ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[07 - 05 - 07, 02:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أولا أخي الفاضل تقويم النظر لا يضر في الكلام الحق استخدامه في غير موطنه ولا يخرجه ذلك عن الحق وما قيل في شيخ الإسلام _ رحمه الله _ لا يلتفت إليه فشيخ الإسلام من أسد أهل العلم عقلاً ويكفي المرء أن ينظر في كتبه في الرد على الأشاعرة كدرء تعارض العقل والنقل ورسالته التدمرية فضلاً عن كلامه المبثوث في كتبه في كيفية التعامل مع النصوص وآراء المخالفين ومناقشة أقوالهم بصدق وعدل.
وهناك كثير من المصطلحات والألفاظ الصحيحة استخدمت من قبل أهل الأهواء لغرض باطل كالمقاصد والمصالح والتوحيد والعدل ونحوها والعبرة في ذلك بمراد المتكلم ومقصده وموطن استخدامه.
ثانيا أخي الغالي أبا يوسف وفقك الله: الحديث ورد بعدة روايات:
1 - " حديث عهد بجاهلية " في البخاري برقم (1586) (1/ 489)
2 - " حداثة قومك بالكفر " في البخاري برقم (1585) (1/ 488)
3 - " حديث عهدهم بالجاهلية " البخاري برقم (1584) (1/ 488) ومسلم برقم (1333 - 405)
4 - " حدثان قومك بالكفر " في البخاري برقم (1583) (1/ 488) ومسلم برقم (1333 - 399)
5 - " حديث عهدهم بكفر " في مسلم برقم (1333 - 402)
6 - " حديثو عهد بجاهلية " في مسلم برقم (1333 - 400)
7 - " حديثو عهد بشرك " في مسلم برقم (1333 - 401)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[07 - 05 - 07, 05:13 م]ـ
فما توجيه الرواية: (حديث عهد)؟
بارك الله فيك.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 05 - 07, 03:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الفاضل سبق ذكر اختلاف الروايات وقد تكلم شراح الحديث عن تأويل ذلك فقال الحافظ في الفتح (8/ 54): (قوله في رواية قتادة أن قريشا حديث عهد كذا وقع بالافراد في الصحيحين والمعروف حديثو عهد وكتبها الدمياطي بخطه حديثو عهد وفيه نظر وقد وقع عند الإسماعيلي أن قريشا كانوا قريب عهد)
وقال ايضاً (3/ 445): (وله حديث عهد كذا لجميع الرواة بالإضافة وقال المطرزي لا يجوز حذف الواو في مثل هذا والصواب حديثو عهد والله أعلم)
وقال السندي في حاشيته على النسائي (5/ 215): (حديث عهد كذا روى بالإضافة وحذف الواو في مثل هذا والصواب حديث عهد ورد بأنه من قبيل ولا تكونوا {أول كافر به} فقد قالوا تقديره: أول فريق كافر أو فوج كافر يريدون أن هذه الألفاظ مفردة لفظا وجمع معنى فيمكن رعاية لفظها ولا يخفى أن لفظ القوم كذلك وأجيب أيضا بأن فعيلا يستوي فيه الجمع والافراد)
وقد ذكر الجوهري وغيره من أهل اللغة والنحو أن (فعيل وفعول) يستوي فيهما المفرد والمثنى والجمع.
ومنه أيضاً قوله تعالى: {والملائكة بعد ذلك ظهير} وقوله: {إنا رسول ربك} وقوله تعالى: {إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد}
واخيراً هذه فائدة ذكرها ابن القيم رحمه الله عن الجمع:
يقول في بدائع الفوائد (1/ 117): (ولنذكر من هذا الباب حال اللفظ في إفراده وتغييره عند زيادة معناه بالتثنية والجمع دون سائر مغيراته فنقول:
لما كان المفرد هو الأصل والتثنية والجمع تابعان له جعل لهما في الإسم علامة تدل عليهما وجعلت آخره قضاء لحق الأصالة فيه والتبعية فيهما والفرعية فالتزموا هذا في التثنية ولم ينخرم عليهم.
وأما الجمع فإنهم ذهبوا به كل مذهب وصرفوه كل مصرف:
- فمرة جعلوه على حد التثنية وهو قياس الباب كالتثنية والنسب والتأنيث وغيرها.
- وتارة اجتلبوا له علامة في وسطه كالألف في جعافر والياء في عبيد والواو في فلوس.
- وتارة جعلوا اختصار بعض حروفه وإسقاطها علامة عليه نحو عنكبوت وعناكب.
فإنه لما ثقل عليهم المفرد وطالت حروفه وازداد ثقلا بالجمع خففوه بحذف بعض حروفه لئلا يجمعوا بين ثقلين ولا يناقض هذا ما أصلوه من طول اللفظ لطول المعنى وقصره لقصره فإن هذا باب آخر من المعادلة والموازنة عارض ذلك الأصل ومنع من طرده.
ومنهم جمعهم فعيل وفعول وفعال على فعل كرغيف وعمود وقذال على رغف وعمد وقذل لثقل المفرد بالمدة فإن كان في واحده ياء التأنيث فإنها تحذف في الجمع فكرهوا أن يحذفوا المدة فيجمعوا عليه بين نقيضين فقلبوا المدة ولم يحذفوها كرسالة ورسائل وصحيفة وصحائف فجبروا النقص بالفرق لا أنهم تناقضوا.
- وتارة يقتصرون على تغيير بعض حركاته فيجعلونها علامة لجمعه كفلك وفللك وعبد وعبد.
- وتارة يجتلبون له لفظا مستقلا من غير لفظ واحدة كخيل وأيم وقوم ورهط ونحوه.
- وتارة يجعلون العلامة في التقدير والنية لا في اللفظ كفلك للواحد والجمع فإن ضمة الواحد في النية كضمة قفل وضمة الجمع كضمة رسل وكذلك هجان ودلاص وأسمال وأعشار مع أن غالب هذا الباب إنما يأتي في الباب لحصول التمييز والعلامة بموصوفاتها فلا يقع لبس ولا يكاد يجيء في غير الصفات إلا نادرا جدا ومع هذا فلا بد أن يكون لمفرده لفظ يغاير جمعه ويكون فيه لغتان لأنهم علموا أنه يثقل عليهم.
أما في الجر والنصب فلتوالي الكسرات وأما في الرفع فيثقل الخروج من الكسرة إلى الضمة فعدلوا إلى جمع تكسيره ولا يرد هذا عليهم في راحمين وراحمون لفصل الألف الساكنة ومنعها من توالي الحركات فهو كمسلمين وقائمين وكذلك عدلوا عن جمع فعل المضاعف من صفات العقلاء كفظ وبر فلم يجمعوه جمع سلامة ويقولون برون وفظون لئلا يشتبه بكلوب وسفود لأنه برائين فكسروه وقالوا أبرار
فلما جاءوا إلى غير المضاعف كصعب جمعوه جمع تصحيح ولم يخافوا التباسا إذ ليس في الكلام فعلول وصعبون فتأمل هذا التفريق وهذا التصور الدال على أن أذهانهم قد فاقت أذهان الأمم كما فاقت لغتهم لغاتهم وتأمل كيف لم يجمعوا شاعرا جمع سلامة مع استيفائه وشروطه بل كسروه فقالوا شعراء إيذانا منهم بأن واحده على زنة فعيل فجمعوه كرحيم ورحماء لما كان مقصودهم المبالغة في وصفهم بالشعور
ثم انظر كيف لم ينطقوا بهذا الوجه المقدر كراهية منهم لمجيئه بلفظ شعير وهو الحب المعروف فأتوا بفاعل ولما لم يكن هذا المانع في الجمع قالوا شعرا .... )
¥