رواه الحميدي في مسنده (رقم866)، وابن أبي شيبة في المصنف (5/ 32)، والإمام أحمد في المسند (2/ 226 - 228، 4/ 163)، وأبو داود في سننه (4/ 86رقم4207)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 366 - 368رقم1140، 1143، 1144)، والطبراني في المعجم الكبير (22/ 279رقم715)، وابن شبة في أخبار المدينة (1/ 327)، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص/341)، والدينوري في المجالسة (رقم2776)، والبيهقي في شعب الإيمان (رقم1181)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (45/ 301) وغيرهم بألفاظ متقاربة، وبعضهم يرويه مطولاً، وبعضهم مختصراً.
وخرجه غيرهم دون قوله: ((والله الطبيب)) ونحو ذلك، ولكن بلفظ: ((طبيبها الذي خلقها)) منهم: ابن سعد في الطبقات (1/ 426 - 427)، وابن أبي شيبة في المسند، وفي المصنف، والإمام أحمد، وابن شبة، وابن أبي عاصم وابن حبان في صحيحه (13/ 337رقم5995)، وغيرهم.
وإسناده صحيح.
وأما حديث عائشة رضي الله عنها:
قالت: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت يدي على صدره فقلت: اذهب البأس، رب الناس، أنت الطبيب، وأنت الشافي، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألحقني بالرفيق الأعلى وألحقني بالرفيق الأعلى))
رواه ابن سعد في الطبقات (2/ 211 - 212)، والإمام أحمد (6/ 108) والنسائي في السنن الكبرى (4/ 364، 6/ 251)، والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم151) من طرق عن سريج بن النعمان ثنا نافع بن عمر الجمحي عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها به.
وإسناده صحيح.
ففي الحديثين جواز إطلاق "الطبيب" على الله، ولكن في حديث أبي رمثة مقابل لوصف أبي رمثة نفسه بالطلب، لأنه أراد أن يعالج الرسول صلى الله عليه وسلم من خاتم النبوة، ومعلوم أنه ليس بمرض، ولكنه علامة من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم، فهو ليس مرضاً، بل هو من الله الذي خلق ذلك الخاتم.
فأراد بمعنى الطبيب في قوله: "طبيبها الذي خلقها" أي هو الذي يداويها ويعالجها.
وفي حديث عائشة رضي الله عنها التوسل إلى الله بأنه هو الشافي وهو الطبيب، ومعلوم ان التوسل مشروع بأسماء الله وصفاته، فلا يتضح من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قصدت التوسل بالاسم أم بالصفة ..
كلام بعض العلماء في "الطبيب" ونسبته إلى الله:
قال الأزهري رحمه الله في تهذيب اللغة (13/ 208): «((طَبيبُها الّذي خَلَقَها)) معناه: العالِمُ بها خالِقُها الّذي خَلَقها لا أَنْت».
وقال البيهقي في الأسماء والصفات (1/ 161): قال الحليمي: " ... فأما الطبيب فهو العالم بحقيقة الداء والدواء والقادر على الصحة والشفاء، وليس بهذه الصفة إلا الخالق البارئ المصور، فلا ينبغي أن يسمى بهذا الاسم أحد سواه، فأما صفة تسمية الله جل ثناؤه فهي أن يذكر ذلك في حال الاستشفاء مثل أن يقال: اللهم إنك أنت المصح والممرض والمداوي والطبيب، ونحو ذلك فأما أن يقال: يا طبيب كما يقال: يا رحيم أو يا حليم أو يا كريم فإن ذلك مفارقة لآداب الدعاء والله أعلم»
قال البيهقي: وفي مثل هذه الحالة ورد تسميته به في الآثار ..
وقال المناوي في فيض القدير (2/ 99): " ((الله الطبيب)) أي هو المداوي الحقيقي بالدواء الشافي من الداء وهذا قاله لوالد أبي رمثة حين رأى خاتم النبوة وكان ناتئا فظنه سلعة تولدت من الفضلات فرد المصطفى كلامه بإخراجه مدرجا منه إلى غيره يعني ليس هذا علاجا بل كلامك يفتقر إلى العلاج حيث سميت نفسك طبيبا والله هو الطبيب وإنما أنت رفيق ترفق بالمريض وتتلطف به وله فهو من الأسلوب الحكيم في فن البديع
وذلك لأن الطبيب هو العالم بحقيقة الدواء والداء والقادر علي الصحة والشفاء وليس ذلك إلا لله لكن تسمية الله بالطبيب إذا ذكره في حالة الاستشفاء نحو أنت المداوي أنت الطبيب سائغ ولا يقال يا طبيب كما يقال يا حكيم لأن إطلاقه عليه متوقف على توقيف".
وقال ملا علي قاري الحنفي في مرقاة المفاتيح (7/ 28): "قال المظهر: وتسمية الله تعالى بالطبيب أن يذكر في حال الاستشفاء اللهم أنت المصح والممرض والمداوي والطبيب ونحو ذلك ولا يقال يا طبيب كما يقال يا حليم يا رحيم فإن ذلك بعيد من الأدب ولأن أسماء الله تعالى توقيفية".
وقال في مرقاة المفاتيح (9/ 266): "فإن قيل: فما معنى قوله عليه الصلاة والسلام: ((أنت رفيق والله الطبيب))؟
¥