[إتحاف أهل الملتقى بهذا المنتقى .. أبو الزهراء الشافعي]
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[30 - 03 - 04, 06:24 م]ـ
اتحاف أهل الملتقى بهذا المنتقى .. أبو الزهراء الشافعي
الحَمدُ لله المُساعِد على الإتمام, والشُكرُ له على جَزيل الإنعام, والصلاة والسلام على سيد الخلق والأنام محمد بن عبد الله وعلى آله الكِرام وأَصحابه العظام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم تُبعَثُ العِظام أمّا بعد:
جزى الله القائمين على الملتقى خير الجزاء, والمشاركين فيه على هذا الأداء, حشرنا الله وإياهم مع النبيين والصديقين والشهداء, في جنة عرضها الأرض والسماء, حيث لا موتٌ هناك ولا فناء ....
قد رأيت مشاركات الأخوة الأكارم في هذا الملتقى الطيب ... من الناحية الأدبية فأردت المشاركة بهذه البضاعة المزجاة ...
فأسألُ الله أن يُعِينَنِي على السَّمعِ والطَّاعَة, وَعَدَدتُ كِتابَتِي للرِّسالَة مِن أَنفَسِ البِضاعة, مَع أَنِّي فِي الكِتابَةِ قَليلُ البِضاعَة, فَكَتبتُ قَدرَ ما قَدِرتُ عَلَيه, وَوَصلتُ إِليه. فَإِن صادَفَت قُبُولاً, وَبَلَغَت مَأمُولاً, فَيَكون سَعدِي سَعِيداً, وَيَقَع سَهمِي سَدِيداً ..
ابدأ بذكر هذا الفن من الشعر والذي هو في العادة للإعجاز, مثل هذه الأبيات التي جميع حروفها مهملة وهي من شعر اليازجي في المقامة الرملية كما في مجمع البحرين:
الحمد لله الصَمَدْ --- حال السرورِ والكَمَدْ
الله لا إله إلا الله مولاك الأحد
لا أُمَّ الله ولا والد لا ولا ولد
أَوَّل ُ كُلِّ أولٍ --- أصل الأصول والعمد
كلٌّ سواه هالكٌ --- لا عَدَدٌ ولا عُدَد
ثم يقول:
در مع الدهر كما --- دار ولو طال الأمد
للمرء سهمُ مرسلُ --- وَهماً وكم سهمٍ سَرَد
(القصيدة من 26 بيت جميع حروفها مهملة).
وفي المقامة نفسها:
حَوْلَ درٍّ حل وَرْدٌ --- هل له للحر وِرْدُ
لحصور حلو وصلٍ --- ورده للصُّحو طَرْدُ
وله صولٌ وطولٌ --- وله صدٌّ وردُّ
دهره حر صدورٍ --- هل له لله حَدُّ
وفي المقامة نفسها شعرٌ كل حروفه معجمة (منقوطة):
بشَجِيٍّ يبيتُ في شَجَنِ --- فِتَنٌ ينتشِبنَ في فِتَنِ
شَيِّقٌ تَيِّقٌ تُجُنِّبَ في --- نَفَقٍ ضَيِّقٍ بَقيَ فَفَني
(وهي في 11 بيتاً).
ولليازجي نفسه أشعار أُخرى الشطر الأول منها مهمل والثاني معجم. مثل:
أسمر كالرمح له عاملٌ --- يُغضي فَيَقضي نَخِبٌ شَيِّقُ
مسكٌ لماهُ عاطرٌ ساطعٌ --- في جنةٍ تشفي شجٍ يَنْشَقُ
(في 9 أبيات).
ــــ
قال ابن الرومي:
طار قومٌ بخفة الوزن حتى --- لحقوا رفعةً بقابِ العقابِ
ورسا الراجحون من جلة الناس رُسُوَّ الجبال ذات الهضابِ
لا وما ذاك للِّئام بفخرٍ --- لا ولا ذاك للكرام بعابِ
هكذا الدرّ راسخ الوزن راسٍ --- وكذا الدر شائل الوزن هابِ
جيفٌ أنتنت فأضحت على اللُّجّة تحتها في حجاب
وغثاءٌ علا عباباً من اليم وغاص المرجان تحت العُبابِ
وقال كذلك:
قالت علا الناس إلا أنت قلت لها --- كذاك يسفل في الميزان من رجحا
وفي نفس المعنى لابن الساعاتي:
لا تَرْفَعَنْ عَلَمَ العلوم بمجهَلٍ --- فعلو حظك أن تُخال جهولا
وتعَدَّ عن دُنيا الدنيِّ وإن سما --- نحو الشريف وإن أصاب خمولا
فالسيف تكسبه الضرائب رفعة --- إمّا تَرَكنَ أو بشفرتيه كلولا
والدر يرسب في القرار وقد طفا --- زبد البحار فلا يعد جليلا
وقال الغزي:
وتَرَفُّعُ الأوباش فوقي جائزٌ --- أوليس در البحر تحت جُفائه
بوقاحة السّرحان هان وإنما --- زاد الهزبر مهابة بحيائه
ولابن عمار الكوفي:
وقد تعلو على الرأس الذنابى --- كما يعلو على النار الدخان
وقال أبو تمام:
إن الرياح إذا أعصفت قصفت --- عيدان مجد ولم يعبأن بالرّتم
وأبدع أبو الوليد بن زيدون إذ فقال:
لا يهنأ الشامت المرتاح خاطره --- أني مُعَنَّى الأماني ضائع الخطرِ
هل الرياح بنجم الأرض عاصفةٌ --- أم الكسوف لغير الشمس والقمر
وقال شاعر الزهاد أبو العتاهية رحمه الله:
كفاك من الدنيا الذميمة مَخْبَرَاً --- غنى باخليها وافتقار كرامها
وأن رجال النفع تحت مداسها --- وأن رجال الضر فوق سنامها
أما ناصيف اليازجي اللبناني المتوفى ينة 1871م, فله في مجمع البحرين أرجوزة في المقامة الحكمية مطلعها:
إني لقد جربت أخلاق الورى --- حتى عرفت ما بدى وما اختفى
ثم يقول في القصيدة:
كل من شاب على خلق فلا --- تنصحه فهو ليس من أهل الهدى
¥