تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بحث نافع للشيخ عبدالله زقيل عن حكم قول: الشهيد احمد ياسين.]

ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 03 - 04, 05:11 م]ـ

قال الشيخ عبدالله زقيل حفظه الله:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ وبعدُ؛

اغتال يهودُ – عليهم لعائنُ اللهِ إلى يومِ القيامةِ – الشيخَ أحمدَ ياسين بطريقةٍ بشعةٍ تدلُ بوضوحٍ مدى الحقد الذي في قلوبِ إخوان القردةِ والخنازير، والله أخبرنا في كتابهِ عما تكنهُ قلوبُ يهود على أهلِ الإسلامِ قال تعالى: " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا " [المائدة: 82].

قال ابنُ كثير عند تفسيرِ الآيةِ: " وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِأَنَّ كُفْرَ الْيَهُودِ كُفْرُ عِنَادٍ وَجُحُودٍ، وَمُبَاهَتَة لِلْحَقِّ، وَغَمْط لِلنَّاسِ، وَتَنَقُّص بِحَمَلَةِ الْعِلْم، وَلِهَذَا قَتَلُوا كَثِيرًا مِنْ الْأَنْبِيَاء حَتَّى هَمُّوا بِقَتْلِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْر مَرَّة وَسَمُّوهُ وَسَحَرُوهُ وَأَلَّبُوا عَلَيْهِ أَشْبَاههمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ عَلَيْهِمْ لَعَائِن اللَّه الْمُتَتَابِعَة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ".ا. هـ.

وقد أخبر اللهُ جل وعلا عن صفةٍ سلوكيةٍ في اليهودِ وهي قتلهم للأنبياءِ والصالحين.

قال تعالى: " ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ " [البقرة: 61].

عَنْ عَبْد اللَّه يَعْنِي اِبْن مَسْعُود أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " أَشَدّ النَّاس عَذَابًا يَوْم الْقِيَامَة رَجُل قَتَلَهُ نَبِيّ أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا وَإِمَام ضَلَالَة وَمُمَثِّل مِنْ الْمُمَثِّلِينَ ".

رواهُ الإمامُ أحمدُ (1/ 407) بإسنادٍ حسنٍ.

هذهِ مقدمةٌ في بيانِ صفةٍ سلوكيةٍ واحدةٍ من صفاتِ يهود، ولهم صفاتٌ أخرى كثيرةٌ جداً ذكرها اللهُ في كتابهِ ليس هذا مقامها، ومن أجمعِ الكتبِ التي تكلمت على يهود " اليهودُ في السنةِ النبويةِ المطهرةِ " تأليف د. عبد الله بن ناصر بن محمد الشقاري، في مجلدين، والكتابُ رسالةٌ جامعيةٌ لنيلِ درجةِ الماجستير.

وقد كثرُ الكلامُ والأخذُ والردُ في مقتلِ الشيخِ أحمد ياسين من جهةِ أنهُ هل يقالُ في حقهِ: " شهيدٌ " بسببِ ما قامت به يهود من اغتيالهِ؟

وقد شرق بعضٌ وغرب آخر وبدأ الأخذُ والردُ، وأصبح النقاشُ في المسألةِ كما قال تعالى: " كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " [المؤمنون: 53]، ولكن كما قال الشاعر:

أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتملٌ **** ما هكذا يا سعدُ توردُ الإبلُ

وفي هذا البحثِ المتواضعِ نقفُ مع مسألةِ إطلاقِ لفظِ " فلانٌ شهيدٌ " على من مات بسببٍ من أسبابِ الشهادةِ ليعلم المتجردُ للحقِ أن المسألةَ خلافيةٌ بين أهلِ العلمِ، وكلُ فريقٍ استدل بما يراهُ حقاً، وقد وجدتُ في كتابِ " أحكامِ الشهيدِ في الفقهِ الإسلامي " بحثاً جيداً في المسألةِ جمع فيه المؤلف أدلةَ كلِ قولٍ، ثم رجح بما وجده راجحاً.

وكذلك من المسائلِ التي بحثها صاحبُ الكتابِ المذكورِ وله علاقةٌ بالموضوعِ " المسلم المقتول ظلماً " سواءٌ كان القتلُ بيدِ كافرٍ حربي أو غيرِ حربي، أو بيدِ مسلمٍ هل يأخذُ حكمَ الشهداءِ أم لا؟

وسأحاولُ من خلالِ البحوثِ المذكورة في الكتابِ أن ألخصَ الأقوال بقدر المستطاعِ، مع ذكرِ أهمِ أدلةِ كلِ فريقٍ.

المسألةُ الأولى: في حكمِ قولِ: " فلانٌ شهيدٌ ":

اختلف أهلُ العلمِ في هذه المسألةِ على قولين:

القولِ الأولِ:

أنه لا يجوزُ أن نشهدَ لشخصٍ بعينهِ أنه شهيدٌ، حتى لو قُتل مظلوماً، أو قُتل وهو يدافعُ عن الحقِ، إلا من شهد له النبي صلى اللهُ عليه وسلم، أو اتفقت الأمةُ على الشهادةِ له بذلك.

ومن القائلين بهذا: الإمامُ البخاري، ورجحهُ الشيخُ محمدُ بنُ عثيمين كما في " المناهي االفظية " (ص 78 – 80)، و " فتاوى إسلامية " جمع المسند (1/ 91) و " القول السديد في أنه لا يقال: " فلانٌ شهيدٌ " لجزاع الشمري.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير