تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إسعافُ الصائم بِمهمّات زكاةِ الفطر

ـ[أبو عبد الله الوهراني الجزائري]ــــــــ[16 - 10 - 09, 01:51 ص]ـ

إسعافُ الصائم بِمهمّات زكاةِ الفطر

بسم الله الرحم?ن الرحيم

إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ? [آل عمران: 102]، ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا? [النساء: 1]، ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ? [الأحزاب: 70، 71].

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

جعل الله للعبادات مواسمَ, جمع فيها بين تكليف الأحكام والترويح على النفس بما يضمن للعبد سعادته على الوجه الذي تتم به, وكان من ذلك أن ختم الله شهر الصيام وليالي القيام بِعيد الفطر, الذي جعل مستهلَّه صدقةً متواضعةً مِن أوسط ما يطعم الناس أهليهم, ومن حلال ما يكسبون, يتقدمون بها لله سبحانه طالبين من خلالها طُهرة النفس من دَرَن الرفث وإكرام الخلق بشيء من الإحسان, فأحببنا أن نجمع شيئا من أحكام هذه الصدقة وما يتعلق بها من فوائد, مستمدين من الله التوفيق والسداد.

1_تعريفها:

الزكاة لغة: النّماء والطّهارة [1].

شرعا: صدقة تجب بالفطر من رمضان.

وسبب تسميتها بـ: زكاة الفطر أو صدقة الفطر هو أن الفطر في آخر رمضان هو الذي كان علة في وجوبها, فألحقت به [2].

فائدة:

درج على لسان الناس تسمية زكاة الفطر بـ: الفَطْرة بفتح الفاء, وهي عند الفقهاء بكسر الفاء, فتقول: الفِطرة, قال النووي رحمه الله: "ويقال: للمخرَج: فِطرة بكسر الفاء لا غير, وهي لفظة مولدة لا عربية ولا معربة بل اصطلاحية للفقهاء ... [3] ".

2_مشروعيتها:

شرعت زكاة الفطر في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة [4].

وقد ذهب إلى فرضيتها سائر العلماء:

1 - لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:" فرض رسول الله صلي الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير, على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين, وأمر بها أن تؤدي قبل خروج الناس إلى الصلاة ". عند البخاري ومسلم.

2 - ولقوله أيضا رضي الله عنهما:" أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بزكاة الفطر أن تؤدي قبل خروج الناس إلى الصلاة". أخرجه البخاري ومسلم.

3 - و لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:" فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاه الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين, مَن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة, ومَن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات" [5]. هذا من جهة السنة.

أما من جهة الكتاب: فقد قال سعيد بن المسيب وعمر ابن عبد العزيز رحمهما الله في قوله تعالى?قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى? [الأعلى:14] هي: زكاة الفطر [6].

أما من جهة اتّباع سبيل المؤمنين:

قال ابن عبد البر رحمه الله: "القول بوجوبها (أي: زكاة الفطر) من جهة اتباع سبيل المؤمنين واجب أيضا, لأن القول بأنها غير واجبة شذوذ أو ضرب من الشذوذ" [7].

وقال ابن المنذر رحمه الله: "وأجمعوا على أن صدقة الفطر فرض" [8].

وقال البيهقي رحمه الله: وقد أجمع أهل العلم على وجوب زكاة الفطر [9].

3_حِكمتها:

اعلم رحمني الله وإياك أن ربنا حكيم, لا يأمر عبثا لغير مصلحة, بل دينه صادر عن حكمة بالغة, ومشتمل على مصالح باهرة, كيف لا وهو العليم الحكيم, فما الحكمة من هذه الزكاة؟

وردت الحكمة منصوصة في حديث ابن عباس رضي الله عنهما المذكور سابقا: "طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير