إدخال الصبيان المساجد
وقد أشار إلى ذلك الحافظ في الفتح فقال:
واستدل به على جواز إدخال الصبيان المساجد. وقال بدر الدين العيني في العمدة:
ومن فوائد هذا الحديث جواز إدخال الصغار المساجد.
قال أبو بكرة الثقفي:
كان عليه الصلاة والسلام يصلي بالناس فإذا سجد وثب الحسن على ظهره وعلى عنقه فيرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعا رفيقا لئلا يصرع فعل ذلك غير مرة فلما قضى صلاته ضمه إليه وقبله فقالوا: يا رسول الله رأيناك صنعت بالحسن شيئا ما رأيناك صنعته بأحد؟ قال: إنه ريحانتي من الدنيا وإن ابني هذا سيد وعسى الله تبارك وتعالى أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. أخرجه أحمد وقال الالباني: وهذا إسناد جيد متصل بالسماع
وقد ورد الحديث من طرق أخرى مختصرا عن الحسن البصري: - إسرائيل أبو موسى قال: سمعت الحسن يقول: لقد سمعت أبا بكرة يقول:
رأيت رسول الله على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو مقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: إن ابني هذا سيد ولعل الله. . . . الحديث
أخرجه البخاري والنسائي وعندهما الزيادة الأخيرة وأحمد.
وللحسن رضي الله عنه قصتان أخريان إحداهما في ركوبه على ظهره عليه الصلاة والسلام وهو ساجد وإطالته السجود من أجله وقوله لما سئل عن ذلك: إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته والأخرى في نزوله عليه الصلاة والسلام من المنبر حين رأى الحسن وأخاه الحسين يعثران في قميصهما.
قال أنس:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي مع أمه وهو في الصلاة فيقرأ بالسورة الخفيفة أو بالسورة القصيرة
أخرجه مسلم وأكد ذلك عليه الصلاة والسلام بقوله من حديث أنس:
: قال صلى الله عليه وسلم:
إني لأدخل الصلاة أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأخفف من شدة وجد أمه به
أخرجه البخاري ومسلم
قال الامام الالباني رحمه الله تعالى:
وفي هذه الأحاديث جواز إدخال الصبيان المساجد ولو كانوا صغارا يتعثرون في سيرهم حتى ولو كان من المحتمل الصياح لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر ذلك ولم ينكره بل شرع للأئمة تخفيف القراءة لصياح صبي خشية أن يشق على أهله
ولعل من الحكمة في ذلك تعويدهم على الطاعة وحضور الجماعة منذ نعومة أظفارهم فإن لتلك المشاهد التي يرونها في المساجد وما يسمعونه - من الذكر وقراءة القرآن والتكبير والتحميد والتسبيح - أثرا قويا في نفوسهم - من حيث لا يشعرون - لا يزول أو من الصعب أن يزول حين بلوغهم الرشد ودخولهم معترك الحياة وزخارفها.
بل ذهب العلماء الى ابعد من ذلك حيث لم يكتفوا بدخولهم – اي الصغار – الى المساجد بل ذهبوا الى وقوفهم الى جنب الكبار في الصف، قال الالباني في تمام المنة:" فلا أرى بأسا من وقوف الصبيان مع الرجال إذا كان في الصف متسع وصلاة اليتيم مع أنس وراءه صلى الله عليه وسلم حجة في ذلك" وحديث صلاة انس مع اليتيم في الصحيح.
نعم لا يقف الصغار خلف الامام مباشرة بل يتركون المكان لمن هو اهل ان يفتح على الامام حال خطأه او ان يقوم مكان الامام اذا حصل له طارئ واراد ان يخلفه احد المصلين
ولقوله عليه الصلاة والسلام "ليليني منكم أولو الاحلام والنهى " رواه مسلم
والادلة على ذلك كثيرة ومتوافرة لا سيما ان هذا الفعل يتوافق مع مقاصد الشريعة من حسن تربية الاولاد وحسن تعليمهم والعناية بهم.
اما ما يثار من قضية لعب الاطفال فهي قضية نسبية لا تنطبق على كل الاطفال وحتى لو كان الطفل ممن يلعب فالواجب ان ينصح و يعلم ولا يترك هكذا يشوش على المصلين وذلك لا يأتي بسهولة خصوصا مع بعض الاولاد كثيري الحركة فالموضوع يحتاج الى جهد واخلاص ودعاء
الى ان يتعود.
ولا ادل على لعب الاطفال في المساجد وعلى ازعاجهم من قول الصحابي: " فإذا سجد وثب الحسن على ظهره وعلى عنقه" والرسول عليه الصلاة والسلام يؤم المصلين وليس احدهم.
وقول الصحابي كذلك:" رأيت رسول الله على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو مقبل على الناس مرة وعليه أخرى" انتبه الى قوله:" وهو مقبل على الناس مرة وعليه أخرى"
¥