[المواطنة أم الإسلام؟؟ سؤال يحتاج إلى جواب!!]
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 - 04 - 07, 03:08 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
روى الإمام أحمد والحاكم وابن حبان - رحمهم الله - بسند صححه الألباني - رحمه الله - من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضا الحكم، واّخرهن الصلاة "
* قال المناوي -رحمه الله -في شرح هذا الحديث:" (لتنقضن) بالبناء للمجهول أي تنحل، نقضت الحبل نقضا جالت برمه، وانتقض الأمر بعد التئامه فسد (عرى الإسلام) جمع عروة وهي في الأصل ما يعلق به من طرف الدلو و الكوز ونحوهما، فاستعير لما يتمسك به من أمر الدين ويتعلق به من شعب الإسلام (عروة عروة) قال أبو البقاء: بالنصب على الحال، والتقدير ينقض متتابعا، فالأول كقولهم: ادخلوا الأول فالأول، أي شيئا بعد شيء (فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها) أي تعلقوا بها يقال تشبث أي تعلق (فأولهن نقضا الحكم) أي القضاء وقد كثر ذلك في زماننا حتى في القضية الواحدة تنقض وتبرم بقدر الدراهم (واّخرهن الصلاة) حتى إن أهل البوادي الاّن وكثيرا من أهل الحضر لا يصلون رأسا، منهم من يصلي رياء وتكلفا (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى) " فيض القدير ج5 ص343 طبعة مكتبة مصر.
فنحن الاّن نعيش في عصر تزلزلت فيه الثوابت التي لم يكن يتصور أحد أن تتغير أو تتزلزل، ومن هذه الأمور التي يحاول الكثيرون أن يغرسوها في عقول الأمة مبدأ المواطنة مزلزلين بذلك للكثير من الثوابت الإسلامية كما سيأتي بيان ذلك إن شاء الله.
ويتلخص معنى المواطنة في أن المواطنين جميعا سواء دون تمييز بسبب الدين أو الجنس أو اللون .... إلخ.
لذلك أردت أن أضع هذا البحث المتواضع في المعنى والمبنى حتى يتضح للجميع مخالفة هذا المبدأ وهذه النظرية للإسلام، وقسمته على العناصر الاّتية:
أولا - الإسلام دين المساواة في أصل البشرية لا في الأمور الدينية
ثانيا - بعض الفروق بين المسلمين وغيرهم داخل الدولة الإسلامية:
1 - الجزية
2 - الولايات الهامة في الدولة
3 - المشاركة في القتال
4 - لا يقتل المسلم بالكافر
5 - إظهار العبادات وبناء أماكن العبادة
6 - بعض الجوانب الاجتماعية.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 - 04 - 07, 03:11 ص]ـ
أولا: الإسلام دين المساواة في أصل البشرية لا في الأمور الدينية
فقد ساوى الإسلام بين البشر جميعا في أصل البشرية كما قال - عز وجل -: " ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير " الحجرات 13
*قال ابن كثير - رحمه الله - " فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية، إلى اّدم وحواء عليهما السلام سواء، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية، وهي طاعة الله تعالى ومتابعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - "
* وقال ابن رجب - رحمه الله - فقد يكون كثير ممن له صورة حسنة، أو مال، أو جاه أو رياسة في الدنيا، قلبه خرابا من التقوى، ويكون من ليس له شيء من ذلك قلبه مملوءا من التقوى، فيكون أكرم عند الله تعالى ... " جامع العلوم والحكم - شرح الحديث الخامس والثلاثين ص 452 - طبعة دار العقيدة
ولم يقم الإسلام اعتبارا للمعايير الدنيوية كالبياض والسواد أو الغنى والفقر وغير ذلك من المعايير الدنيوية، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم "
وروى البخاري من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: مر رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لرجل عنده جالس: " ما رأيك في هذا؟ " فقال رجل من أشراف الناس: هذا والله حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، وإن قال يسمع لقوله، قال: فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم مر رجل اّخر، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما رأيك في هذا؟ " قال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع لقوله، فقال رسول الله -
¥