تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

غير أنه لم يؤكد لنا متى كان هؤلاء الأعلام كلهم على مذهب الأشاعرة، لاسيما وأنه قد جعل من الأشاعرة حتى الأئمة الأربعة، ومن المعلوم لكل من لديه مسكة علم أن مذهب أبي الحسن الأشعري لم يظهر إلا بعد وفاة الأئمة الأربعة، وأنى لهذا الشيخ وغيره أن يثبت للناس أن أبا حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل كانوا من الأشاعرة؟!!، ألا يكون هذا نوعا من التلاعب بعقول الناس بغير دليل، وقلب للحقائق بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير؟

من هم الأشاعرة؟

ومن هنا نتساءل هل كان الأشاعرة من أهل السنة والجماعة، وهل أغلبية علماء الإسلام كانوا على مذهب الأشاعرة؟!، وهل مذهبهم يمثل امتدادا لما كان عليه الصحابة والتابعون والأئمة الأربعة، كما أراد أصحاب الكتاب ترويجه؟! وهل أبو الحسن الأشعري تراجع عما يعتقده أشاعرة اليوم أم ظل على معتقدهم؟! وما أوجه الخلاف بين أهل السنة والأشاعرة؟! وغير ذلك من التساؤلات التي تستوجب الوقوف عندها، وعليه نتساءل من الأشاعرة؟

جاء تعريف الأشاعرة في الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة: الأشاعرة: فرقة كلامية إسلامية، تنسب لأبي الحسن الأشعري الذي خرج على المعتزلة. وقد اتخذت الأشاعرة البراهين والدلائل العقلية والكلامية وسيلة في محاججة خصومها من المعتزلة والفلاسفة وغيرهم، لإثبات حقائق الدين، والعقيدة الإسلامية على طريقة ابن كلاب.

- أما من حيث مصدر التلقي فيقدم الأشاعرة العقل على النقل كما تؤكده الموسوعة: مصدر التلقي عند الأشاعرة: الكتاب والسنة على مقتضى قواعد علم الكلام؛ ولذلك فإنهم يقدمون العقل على النقل عند التعارض، صرح بذلك الرازي في القانون الكلي للمذهب في أساس التقديس والآمدي وابن فورك وغيرهم.

ولذلك لا يأخذون أحاديث الآحاد في العقائد؛ لأنها لا تفيد العلم اليقيني ولا مانع من الاحتجاج بها في مسائل السمعيات أو فيما لا يعارض القانون العقلي، والمتواتر منها يجب تأويله، ولا يخفى مخالفة هذا لما كان عليه السلف الصالح من أصحاب القرون المفضلة ومن سار على نهجهم حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل الرسل فرادى لتبليغ الإسلام كما أرسل معاذاً إلى أهل اليمن.

- ويعتقد الأشاعرة تأويل الصفات الخبرية كالوجه واليدين والعين واليمين والقدم والأصابع وكذلك صفتي العلو والاستواء. وقد ذهب المتأخرون منهم إلى تفويض معانيها إلى الله تعالى على أن ذلك واجب يقتضيه التنزيه، ولم يقتصروا على تأويل آيات الصفات بل توسعوا في باب التأويل حيث شمل أكثر نصوص الإيمان خاصة فيما يتعلق بإثبات الزيادة والنقصان، وكذلك موضوع عصمة الأنبياء، أما مذهب السلف فإنهم يثبتون النصوص الشرعية دون تأويل معنى النص ـ بمعنى تحريفه ـ أو تفويضه، سواءً كان في نصوص الصفات أو غيرها.

تحريفهم للصفات

قد يحاول هذا الكتاب أن يصور أن مسألة الأسماء والصفات من قبيل المتشابه حتى يقتنع الناس بأن التأويل الذي يقوم به الأشاعرة شيء لابد منه وجائز شرعاً، وهذه من الشبهات التي حاول الأشاعرة وغيرهم من الفرق إثارتها، ومن الكلام العجيب الذي جاء في الكتاب قولهم عن التفويض والتأويل: -ولا يقال نحملها على الظاهر ونفوض العلم بالكيفية إلى الله تعالى، لأن هذا القول تناقض صريح أوقعت فيه الغفلة، إذليس من ظاهر ولا حقيقة هنا إلا الجسم، وهذا لا يصح قطعا وصف الله تعالى به، وهذه الكيفية التي فوض العلم بها هي ذاتها المعنى الذي زعموا إثباته، لأن معاني هذه الألفاظ كيفيات، فإن أثبت المعنى فقط أثبتت الكيفية، وإذا فوضت الكيفية فقد فوض المعنى ... -.

- وهذا كلام خطير جدا وكأن السلف الصالح ما كانوا يفهمون آيات الصفات إلا بالتأويل والتفويض الذين يعني تحريف المعنى وتعطيله، وردا على هذا قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره >أضواء البيان< على تفسير آية استواء الله تعالى على عرشه التي في سورة الأعراف: >اعلم أنه غلط في هذا خلق لا يحصى كثرة من المتأخرين، فزعموا أن الظاهر المتبادر السابق إلى الفهم من معنى الاستواء واليد مثلاً في الآيات القرآنية هو مشابهة صفات الحوادث وقالوا: يجب علينا أن نصرفه عن ظاهره إجماعاً. قال: ولا يخفى على أدنى عاقل أن حقيقة معنى هذا القول أن الله وصف نفسه في كتابه بما ظاهره المتبادر منه السابق إلى الفهم الكفر بالله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير