4 - تدليسه في نسبة مذهبه إلى الإمام أحمد ومحاولة إظهار أن للإمام أحمد قولين مع أن المعروف والمشهور عند العلماء قوله الذي نقلناه ولم ينقلوا عنه خلاف ذلك , ولا يصح للباحث المنصف أن ينسب مذهبا لعالم بالاستنباط من قوله وإلا نسب إلى الكذب وخلاف الأمانة العلمية.
5 - دلل المخالف على مذهبه من تسميةالبخاري لكتابه الأوسط: كتاب المختصر من تاريخ هجرة رسول الله والمهاجرين والأنصار وطبقات التابعين لهم بإحسان ومن بعدهم ....
قال المخالف: أقول فالبخاري يطلق على من سوى المهاجرين والأنصار تابعين بإحسان!
أقول: وهذا والله من المضحك المبكي فهل يفهم المسلم من قول البخاري هذا الإطلاق!
الذي يدعيه المخالف؛ فمذهب البخاري قرره في الصحيح وهو مذهبه ومذهب شيخه ابن المديني فلم التدليس والتلبيس ثم الحكم في ذلك كتابه الأوسط
ومثال على ذلك معاوية بن خديج قال البخاري: له صحبة , وقد عده المخالف من التابعين بغير إحسان ,والأمثلة على ذلك كثيرة.
وكذلك يقال في قول الإمام مسلم ما قدمناه من تفاوت الصحبة فقد نقل المخالف قوله في كتاب الطبقات ذكر تسمية من رووا عن رسول الله من الرجال الذين صحبوه ومن رووا عنه ممن رآه ولم يصحبه لصغر سن أو نأي دار.
ثم قال بعد ذلك: منهج مسلم واضح في إخراج بعض من رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولقيه من مسمى الصحبة!
6 - استدل المخالف بإيراد العجلي جارية بن قدامة في التابعين.
ونحن نقول له: قد عده أبو حاتم من الصحابة وأقره ابن حجر في الإصابة
7 - اشتراط ابن عبد البر في الصحابي أن يكون بالغا ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3))
وهو قول الواقدي الذي قدمناه قول شاذ كما ذكره العلماء ثم هنا التنبيه أن ابن عبدالبر كان فيه تشيع طفيف.
قال ابن الملقن في باب معرفة الصحابة وقد ألف الناس فيه كتبا كثيرة من أجلها وأكثرها فوائد الاستيعاب لابن عبد البر لولا ما شانه به من إيراده كثيرا مما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم وحكايته عن الإخباريين لا المحدثين وغالب على الإخباريين الإكثار والتخليط فيما يروونه.
المقنع (2
490) وانظر الباعث الحثيث (174) وفتح المغيث (3
78)
وقال شيخ الإسلام: لكن تشيعه و تشيع أمثاله من أهل العلم بالحديث كالنسائي و ابن عبد البر و أمثالهما لا يبلغ إلى تفضيله على أبي بكر و عمر فلا يعرف في علماء الحديث من يفضله عليهما بل غاية المتشيع منهم أن يفضله على عثمان أو يحصل منه كلام أو إعراض عن ذكر محاسن من قاتله و نحو ذلك.
منهاج السنة (7
373)
8 - وأما قول المازري: لسنا نعني بقولنا الصحابة عدول كل من رآه صلى الله عليه وسلم يوما ما أو زاره لماما أو اجتمع به لغرض وانصرف وإنما نعني به الذين لازموه وعزروه.
فقد تعقبه العلائي بقوله: وهذا قول غريب يخرج كثيرا من المشهورين بالصحبة والرواية عن الحكم بالعدالة كوائل بن حجر ومالك بن الحويرث وعثمان ابن أبي العاص وغيرهم ممن وفد عليه صلى الله عليه وسلم ولم يقم عنده إلا قليلا وانصرف, وكذلك من لم يعرف إلا برواية الحديث الواحد ومن لم يعرف مقدار إقامته من أعراب القبائل والقول بالتعميم هو الذي صرح به الجمهور وهو المعتبر.
تدريب الراوي (2
214) و فتح المغيث (3
95)
9 - كذلك قول البغوي في تفسير قوله تعالى {والذين جاؤوا من بعدهم} يعني التابعين وهم الذين يجيئون بعد المهاجرين والأنصار إلى يوم القيامة.
قال المخالف: وهذا يتفق مع مذهبنا تماما في قصر الصحبة على المهاجرين والأنصار وأن من سواهم من التابعين.
قلت: لا أدري ما وجههذا الاستنباط من قوله!
10 - وكذلك قول ابن الجوزي: فصل الخطاب في هذا الباب أن الصحبة إذا أطلقت فهي في المتعارف تنقسم إلى قسمين:
أحدهما: أن يكون الصاحب معاشرا مخالطا كثير الصحبة فيقال هذا صاحب فلان كما يقال خادمه لمن تكررت خدمته لا لمن خدمه يوما أو ساعة.
الثاني: أن يكون صاحبه في مجالسة أو ممشاه ولو ساعة فحقيقة الصحبة موجودة في حقه وإن لم يشتهر.
قلت:فهل في قوله دلالة أنه يخرج من الصحبة غير المهاجرين والأنصار؟
بل في بقية كلام ابن الجوزي ما يدلل أنه يقول بقول الجمهور فقد تعقب قول ابن المسيب المنسوب إليه كما مر معنا.
ثالثا: مفهوم الصحبة في القرآن
¥