فأجاب: وهذا فيه نظر لأنه المتقرر في القواعد في الأسماء والصفات؛ أن باب الأفعال أوسع من باب الصفات، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء، وباب الأخبار أوسع من باب الأفعال وباب الصفات وباب الأسماء، فقد يطلق ويضاف إلى جل وعلا فعل ولا يضاف إليه الصفة، كما أنه قد يوصف الله جل وعلا بشيء ولا يشتق له من الصفة اسما، ولهذا يدخل في هذا كثير مما جاء، مثل ما وَصف الله جل وعلا به نفسه في قوله ?وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ? [الأنفال:30] , يستهزئون والله يستهزئ بهم، إن الله لا يمل حتى تملوا، ونحو ذلك مما جاء مقيدا بالفعل، ولم يذكر صفة للاسم، فهذا يقال فيه أنه يطلق مقيدا، ويمكن أن يحمل عليه حديث ابن عباس هذا (تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)، نقول إن الله جل وعلا يعرف في الشدة من تعرف إليه في الرخاء، على نحو تلك القاعدة، كما يقال إن الله جل وعلا يمكر بمن مكر به, يستهزئ بمن استهزأ به، يخادع من خدعه, ولا يقال إن الله جل وعلا ذو مكر، وذو استهزاء، وذو مخادعة هكذا مطلقا بالصفة، وإنما كما هي القاعدة أن باب الأفعال أوسع من باب الصفات. أ. هـ
ولم أفهم كيف أزال الشيخ الإشكال، لأن كون الله يعرف شيئا يعني كذلك يعلمه بعد جهله – بناء على شرح الشيخ للكلمة في البداية -، وإن جاء ذلك من باب الإخبار لا الصفة أو الاسم ..
لكن لما فكرت في معنى (اعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة)، فهمت أن معناها تقرب إلى الله في الرخاء يعينك في الشدة مثلا وليس معنى المعرفة هنا هو المراد.
أرجو التوجيه وإزالة الإشكال بارك الله فيكم.
(2) ما معنى ما قاله الشيخ: (ففي هذه الآية الأمر بالتوكل, وما دام أنه أمر به فهو عبادة؛ لأن العبادة ما أُمر به من غير اقتضاء عقلي ولا اطراد عرفي)؟
(3) قال الشيخ: وبهذا صار النذر عبادة من العبادات التي يرضاها الله جل وعلا ويحبها، إلا في حال واحدة وهي حال نذر المقابلة. ا.هـ كيف يكون نذر المقابلة مكروها ويكون عبادة؟ مع أن العبادة شرطها أن يحبها الله ويرضاها؟
- بالنسبة للإشكال فالجواب في قوله (نسوا الله فنسيهم) إذا تصورت هذه فسيسهل عليك ما ذكره الشيخ فإنه على سبيل الإخبار والمقابلة والمشاكلة لا على سبيل الوصف والله جل وعلى أعلى وأعلم ...
- معنى الاقتضاء العقلي الشيء الذي يحكم العقل بوجوده مثلا حمل المرأة دليل على الوطء! فهل العبادة بصفتها اقتضى العقل و جودها (الظهر أربع ركعات) مثلا، الاطراد العرفي هو الشيء الذي جرى العرف بمثله كأن يتجمل الرجل في يوم عرسه كذلك المرأة أو غيره من الأمور التي جرى بها العرف بينما الوضع ليس كذلك بالنسبة للعبادة فلم يجري العرف على أن تصلى الفجر في وقتها! التي هي فيه الآن قبل مبعث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
- النذر المطلق هو العبادة التي يحبها الله عز وجل أما ما تعلق بها من أو صاف كالمقابلة فقد تصل إلى درجة التحريم بحسب اعتقاد الناذر فإذا كان النذر شركا حرم الوفاء به لأن العبادة لحقها وصف حرم معه فعلها وهو صرفها لغير الله عز وجل أما النذر المقابل فإنه كره لعلة الاستخراج من البخيل كما وصف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقد يشرع الانسان بعبادة و يلحقها وصف الحرمة ويجب عليه أن يتمها ويعاقب على ما قصر فيه أو انتهكه (الحج بمال سحت) مثلا
معذرة إن لم تكن الإجابة محررة والإسلوب غير علمي ولكن هي إضاءة لمن زاده الله بسطة فالعلم واستغفر الله من التقدم بين يدي إخواني طلبة العلم
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[07 - 02 - 08, 02:26 ص]ـ
لكن لما فكرت في معنى (اعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة)، فهمت أن معناها تقرب إلى الله في الرخاء يعينك في الشدة مثلا وليس معنى المعرفة هنا هو المراد.
السلام عليكم .. لولا التعمق في تعريف المعرفة بأن الجهل يسبقها حتما ما كنا نحتاج إلى هذا التأويل فما المانع من القول بأن المعرفة والعلم مترادفان وكل منهما ممدوح لا ذم فيه، وأن التسوية بينها وبين المخادعة والمكر ونحوهما من الصفات المستحيلة في حق الله تسوية بين المتفرقات، فالمكر والخداع في الأصل مذمومان والمعرفة ليست كذلك.
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[07 - 02 - 08, 12:24 م]ـ
¥