تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

القول الأولُ: أنَّه ثقة، وهو ما قاله ابنُ معين في رواية.

والقولُ الثاني: أنَّه لا بأسَ به، قاله النسائيُّ في رواية، وابنُ عدي، ورجَّحه الشيخُ عبدالله السَّعد.

والقولُ الثالثُ: أنَّه ضعيف، وهو مذهب أحمد والنسائي وأبي داود وابن حبّان، قال ابن حبان: "كان ممن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل"، ومال الشيخ عبدالعزيز الطريفي إلى أنّه لا يُحتجُّ بما تفرّد به.

والحديثُ قد صحَّحه الحاكمُ، وحسَّنه النوويُّ في "خلاصةِ الأحكام"، وابنُ حجر في "نتائج الأفكار"، والمباركفوريُّ في "التحفة"، وضعَّفه الترمذيُّ بقولِهِ "حديثٌ غريب".

أمَّا الشيخُ عبدُ الله السّعد – كما سمعته منه - فيقول: "تبيَّن لي أنَّ هناك عدَّة علل في الحديث تجعلني أقول بضعفِهِ: أولاً: لأنَّه حديثٌ منكرٌ، يُخالفُ ما عُرفَ من أصل الحديث، فهو حديثُ ابن عباس عندما نام عند النبيِّ كي يحفظ عنه صلاته باللّيل، فكلّ الثقات والحفَّاظ حدَّثوا بالحديثِ بجميعِ ألفاظِهِ وتفرَّد كامل أبو العلاء مع ضعف حفظِهِ بهذه الزيادةِ. ثانياً: لأنَّها زيادةٌ شاذَّةٌ، فقد خالف الراوي غيرَه من الحفّاظ. ثالثاً: أنَّ حبيب بن أبي ثابت مع كونِهِ ثقةٌ فقيهٌ جليلٌ، إلاّ أنَّه كان كثير الإرسال والتَّدليس، وقد عنعنَ هذا الحديثَ. وقد روى بعضُهم هذا الحديثَ عن كامل، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جُبير مرسلاً، كما أشار إليه الترمذي".

ويقول الشيخ سليمان العلوان – كما سمعته منه -: "هو حديثٌ منكرٌ لا يصحُّ، وإنَّما العلمُ عليه عند أهلِ العلمِ".

فهذه العلل تدلّ على ضعف الحديث، ويكفي ما جاء من حديث حُذيفة السابق ذكرُهُ.

وقال المباركفوري في "التحفة": "إنَّ قولَ النسائي عن كامل: ليس بالقوي، جرحٌ مبهمٌ، ثم هو معارضٌ بقوله: ليس به بأس. وأما قولُ ابن حبان: "كان ممن يقلب الأسانيد .. إلخ"، فغير قادح؛ فإنه متعنت ومسرف كما تقرر في مقره فحديثه هذا إن لم يكن صحيحا فلا ينزل عن درجة الحسن .. "أ. هـ.

إلاَّ أنَّه عند النظرِ في بعضِ الأحاديثِ الصحيحةِ نجدُها تدلُّ على أنَّ هذا الذكر يُشرع المحافظةُ عليه في الصلاةِ مطلقاً دونَ تخصيصِهِ بالجلسةِ بين السّجدتين، فقد روى مسلمٌ في "صحيحه" من حديث: أبي مالك الأشجعي عن أبيه صلى الله عليه وسلم قال: كان الرجل إذا أسلم علَّمه النبيُّ صلى الله عليه وسلم الصلاةَ، ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات: "اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني". وفي روايةٍ أخرى لمسلم عن أبي مالك عن أبيه: أنه سمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل فقال: يا رسول الله كيف أقول حين أسأل ربي؟! قال: "قل: اللهمَّ اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني، ويجمع أصابعه إلا الإبهام؛ فإنَّ هؤلاء تجمع لك دنياكَ وآخرتكَ".

وقد روى ابنُ خزيمةَ في "صحيحه" والبخاري في "الأدب المفرد" عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال: كنا نغدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجيء الرجل وتجيء المرأة فيقول: يا رسول الله كيف أقول إذا صليت؟! قال: "قل: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني؛ فقد جمع لك دنياك وآخرتك".

وفي الحديث المشهورِ الذي رواه أصحابُ السّنن عن ابن أبي أوفى قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني لا أستطيع أن أتعلم القرآنَ فعلمني ما يجزئني من القرآن؟ قال: "قل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله"، قال: هذا للهِ فما لي؟! قال: "قل: ربِّ اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد ملأ يديه خيراً".

ولذلك قال الترمذي: "وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق يرون هذا جائزاً في المكتوبةِ والتطوّعِ".

قال ابن القيم: "لما فصل بين السجدتين بركنٍ مقصودٍ، شُرِعَ فيه من الدعاءِ ما يليق به ويناسبه، وهو سؤال المغفرة والرحمة والهداية والعافية والرزق".

واختار شيخُ الإسلامِ الدعاءَ بما ورد.

قال ابنُ القيّم في كتابه "الصلاة وحكم تاركها": "وكان يطيل هذه الجلسة حتى يقول القائل قد أوهم أو قد نسي".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير