تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أليس قول ابن عربي: الاعتقاد بصحة كل عقيدة حتى ولو كانت عبادة الحجر والشجر. شبيه بفكرة ((ال?يدانت)) القائلة: وفي النهاية كل هذه الأفكار توصل إلى ذات الله.

وقد أكّد بعض المستشرقين أن الطريقة الأكبرية (وهي المنسوبة إلى ابن عربي الَّذي لُقِّب بالشيخ الأكبر) في الأصل تأسست في الهند على يد صاحبها محيي الدِّين ابن عربي في القرن السادس الهجري، وانتشرت بين مسلمي الهند.

ويرى الشيخ الأعظمي: أنه لا يبعد أن يكون ابن عربي أيضاً ممن خرج إلى الهند لتلقي مبادئ الفلسفة الهندية مثل شيخه في وحدة الوجود الحلاج، إلا أن هذه الدعوى تحتاج إلى إثبات.

هذا، وقد نبه الدكتور علي زيعور على بعض نقاط الالتقاء والشبه بين الأفكار الهندية والتصوف، وأهمه في رأيه هو الآتي:

• المريد الصوفي شديد التشبه بما يسميه الهنود مرحلة التلميذ ثم البادئ المتميز: أنتيفاشين، ثم أدهيكارين.

• الصوفي الفاني عن ذاته هو و ال‍غورو: كلاهما فقد الشعور بالدنيا والحس ...

• المسبحة مأخوذة من الهند، أما الخرقة، الركوة، والعصا، فهي أدوات لها نفس الدلالة عند الجينية.

• النرفانا والفناء في الله مفهومان يتحققان بنفس الطرائق، ولهما نفس الغاية، مع بعض الفروقات بين ?تات تفام آشي (أنت هو ذاك)، وبين أنا الحق، سبحاني ما أعظم شأني.

• إن المراقبة والتأمل وضرب الإنسان نفسه، وتاپاس* هي طرائق ومكابدات متماثلة.

• مبدأ ال‍أهمسا (اللاعنف) انتقل إلى التصوف ...

• التناسخ، والحلول، ووحدة الوجود، تشبه ألواناً هنديةً.

• وكذلك الأساطير المحدثة عن قوة الصوفي الخارقة، نجد لها جذوراً في الهند.

• وكذلك حلقة الذكر، وما يصاب به الوجداوي (أي صاحب الوجد) في حالة النشوة أو الانجذاب.

• الأقوال المكثفة، أو أساليب التعبير الصوفية بجمل قصيرة ومثقلة، تجد في الهند نظيرها.

• بعض أشكال السحر والشعوذة، وما يسمّى بالطب الروحاني، وكتابة التعاويذ، وما إلى ذلك من الطقوس الهندية، تأصلت في المتصوفة.

إذن، يتضح لنا بوضوح: أن التصوف يستمد أصوله من الديانة الهندوسية، ولكي نحدّد العقائد والعادات التي تأثرت بالهندوسية علينا أن نحدد أولاً عقائد المتصوفة ومبادئها حتى ينظر في مصدرها لدى المتصوفة هل هي من الأديان الهندية أم من غيرها، وفيما يلي بيان ذلك على سبيل الإجمال:

إن أعمال المتصوفة تنقسم قسمين:

الأول: وهو ما يسمّى بالمقامات والأحوال، وذلك؛ أن للتصوف غاية وهي: الوصول إلى الفناء، وللوصول إلى الفناء حدّدوا ما يسمّونه بالمقامات، والأحوال وقد اختلفوا في تحديد المقامات نوعها وعددها:

فهي عند الطوسي سبعة: التوبة، والورع، والزهد، والفقر، والصبر، والتوكل، والرضا الذي هو آخر المقامات.

وعند أبي طالب المكي تسعة: التوبة، والصبر، والشكر، الرجاء، والخوف، والزهد، والتوكل، والرضا، والمحبة. ولم يتفقوا على شيء فيما بعد.

وأما الأحوال: فهي حسب ما يرد على السالك، فمنهم من يعتري عليه حالة السكر، وهو الحلول، ومنهم من يعتري عليه حالة الوحدة، (وحدة الوجود)، ومنهم من يحصل على الغاية بالوصول إلى الفناء ـ كما يزعمون ـ.

وأما الثاني: فهو ما يسمّى عندهم بالطريق إلى الله، أو كيفية الوصول إلى ولاية الله، إن المسلم ليعتقد أن صلة الإنسان بربه، صلة العبد مع المولى، وأن العبد لابد وأن يبقى عابداً مادام حياً، وأنه لا أحد يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى إلا بالفرائض والنوافل التي شرعها على لسان نبيه، فهو الطريق الوحيد للحصول على مرضات الله سبحانه، وأن المؤمن التقي هو الولي لله سبحانه، وأن الولاية محض عناية الله سبحانه، لا يمكن لعبد أن يحصل عليه بالمجاهدات، وأن أقصى ما يطلب من الله دخول الجنة والنجاة من النار.

والمتصوفة يختلقون طرقاً عديدةً للوصول إلى الله، ويشرعون شرائع عديدة، ويرون حصول القربة بطرق عديدة، بالمجاهدات والرياضات، كما أن كثيراً منهم ليس مطلبهم الأخير الفوز بالجنة والنار بل الوصول إلى مرتبة الفناء في الله ـ كما يدعون ـ.

وطرق الحصول على الولاية التي يحددها المتصوفة للوصول إلى الغاية التي ينشدونها يمكن أن نحددها في الأمور الآتية:

أولاً: الوسائل التي يرون أنها توصل العبد إلى ربه:

1ـ أخذ الشيخ:

2 ـ المجاهدة: ويشتمل على:

أ ـ تعذيب النفس:

ب ـ العزلة والانقطاع والخلوة.

ج ـ الذكر والمراقبة.

د ـ السياحة.

ه‍ ـ التسول وترك العمل.

و ـ إماتة الشهوات.

ز ـ التجويع. وما إلى ذلك.

ثانياً: المقدمات التي يرون أنها توصل العبد إلى ربه:

1ـ الحب.

2ـ الشوق.

ثالثاً: النتيجة التي ينتظرونها بعد الحصول على الغاية أو الفناء:

1ـ المعرفة (العلم اللدني).

2ـ إسقاط التكاليف.

فهذه جملة الأمور التي يرومها المتصوفة للوصول إلى ولاية الله، ولتكون تأثر المتصوفة بالهندوسية واضحة في هذه الأشياء أعرض في المبحث الآتي نماذج من عقائد وعادات المتصوفة مع ما يشبهها بالهندوسية، ومن الله أستمد العون والتوفيق والسداد:

المبحث الثالث: ذكر بعض عقائد وعادات وتقاليد المتصوفة المستمدة من الهندوسية

وفيه تسعة مطالب

المطلب الأول: عقيدة الحلول.

المطلب الثاني: عقيدة وحدة الوجود.

المطلب الثالث: عقيدة الاتحاد.

المطلب الرابع: عقيدة الفناء وعقيدة رفع التكاليف عن الشيخ الكامل.

المطلب الخامس: اتخاذ الشيخ والغلو في تعظيمه.

المطلب السادس: تقسيم الناس إلى الخواص والعوام.

المطلب السابع: العزلة والانقطاع.

المطلب الثامن: تعذيب النفس وتحمل المشاق والتجويع وإماتة الشهوات.

المطلب التاسع: ترك التكسب والاتكال على الناس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير