5. ومن الأخطاء الدارجة بين العامة تحويل صوت الكاف إلى قاف فيما لو لوقع بعد الكاف حرف القاف المستعلية والسبب في هذا التغيير الصوتي للكاف أن القاف قريبة المخرج من الكاف فهاهنا يجب البيان لئلا يدغم الأول في الثاني أو يصير الأول قافا نحو) عَرْشُكِ قَالَتْ) (النمل: من الآية42)) وَتَرَكُوكَ قَائِماً) (الجمعة: من الآية11)) وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً) (الفرقان: من الآية10)) مِنْ عِنْدِكَ قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّه) (النساء: من الآية78).
6. في بعض العاميات المعاصرة يبدلون صوت الكاف العربية بصوت الجيم فبدل من أن يقولوا) أَكْبَرُ) (آل عمران: من الآية118)) أَكْبَرُ) (البقرة: من الآية217)) هَذَا أَكْبَرُ) (الأنعام: من الآية78) فيقولون (أجبر) بجيم عامية وذاك لحن فاحش يغير لفظ التلاوة ولا تجوز القراءة به والأمر نفسه نسمعه من بعض المؤذنين وأنصح إخواني الأحباب بنصيحة موجزة (قراءة القرآن كيفيتها الصوتية توقيفية يأخذها الآخر عن الأول من غير زيادة ولا نقصان) فالخير كله في الاتباع.
7. والبعض الآخر من المتساهلين ينطقون بالكاف وهي ساكنة بصوت فيه قلقلة مشوبة بصوت الكسر ولم يثبت علماء اللغة والتجويد أن الكاف من حروف القلقلة بل حروف القلقلة (قطب جد) لا غير وهناك من أدخل الهمزة على حروف القلقلة والجمهور على خلاف ذلك الأمثلة) الْأَكْبَرِ) (التوبة: من الآية3)) الْأَكْبَرِ) (السجدة: من الآية21)) مُسْتَكْبِرُونَ) (المنافقون: من الآية5)) مُسْتَكْبِراً) (الجاثية: من الآية8) وشبهه.
8. نسمع من بعض القراء المشاهير عند إتيانهم لصفة الشدة للكاف يقفون عليها بشبه سكتة لطيفة خفيفة ثم يتبعون ذلك بالهمس وأقول لهم لا سكت هنا البتة والواجب الإتيان بصفة الشدة أولا من غير سكت أو فصل بين الشدة وهمس الكاف الأمثلة) فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُكْراً) (الكهف: من الآية87)) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ) (الغاشية:24).
9. وهناك من يترك همس الكاف بالكلية وصلا ووقفا وينتشر هذا الأمر بين إخواننا من باكستان والهند ويجادلون في ذلك مجادلة عنيفة والحق الذي لا مراء فيه أن الكاف كما أثبت علماء اللغة والتجويد لها الشدة فكذلك أثبتوا لها الهمس نحو) عَرْشُكِ) (النمل: من الآية42)) مَعَكَ) (النمل: من الآية47)) لَكَ) (الفتح: من الآية1).
10. على القارئ أن يحذر من تطويل حركة الكاف المتحركة بأي حركة كانت فإن تطويل زمن حركة الكاف يولد حرف من جنس حركة ما قبله فمثلا لو قرأ القارئ قوله تعالى) بِشِرْكِكُمْ) (فاطر: من الآية14) بتطويل كسرة الكاف لتولد من إشباع هذه الكسرة ياء وذلك لحن فاحش ويسمى بالإدخال لأن القارئ أدخل حرفا في التلاوة لم يكن موجودا فاحذر من ذلك أخي الحبيب وحذر منه غيرك مع مطالبة نفسك بفعل ما يحبه الله ويرضاه.
11. وهناك خطأ لا يسلم منه العوام إلا من رحم ربك حيث أنهم يهملون هيئة الشفتين عند التلفظ بالكاف المضمومة وسبب ذلك الإهمال الناشئ من التعليم أو الحفظ المنفرد لكتاب الله والأصل في القراءة أنها سنة متبعة فعلى القارئ مثلا أن ينطق لفظ) لَكُمْ) (الجن: من الآية21) أن يفتح ويباعد بين الفكين عند التلفظ باللام ثم يتبع ذلك ضم ومط الشفتين للأمام عند التلفظ بالكاف ليتحقق صوت الضم وإذا لم يضم القارئ شفتيه عند الكاف فقد انتقص من صوت الضم فضمته للكاف ناقصة ثم تبع ذلك إطباق الشفتين عند التلفظ بالميم من غير غنة وهذه ملاحظة عامة مع جميع الحروف المضمومة.
12. وآخرون يضمون الشفتين عند الكاف الساكنة تباعا لضم الحرف الذي قبلها وعلى القارئ أن يعلم أن ضم الشفتين عند الحروف الساكنة فيه إشارة لإشمام هذا الحرف فاحذر من ذلك وتدرب على يد شيخ مسند في كيفية أن تنطق الحروف المتباينة وغيرها الأمثلة) مُكْرِمٍ) (الحج: من الآية18) ففي هذا المثال على القارئ أن يضم الشفتين بالميم فإذا وصل إلى الكاف الساكنة أعاد الشفتين إلى وضعهما الطبيعي فيما لو نطقنا بالكاف ساكنة مفردة ثم يتبع ذلك براء مكسورة بعدها ميم مظهرة.
ملحوظة: لمعرفة الخطأ من الصواب في هذا البحث هناك أمثلة تحتاج لنقل صوتي ليتميز كلا منهما
و انتظر قريبا: على نفس الموقع (بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الجيم العربية اللسانية)
لنفس الباحث وكذلك جميع الأحرف وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين , ..... والله من وراء القصد.
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي