* تنبيه: فإن قال قائل: قال الزيلعي: وأخرج البيهقي عن الإمام أحمد قال: أجمع الناس على أن هذه الآية نزلت في الصلاة وكذلك أخرجه أبو داود في مسائله و: ذلك نقل شيخ الإسلام ابن تيميمة رحمه الله قال: قال أحمد: أجمعوا على أنها في الصلاة وقال ونقل أحمد الإجماع على أنها لا تجب القراءة على المأموم حال الجهر.فلما أجمع الناس فيما قال الإمام أحمد على أن هذه الآية نزلت في الصلاة فكأنهم أجمعوا على أن المخاطب بها أهل الإسلام فكيف يصح القول أن الخطاب فيها كان للكفار في ابتداء الإسلام؟
الجواب: إن كان معنى الإمام أحمد أنه أريد بهذه الآية أنها نزلت في النهي عن القراءة خلف الإمام فهذا المراد خطأ بدون شك، فإن في سبب نزولها اختلافا كثيرا وقد رأيتم خمسة أقوال ذكرها الرازي وهناك أقوال أخرى، ويظهر خطأ نسبة هذا القول إلى الإمام أحمد أنه كان يقول بالقراءة خلف الإمام، قال الترمذي: واختار أحمد مع هذا القراءة خلف الإمام وأن لا يترك الرجل فاتحة وإن كان خلف الإمام،
وقال العيني " استدل بهذا الحديث عبد الله بن المبارك والأوزاعي ومالك والشافعي وأحمد وإسحاق وأبو ثور وداود على وجوب قراءة الفاتحة خلف الإمام في جميع الصلوات " عمدة القارئ.
وجواب على الإجماع وقال: سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء وجماعة إنها نزلت في الالتفات عند خطبة الجمعة. فكيف يصح بهذا المعنى قول الإمام أحمد:إن الآية نزلت في الصلاة إجماعا. أما الجواب عن إجماع الإمام أحمد أنها لاتجب القراءة على المأموم حال الجهر فهذا مردود بفتاوى الصحابة والتابعين الذين سبق ذكرهم.
الدليل الثالث لهم
روى مسلم في صحيحه قال:عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" إذا صليتم فأقيموا صوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا "
الجواب الأول: حديث أبي موسى ف] إسناده قتادة وهو مدلس وذكره ابن حجر في الطبقة الثالثة من المدلسين، وقال في هذه الطبقة الثالثة من أكثر من التدليس،لم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، وأما حديث أبي هريرة ففي إسناده محمد بن العجلان وهو أيضا مدلس، فروى ابن عجلان هذا الحديث معنعنا وقتادة مثل ذلك.
الجواب الثاني: اختلف الحفاظ والنقاد في لفظ "وإذا قرأ فأنصتوا " من حديث أبي موسى وأبي هريرة، فصححه أحمد ومسلم والمنذري وضعفه الأكثر ون: البخاري وأبو داود وأبو حاتم ويحي بن معين والحاكم والدار قطني وابن خزيمة ومحمد بن يحي الذهبي والحافظ أبو علي النيسابوري والبيهقي.فلما اختلف الحفاظ والمحدثون ويزيد عدد المضعفين ثلاث أضعاف عدد المصححين وفيهم سلطان المحدثين أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري وفيهم إمام الجرح والتعديل يحي بن معين الذي قال فيه الإمام أحمد " كل حديث لا يعرفه يحي فليس بحديث " فيكون تضعيفه مقدما على تصحيحه، ولآن نرى الأسباب التي ذكرها المضعفون للحديث من رواية أبي موسى قوله " وإذا قرأ فأنصتوا ". فليتضح أن أبا داود قال في سسب تضعيفه للحديث من رواية أبي موسى قوله "فأنصتوا " ليس بمحفوظ، لم يجيء بها إلا سليمان التيمي في هذا الحديث.ونحوه قال الدار قطني في تخريج الزيلعي: قال الدار قطني وقد رواه أصحاب قتادة الحفاظ منهم: هشام الدستوائي وسعيد وشعبة وهمام وأبو عوانة وأبان وعدي بن عمارة فلم يقل أحد منهم" وإذا قرأ فأنصتوا "وإجماعهم يدل على أنه وهم.
وتوجد علة أخرى في الحديث ما ذكره البخاري في جزء القراءة ولم يذكر سليمان في هذه الزيادة سماعا من قتادة ولا قتادة من يونس، وكلاهما مدلسان. أما محمد بن عجلان قال ابن حجر في مقدمة الفتح " فيه مقال من قبل حفظه وخلاصة القول أنه سوء حفظ ابن عجلان ثابت، ولأجل سوء حفظه لم يحتج به الشيخان في صحيحيهما قال الذهبي في تذكرة الحفاظ "لم يحتج الشيخان بحديث ابن عجلان "
الجواب الثالث: لو فرضنا أن جملة " وإذا قرأ فأنصتوا " صحيحة فعلى هذا أيضا يكون منسوخا لأمرين 1 - أن أبا هريرة راوي الحديث كان يفتي بالقراءة خلف الإمام
الجواب الرابع: أن نجمع بين الحديثين المتعارضين وهو أن الإنصات يكون في ما عدا الفاتحة.
الدليل الرابع
¥