ثانياً: مسابقة الإمام.
بعض المبلغين يسابق الإمام في التكبير للركوع أو الرفع منه أو السجود وقد قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار" [57].
وعن أنس – رضي الله عنه – قال صلّى بِنَا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم فلما قضى الصّلاة أقبل علينا بوجهه فقال: "أيها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالانصراف [58] فإني أراكم أمامي ومن خلفي" [59].
قال النووي – رحمه الله – قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تسبقوني بالركوع ولا بالقيام ولا بالانصراف" فيه تحريم هذه الأمور وما في معناها)) أ. هـ[60].
وقال رحمه الله – قال أصحابنا رحمهم الله – يجب على المأموم متابعة الإمام ويحرم عليه أن يتقدمه بشيء من الأفعال أ. هـ[61].
ثالثاً: اللحن بالتكبير والتسميع:
اللحن بالتكبير مثل أن يمد همزة لفظ الجلالة فيقول آلله فيصير إستفهاماً، أو يمد باء أكبر فيزيد ألفاً فيقول أكبار فيصير جمع كبر وهو الطبل، أو يمد همزة أكبر أيضاً، وتارة يحذف ألف الجلالة التي بعد اللام الثانية، وتارة يحذف هاءها ويبدل همزة أكبر بواو فيقول اللا واكبر [62].
قال ابن عابدين:
"وأما اللحن في التسميع فهو ما يفعله عامتهم إلا الفرد النادر منهم فيقولون رابنا لك الحامد بزيادة ألف بعد راء ربنا وألف بعد حاء الحمد، أمّا الثانية فلا شك في كراهتها، وأما الأولى فلم أر من نبه عليها ولو قيل إنها مفسدة لم يكن بعيداً لأنه الراب بتشديد الباء زوج الأم كما في الصحاح والقاموس وهو مفسد للمعنى إلا أن يقال يمكن إطلاقه عليه تعالى وإن لم يكن وارداً [63] لأنه اسم فاعل من التربية فهو بمعنى رب وعلى كل حال فجميع ما ذكرناه لا يحل فعله وما هو مفسد منه يكون ضرره متعدياً إلى بقية المقتدي ممن يأخذ عنه" أ. هـ[64].
وقال ابن الحاج في المدخل:
"انهم يغيرون وضع التكبير لأنهم يقولون آلله فيزيدون على الهمزة مدة وكذلك يصنعون في أكبر وبعضهم يزيد بعد الباء من أكبر ألفاً إلى غير ذلك من صنيعهم، وإن أتى بعضهم بالتكبير كاملاً فإنه لا يفعل ذلك في جميع تكبيرات الصلاة، وإذا كان ذلك كذلك فحكمه حكم المسألة المذكورة آنفاً وهو البطلان، وإذا علم ذلك فيسري الخلل إلى صلاة من صلى بتبليغهم لأن من يريد أن يصلي خلف الإمام لا يجوز له أن يقتدي إلا بأحد أربعة أشياء" [65].
وقال صاحب القول البديع في معرض كلامه عن المسمع في الصلاة ما نصه:
"وكل هذا ما لم يشتغل المسمع بمراعاة الأهوية والألحان وإلا بطلت صلاته وصلاة من اشتغل باستماع ذلك اتفاقاً" [66].
وقال الرافعي [67] في فتح العزيز:
"ويجب على المصلي أن يحترز في لفظ التكبير عن زيادة تغير المعنى بأن يقول آلله أكبر فينقلب الكلام استفهاماً أو يقول اكبار والاكبار جمع كبر وهو الطبل ولو زاد واواً بين الكلمتين إما ساكنة أو متحركة فقد عطل المعنى فلا يجزئه أيضاً" انتهى [68].
وقال النووي في المجموع:
"ويجب الاحتراز في التكبير عن الوقفة بين كلمتين وعن زيدة تغّير المعنى فإن وقف أو قال آلله أكبر بمد همزة الله أو بهمزتين أو قال الله اكبار أو زاد واواً ساكنة أو متحركة بين الكلمتين لم يصح تكبيره" أ. هـ[69].
وقال ابن قدامة في المغني:
"ويبين التكبير ولا يمد في غير موضع المد فإن فعل بحيث تغير المعنى مثل أن يمد الهمزة الأولى فيقول آلله فيجعلها استفهاماً أو يمد أكبر فيزيد ألفاً فيصير جمع كبر وهو الطبل لم يجز لأن المعنى يتغير به" أ. هـ[70].
رابعاً: تأخر المبلغ في أداء التكبير أو في تمطيط الحروف وإخراجها عن محالها وقد يكبر الإمام للركوع ثم يكبر المسمع خلفه ويطيل التكبير فيرفع الإمام من الركوع قبل أن ينقضي تكبير المسمع للركوع ويترتب على ذلك كثير من المحاذير التي لا يقرها الشرع ومن هذه المحاذير ما يأتي:
أ – أن المسبوق بركعة أو أكثر يأتي فيكبر للاحرام ويركع ظناً منه أن الإمام في الركوع لعلمه أن المسمع لم يرفع من الركوع فتفسد عليه صلاته.
¥