تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[علاء الدين محمد]ــــــــ[19 - 02 - 08, 10:15 م]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة للعالمين .. أما بعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أحب أن أثني من كل قلبي على الإخوة جميعاً و على نقولهم الطيبة والتي إزددنا فيها علماً

فبارك الله في الجميع وجزاكم الله خيراً ..

فهل هذا الكلام يعتبر نقطة تلاقي بيننا أم أن أحد الأخوة له وجهة نظر أخرى ..

وبارك الله فيكم ورفع الله قدركم

وفيك بارك الله أخي في الله أحمد وجزاك الله خير على النقول الطيبة منكم

ولو أننا إختلفنا في أقوالنا فلن نفترق إن شاء الله فنحن ملتقون على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة .... ولم أدقق على كلماتكم ولكني أحببت أن أكتب ما في قلبي لكم ..

وهو أنه لا بد من الاقتداء في قصد الفعل وصورته فلو صلينا صلاة نافلة بقصد أنها من الواجبات لوقعنا في مخالفة شرعية، وقس على هذا.

فمن أطال شعره مثلا بقصد أن إطالة الشعر سنة تعبدية فقد وافق النبي صلى الله عليه وسلم في صورة الفعل وخالفه في القصد

أحسن الله إليك أخي في الله أبو عبد الرحمن .. ومن خالف النبي عليه السلام في القصد فما مصير فعله؟

فكما قال الالباني:

كذلك لم يتقرب الى الله باطالة شعر رأسه فانت تتقرب الى الله اذن خالفت النبي صلى الله عليه وسلم في اعز شرطي العباده وهو اخلاص النيه لله تعالى والشرط الثاني وهو ان يوافق عمل الرسول صلى الله عليه وسلم

فأنت وافقت الرسول في عمله ولكنك خالفته في نيته

كمن لا يأكل من اللحم إلا الكتف فهل هو متبع للسنة؟

ولو أننا خُيرنا بين لحم الكتف ولحم الفخذ لأحببنا لحم الكتف لحبنا للتأسي برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا نتعبد الى الله بأكل لحم الكتف لأن رسول الله كان يحبه

و على كل من قال أنها عبادة عليه بالدليل ..

و أظننا متفقين بأصل الموضوع

وهو التفريق بين الأفعال التعبديه والافعال التي فعلها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عادة منه .. فنحن مأمورون بالأولى وغير مأمورين بالثانية

و بارك الله فيك أخي في الله يزيد مسلم على طرحك الطيب وأنقل منه

كلام الشيخ بن عثيمين رحمه الله حين قال:

و لهذا كان مشايخنا الكبار كالشيخ عبد الرحمان بن سعدي، و الشيخ محمد ابن إبراهيم و الشيخ عبد العزيز بن باز و غيرهم من العلماء لا يتخذون الشّعر لأنّه ليس بسنّة و لكنّه عادة

والله تعالى أعلم فإن كان صواب فمن الله وإن كان خطأ فمن نفسي والشيطان

وجزاكم الله خيراً جميعاً

ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[19 - 02 - 08, 10:50 م]ـ

قال شيخ الاسلام ابن تيمه في جامع الرسائل الجزء الاول صفحة 340

وما فعله النبي صلى الله عليه وسلم على وجه التعبد فهو عبادة يشرع التأسي به فيه. فإذا تخصص زمان أو مكان بعبادة كان تخصيصه بتلك العبادة سنة كتخصيصه مقام إبراهيم بالصلاة فيه فالتأسي به أن يفعل مثل ما فعل على الوجه الذي فعل لأنه فعل.

وذلك إنما يكون بأن يقصد مثلما قصد، فإذا سافر لحج أو عمرة أو جهاد وسافرنا لذلك كنا متبعين له، وكذلك إذا ضرب لإقامة حد، بخلاف من شاركه في السفر وكان قصده غير قصده أو شاركه في الضرب وكان قصده غير قصده، فهذا ليس بمتابع له، ولو فعل بحكم الاتفاق مثل نزوله في السفر بمكان، أو أن يصب في أدواته ماء فصبه في أصل شجرة، أو أن تمشي راحلته في أحد جانبي الطريق ونحو ذلك، فهل يستحب قصد متابعته في ذلك؟ كان ابن عمر يحب أن يفعل مثل ذلك. وأما الخلفاء الراشدون وجمهور الصحابة فلم يستحبوا ذلك لأن هذا ليس بمتابعة له، إذ المتابعة لا بد فيها من القصد، فإذا لم يقصد هو ذلك الفعل بل حصل له بحكم الاتفاق كان في قصده غير متابع له وابن عمر رحمه الله يقول: وإن لم يقصده لكن نفس فعله حسن على أي وجه كان فأحب أن أفعل مثله، إما لأن ذلك زيادة في محبته وإما لتركه مشابهته.

ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[20 - 02 - 08, 07:40 م]ـ

وأما ما فعله بحكم الاتفاق ولم يقصده- مثل أن ينزل بمكان ويصلى فيه لكونه نزله لا قصدا لتخصيصه بالصلاة والنزول فيه- فإذا قصدنا تخصيص ذلك المكان بالصلاة فيه أو النزول لم نكن متبعين، بل هذا هو من البدع التي كان ينهى عنها عمر بن الخطاب كما ثبت بالإسناد الصحيح من حديث شعبة عن سليمان التيمي عن المعرور بن سويد، قال: كان عمر بن الخطاب في سفر فصلى الغداة ثم أتى على مكان فجعل الناس يأتونه فيقولون صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر:

" إنما هلك أهل الكتاب أنهم اتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعا. فمن عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض " (1)

فلما كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد تخصيصه بالصلاة فيه بل صلى فيه لأنه موضع نزوله رأى عمر أن مشاركته في صورة الفعل من غير موافقة له في قصده ليس متابعة، بل تخصيص ذلك المكان بالصلاة من بدع أهل الكتاب التي هلكوا بها، ونهى عن التشبه بهم في ذلك، ففاعل ذلك متشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصورة ومتشبه باليهود والنصارى في القصد الذي هو عمل القلب. وهذا هو الأصل، فإن المتابعة في السنة (2) أبلغ من المتابعة في صورة الفعل) (3)


(1) هذا الأثر عزاه ابن تيمية إلى سنن سعيد بن منصور في اقتفاء الصراط المستقيم، 2/ 744، وقد صححه هاهنا في القاعدة الجليلة.
(2) لعل الصواب: النية.
(3) قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيمية، ط1، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1399 هـ. ص 105 - 106

من كتاب محبة الرسول بين الاتباع و الابتداع

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير