كنت كلما تسنى لي الصلاة في المسجد النبوي احضر درساً للشيخ الفاضل عبدالله الغنيمان وفقنا الله وإياه وثبتنا جميعا على هداه استمع إلى شرحه الماتع سواء كان الدرس في كتاب التوحيد أو في سنن أبي داود.
كان الطالب يتعلم من الشيخ رحمه الله السمت والأدب قبل العلم الشرعي.
والله ماسمعته مستنقصا لعالم ولا متعال على غيره.
لايرتفع له صوت، متواضعا مع من يسأله بعيدا عن التكلف.
كنت اسمع الثناء العطر عليه من الجميع.
ولكن للأسف من أجل فتوى بين الشيخ مراده منها نسي البعض ماله من الحسنات والفضل الكثير.
بل والله سمعت البعض يقدح في عقيدته.
لاإله إلا الله عجيب أمر كثير من طلاب العلم بل وحتى من حصل على لقب الشيخ!!
هل الشيخ معصوم؟
إن الواجب علينا أن نبين الخطأ ولا نسكت عليه ولكن لايجرنا ذلك إلى أن نهدر مالهم من الخير والفضل.
أتذكر قصة ذلك الصحابي حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه لقد وقع في أمر يكفر فاعله.
ولكن كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع ذلك الخطأ!!!
إليك ذكر القصة مع تعليق صاحب كتاب فقه السيرة عليها
((عن على بن أبي طالب: بعثني رسول الله صلى الله علية وسلم أنا والزبير والمقداد فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة ((خاخ)) فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها، فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة. فقلنا: أخرجي الكتاب. فقالت: ما معي! فقلنا:
لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب! فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإذا فيه ((من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس بمكة من المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول الله)) فقال: يا حاطب ما هذا؟ فقال: يا رسول الله لا تعجل على: إني كنت امرأ ملصقاً في قريش كنت حليفاً لها ولم أكن من صميمها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم. فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن اتخذ عندهم يداً يحمون بها قرابتي ولم أفعله ارتداداً عن ديني ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنه قد صدقكم! فقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق! فقال: إنه شهد بدراً. وما يدريك! .. لعل الله قد اطلع على من شهد بدراً فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم .. ؟.
ونزل قول الله تبارك وتعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق، يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم، إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل}.
إن حاطباً خرج عن جادة الصواب بهذا العمل.
وما كان له أن يوادَّ المشركين وهم الذين تبجحوا بالكفران وتظاهروا على العدوان وصنعوا بالمسلمين ما ((حاطب)) أعلم به من غيره.
لكن الإنسان الكبير تعرض له فترات يصغر فيها والله أبر بعباده من أن يؤاخذهم بسورات الضعف التي تعرو نورهم فيخبو وسعيهم فيكبو.
وقد استكشف النبي صلى الله عليه وسلم خبيئة حاطب فعرف أنه لم يكذبه في اعتذاره إنهم مقبلون على معركة كبيرة قد ينهزمون فيها، فتقوم العصبيات القديمة بحماية الأقارب الشاردين ويبقى حاطب لا حمى له فليتخذ تلك اليد عند قريش حيطة للمستقبل.
ذلك ما فكر فيه حاطب وهو خطأ فإن المشركين لم يذكروا في عداوة الإسلام رحماً ولا أهلاً وما ينبغي ولو دارت علينا الدوائر أن نبقي لهم وداً وقد خاصمناهم في ذات الله، وأخذ علينا العهد أن نبذل في حربهم أنفسنا وأموالنا.
ولو جاز اتخاذ يد عندهم فكيف يتوسل لذلك بعمل يعد خيانة كبيرة فادحة الإضرار بالإسلام وأهله؟.
على أن حاطباً شفع له ماضيه الكريم فجبرت عثرته، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يذكروا الرجل بأفضل ما فيه، وبهذا التقدير السمح علمنا الإسلام ألا ننسى الحسنات والفضائل لمن يخطئون حيناً بعد أن أصابوا طويلاً. ا.هـ.إخواني لا اعني بكلامي أن نسكت على الخطأ ابدا!! إنما لا نهدر ما لهم من الفضل والإحسان.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[05 - 03 - 07, 01:57 ص]ـ
سبحان الله
جزاك الله خيرا
ـ[آل عامر]ــــــــ[05 - 03 - 07, 02:04 ص]ـ
قال الامام البخاري:حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
لَمَّا كَانَ زَمَنُ الْحَرَّةِ أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ لَهُ إِنَّ ابْنَ حَنْظَلَةَ يُبَايِعُ النَّاسَ عَلَى الْمَوْتِ فَقَالَ لَا أُبَايِعُ عَلَى هَذَا أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال الحافظ ابن حجر: قوله (إن ابن حنظلة) أي عبد الله ابن حنظلة بن أبي عامر الذي يعرف أبوه بغسيل الملائكة، والسبب في تلقيبه بذلك أنه قتل بأحد وهو جنب فغسلته الملائكة، وعلقت امرأته تلك الليلة بابنه عبدالله بن حنظلة، فمات النبي وله سبع سنين وقد حفظ عنه. وأتى الكرماني بأعجوبة فقال: ابن حنظلة هو الذي كان يأخذ البيعة ليزيد ابن معاوية، والمراد به نفس يزيد لأن جده أبا سفيان كان يكنى أيضا أبا حنظلة فيكون التقدير أن ابن أبي حنظلة، ثم حذف لفظ أبي تخفيفا أو يكون نسب إلى عمه حنظلة بن أبي سفيان استخفافا واستهجانا واستبشاعا بهذه الكلمة المرة انتهى. ولقد أطال رحمه الله في غير طائل، وأتى بغير الصواب. ولو راجع موضعا آخر من البخاري لهذا الحديث بعينه لرأى فيه مانصه" لما كان يوم الحرة والناس يبايعون لعبد الله بن حنظلة، فقال عبدالله بن زيد: علام يبايع حنظلة الناس "؟ الحديث.
وهذا الموضع في أثناء غزوة الحديبية من كتاب المغازي، فهذا يرد احتماله الثاني، وأما احتماله الأول فيرده اتفاق اهل النقل على أن الأمير الذي كان من قبل يزيد بن معاوية اسمه مسلم بن عقبة لاعبد الله بن حنظلة، وأن ابن حنظلة كان الأمير على الأنصار، وأن عبدالله بن مطيع كان على من سواهم ولأنهما قتلا جميعا في تلك الواقعة. والله المستعان
¥