مثال ذلك تفسير السلف لاستواء الله على عرشه:

(النص 7، 8، 9)

7 - قال الإمام البخاري: ((قال مجاهد [في تفسير استوى]: علا على العرش))

8 - قال أبو عبيدة في قوله تعالى: ((ثم استوى على العرش)): ظهر على العرش وعلا عليه.

9 - وهذا أبو العالية قال: ((ارتفع))

والنصوص في مثل هذا كثيرة.

ومن إيمان السلف بما ورد في الكتاب والسنة وتفسيرهم لها أنهم عبروا عن هذه المعاني بألفاظ متعددة صريحة في الإثبات مثل إثباتهم للعلو:

(النصوص 10 - 30)

بعض أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين:

10 - قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ((ما بين السماء القصوى والكرسي خمسمائة عام، ويبن الكرسي والماء كذلك، والعرش فوق الماء والله فوق العرش، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير