تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي الدنيا في «الصمت» عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، قال كعب: «إنكم تشركون! قالوا: كيف يا أبا إسحاق؟! قال: يحلف الرجل: «لا وأبي. لا وأبيك. لا لعمري. لا وحياتك. لا وحرمة المسجد. لا والإسلام. وأشباهه من القول».

ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[12 - 05 - 07, 12:35 م]ـ

إذا كان الحديث ضعيفا فلماذا يقول الشيخ بالتحريم؟

ـ[بدرالعبدالعزيز]ــــــــ[12 - 05 - 07, 08:21 م]ـ

الحلف بغير الله

بقلم الشيخ / عائض بن فدغوش الحارثي

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسلميا أما بعد:

فإن لله عز وجل أن يقسم بما شاء من مخلوقاته على ما شاء منها كما قال الله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ البُرُوجِ * وَالْيَوْمِ المَوْعُودِ) (البروج: 1 - 2). وقال الله سبحان: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (وَالعصر: 1 - 3). وقال سبحانه: (فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الجَوَارِ الكُنَّسِ) (التكوير: 15 - 16). وقال سبحانه: (فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) (الواقعة: 75). إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن ربنا سبحانه قد أقسم بما شاء من مخلوقاته على ما شاء منها، وأما المخلوق فلا يجوز له أن يحلف ويقسم بغير الله جل وعلا أو اسم من أسمائه أو صفة من صفاته، فإن الله سبحانه شرع لعباده المؤمنين أن تكون أيمانهم به سبحانه وتعالى أو بصفة من صفاته، وهذا خلاف ما يفعله المشركون في الجاهلية فقد كانوا يحلفون بغيره من الأشياء كالكعبة والشرف والنبي والملائكة والمشائخ والملوك والعظماء والآباء والسيوف وغير ذلك مما يحلف به كثير من الجهلة بأمور الدين، فهذه الأيمان كلها لا تجوز بإجماع أهل العلم.

فعلينا معشر المسلمين أن نحفظ أيماننا وعرف كيف نحفظها فلا نحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من المخلوقات فإن هذا منكر عظيم ومن المحرمات الشركية فلا يجوز الحلف بالنبي ولا بالكعبة ولا بالأمانة ونحو ذلك بل لا يجوز لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحلف إلا بالله وحده لا شريك له، قال نبينا وقدوتنا سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم وصحبه أجمعين: " إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت " أخرجه الشيخان عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.

وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من حلف بالأمانة فليس منا ". أخرجه أبو داود من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه و أرضاه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا إلا بالله إلا وأنتم صادقون ". أخرجه أبو داود والنسائي.

قد حكى أبو عمر ابن عبد البر النمري يرحمه الله الإجماع على تحريم الحلف بغير الله وأما ما قاله بعض أهل العلم من أن الحلف بغير الله مكروه فإن مقصوده بذلك كراهة التحريم، تأدبا مع القرآن الكريم فإن الله عز وجل لما ذكر النهي عن الشرك والزنا .. وقال: (كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً) (الإسراء: 38) ويجب أن يحمل كلام من قال بكراهة الحلف بغير الله عز وجل على كراهة التحريم عملا بالنصوص وإحسانا للظن بأهل العلم.

وقد تعلق بعض من سهل في حكم الحلف بغير الله بما جاء في صحيح مسلم أن - النبي صلى الله عليه وسلم - قال في حق الرجل الذي سأله عن شرائع الإسلام: " أفلح وأبيه إن صدق ". وهذه الرواية لا يجوز التعلق بها لأمور:

أولا: إنها شاذة مخالفة للأحاديث الصحيحة.

ثانيا: أنها تحتمل وجوها كثيرة فتحتمل أن تكون قبل النهي عن الحلف بغير الله فتكون منسوخة وتكون من المتشابه الذي يجب رده إلى المحكم والمحكم التصريح بالنهي عن الحلف بغير الله وشدة النهي في ذلك والتغليط على من فعله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير