قلت: في هذا نَظَرٌ؛ فإنَّ "الْمختلطة" هي عين "الْمدونة"، سُمِّيتْ بالْمختلطة؛ لأنَّ مؤلِّفها سحنونَ ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn5)) - رحمه الله - كان قد شرَع في تهذيبها وتبويبها، ثم تُوُفّي قبل أن يُكمل ذلك، ومن ثم بقيتْ أبوابٌ منها مُختلِطةٌ لَم يُرتِّبْها.
بل إن شلبِيّاً نفسَه قال - لدى ذكره "المدوّنة" -: «وتُسمَّى: الأُمّ والْمُختلطة» ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn6)).
· الخلط بين "مختصر المدوّنة" لابن أبي زيد، وكتابه الآخر "النوادر والزيادات"
قال حَمدي شَلَبيّ - ذاكراً شروحَ ومُختصراتِ "الْمدوّنة" -: «مُختصر ابنِ أبي زيدٍ القيروانيّ
(310 - 386 هـ)، المُسمَّى: النوادر والزيادات على ما في المدونة وغيرها من الأمهات ... » ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn7)) .
قلتُ: هذا خطَأٌ ظاهرٌ؛ فإنَّ "المختصر" (مختصر المدونة) لابن أبي زيد القيرواني كتابٌ مُستقِلٌّ، اختَصَر به "مدونة سحنون"، وله كتابٌ آخرُ اسمه "النوادر والزيادات على ما في المدونة من غيرها من الأمهات"، جمَع فيه أقوالَ مالكٍ وتلامذتِه وتلامذتِهم من الأُمّهات الأخرى في الفقه المالكي عدا "المدونة"، مثل: "مختصر ابن عبد الحكم"، و"الْمَوّازيّة" لمحمد بنِ الموّاز، و"المجموعة" لابن عبدوس، و"الواضحة" لابن حبيب، و"المُستخرَجة" (العُتْبيّة) لمحمد العُتْبيّ، وغيرِها ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn8)).
وعنوانه ظاهرٌ في الدلالة على هذا.
· نِسْبة شرحٍ لابن رُشدٍ على كتاب "الواضحة" لابن حبيب.
نسَب كلٌّ من: حمدي شلَبيّ ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn9))، وعلي جمعة ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn10))، ومحمد الْحَفناويّ ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn11)) لابن رُشدٍ شرَحاً على "الواضحة" لابن حبيب، وقد اعتَمَدُوا في هذه النِّسبة على مقدمة الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف لكتاب "الإكليل شرح مختصر خليل" لمحمد الأمير ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn12))، حيث ذكَر ذلك فيها.
قلت: من المعروف أنّ لابن رُشدٍ شرحاً على "العُتْبيّة" مُعنْوناً بـ "البَيَان والتحصيل .... "، لكن لَم أجد أحَداً نسَب له شرحاً على "الواضحة"؛ فلم يذكر ذلك تلميذاهُ: القاضي عياضٌ في كتابه "الغُنْيَة" ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn13))، الذي خصَّصه لذكر شيوخِه ومَرْويَّاتِه عنهم، وابنُ رشدٍ واحدٌ منهم، ولا ابنُ بَشْكُوال لدى ترجمتِه لشيخه ابنِ رشدٍ ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn14))، كما لم يذكره أحدٌ مِمَّن جاء بعدهما مِن الذين ترجموا لابن رشد، أو مِمَّن حقّقوا كُتُبه من المعاصِرين.
فأغلب الظّنِّ أنَّ الأمر اختَلَط على صاحب المقدمة المذكورة ومَنْ نقَلَ عنه؛ بين "الواضحة" و"العُتْبيّة"، والله أعلم.
· جعْلُ مختصر ابنِ الحاجب الفرعيّ (جامع الأُمّهات) اختصاراً لتهذيب البراذعيّ.
قال عُمر الأشقرُ مُتحدِّثاً عن مختصر ابنِ الحاجب: «وهذا المختصَر هو اختصارٌ لكتاب التهذيب لِلبَرادِعيّ، وتهذيب البرادعيّ هو اختصارٌ لمختصر ابنِ أبي زيدٍ الذي اختَصَر به المدوّنةَ» ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn15)).
وقال مِن قبله الحَجْويُّ: « ... ثم جاء أبو عَمروٍ بنُ الحاجِب، واختَصَر تهذيب البراذعيّ، في أواسط السابع، ثم جاء خليلٌ في أواسط الثامن، واختصَره، وهناك بلَغ الاختصارُ غايتَه؛ لأنّ مختصر خليلٍ مختصرُ مختصرِ المختصر» ([16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1132070#_ftn16)).
¥