الأحكام والآداب المتعلقة بالحديث: ......................
الخامس: مسألة: كره بعض أهل العلم إدخال الصبيان الصغار دون التمييز إلى المسجد بسبب ما يحدثوه من اللعب والتشويش والإزعاج على المصلين.
وذلك أن كثيراً من الصبيان قد ساء أدبهم وقلَّ خوفهم من الكبار.
"وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا رأى صبياناً يلعبون في المسجد ضربهم بالمِخْفَقَة -وهي الدُّرَّة-. ["انظر تفسير ابن كثير" "سورة النور" (في بيوت إذن الله .. ) (6/ 64)].
- قال ابن القاسم رحمه الله ["المدونة" (1/ 106)]: سُئِل مالكٌ عن الصبيان يُؤتى بهم المساجد؟
قال: إن كان لا يعبث لصغره ويُكفُّ إذا نُهيَ فلا أرى بهذا بأساً.
قال: وإن كان يعبث لصغره، فلا أرى أن يُؤتى به إلى المسجد.
- قال أحمد بن حنبل رحمه الله في رواية مهنا: ينبغي أن تُجنب الصبيان المساجد.
["فتح الباري" لابن رجب (3/ 386)]
- قال إسحاق بن راهويه رحمه الله: فإذا كان صبياً لم يبلغ سبع سنين فمُنِع دخول المسجد لم يكن بذلك بأس، وأما الصفّ الأول فيُمنعون، ولا يجوز إخراج صبيّ بلغ سبعاً من المسجد وقد أَمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُصلي.
وأما مُجانبة الصبيان المساجد إذا كانوا في غير صلاة، فسُنّة مسنونة بلغوا سبعاً أو أقلَّ أو أكثر لما يُخشى من لغطهم ولعبهم, فأما إذا جاؤوا بحضور الصلاة فلا يُمنعوا.
["قيام الليل" للمروزي (243)]
- وقال ابن تيمية رحمه الله ["مجموع الفتاوى" (22/ 204)]: يُصانُ المسجد عما يؤذيه ويؤذي المصلين فيه من رفع الصبيان أصواتهم فيه، وكذلك توسيخهم لِحُصُرِه، ونحو ذلك لاسيما إن كان وقت صلاة، فإن ذلك من عظيم المنكرات. اهـ
قلت: فهذه كما ترى أقوال أئمة أعلام، وقد فصَّلوا في مسألة إدخال الصبيان المساجد:
فذكروا أن الصبيّ إذا كان ممن لا يلعب ولا يُشوش على المصلين بكثرة حركته ورفعه لصوته، في المسجد، فمثل هذا لا يُمنع من دخول المسجد. وعلى ذلك يُحمل دخول الحسن والحسين إلى المسجد.
أما إن كان الصبيّ ممن عُرف عنه كثرة اللعب ورفع الصوت في المسجد، وعدم الخوف من الكبير، ولا ينتهي إذا أُمر بالكفِّ عن اللعب. فمثل هذا قد نهى أهل العلم عن إدخاله إلى المسجد لعظم مفسدته ولأذيته للمصلين.
ويشهد لهذا القول عموم الأدلة، القاضية بصيانة المساجد من كل ما يكون سبباً في أذية المسجد أو المُصلِّين، كالأمر بإخراج من أكل ثوماً أو بصلاً من المسجد لِمَا يَحصل منه من أذية للمصلين بريح فمه.
- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما - يعني الثوم والبصل - من الرَّجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع فمن أكلهما فليمتهما طبخا. [رواه مسلم (1195)].
وهذا كما لا يخفى مقتصرٌ أذاه على من حوله من المصلين، أما الصبيّ فضرره برفع صوته وركضه ولعبه في المسجد قد يصل إلى جميع المصلين.
وكذلك لعموم الأدلة الدّالة على أن المساجد إنما بُنيت لإقامة ذكر الله تعالى لا للعب واللهو فيها. والله أعلم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[10 - 04 - 07, 11:26 ص]ـ
(الدرة) بضم الدال، أم كسرها؟
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[10 - 04 - 07, 01:34 م]ـ
أخي أبا يوسف حفظك الله تعالى ... (الدِّرَّة) بالكسر.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[10 - 04 - 07, 02:02 م]ـ
نعم .. هذا الذي أعرفه
وإنما أردتُ التعليق على من ضبطها من الإخوة بالضم.
جزاك الله خيراً.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[10 - 04 - 07, 03:47 م]ـ
ومما يذكر هنا على سبيل الدعابة انه في صلاة جمعة من السنة الماضية إصطحبت ابني البكر (عباس) الى صلاة الجمعة وذلك بعد ان كنت قد أخذته أكثر من مرة الى المسجد في الصلوات العادية ولاحظت عليه الهدوء مما دفعني الى اصطحابه أكثر فاكثر الى المسجد وقررت بعدها أن آخذه الى صلاة الجمعة وعندما صعد الخطيب الى المنبر وشرع في الخطبة أخذ يردد بعض الاحاديث وهي مروية عن ابن عباس رضي الله عنهما وما سمع ولدي لفظة عباس حتى حصلت المفاجئة التي لم اتوقع وقف الولد في وسط المسجد وأخذ يقول بصوت مرتفع ما معناه أن الرجل الذي يقف هناك أي على المنبر ينادي علي وكلما كرر الخطيب لفظة عباس الا ويصرخ الولد مبتهجا مما سبب لي الحرج والله المستعان
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[01 - 03 - 09, 03:44 م]ـ
أما إن كان الصبيّ ممن عُرف عنه كثرة اللعب ورفع الصوت في المسجد، وعدم الخوف من الكبير، ولا ينتهي إذا أُمر بالكفِّ عن اللعب. فمثل هذا قد نهى أهل العلم عن إدخاله إلى المسجد لعظم مفسدته ولأذيته للمصلين.
ويشهد لهذا القول عموم الأدلة، القاضية بصيانة المساجد من كل ما يكون سبباً في أذية المسجد أو المُصلِّين، كالأمر بإخراج من أكل ثوماً أو بصلاً من المسجد لِمَا يَحصل منه من أذية للمصلين بريح فمه.
- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما - يعني الثوم والبصل - من الرَّجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع فمن أكلهما فليمتهما طبخا. [رواه مسلم (1195)].
وهذا كما لا يخفى مقتصرٌ أذاه على من حوله من المصلين، أما الصبيّ فضرره برفع صوته وركضه ولعبه في المسجد قد يصل إلى جميع المصلين.
وكذلك لعموم الأدلة الدّالة على أن المساجد إنما بُنيت لإقامة ذكر الله تعالى لا للعب واللهو فيها. والله أعلم.
إذا قلنا أن الطفل إذا أحدث ضررا وتشويشا فلا يصطحب إلى المسجد فكيف نأول عدم إنكار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على المرأة التي بكى طفلها في الصلاة فعجل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الصلاة ولم ينكر عليها بعد الصلاة ولا أرشد أحدا إل عدم إحضار الأطفال الذين يبكون إلى المسجد، فضلا عن أنها امرأة وليست هناك ضرورة لحضورها إلى المسجد وضرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، وكذلك أطال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - السجود بسبب الحسن والحسين رضي الله عنهما، بل ونزل مرة من على المنبر ليحملهما!
¥