ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[28 - 01 - 03, 03:20 م]ـ
بارك الله فيك يا أمة الله وجعلك من عباده المخلصين.
ـ[طالب النصح]ــــــــ[28 - 01 - 03, 03:40 م]ـ
إيه يامة الله النجديه ... زيدينا من كلام السلف لعل الله يصلح قلوبنا فتصلح أعمالنا ....
ما أحلى نقولك وأجمل مواقفك ... حياك الله وبياك ...
ـ[مسدد2]ــــــــ[28 - 01 - 03, 05:30 م]ـ
لست اشك في ان غالب، ان لم اقل جميع، طلبة العلم هنا يعلمون ان كلمة " الخمول " المراد بها في الكتب انما هو: خمول الشهرة والاسم والذكْر، اي عدم الشهرة بين الناس.
فالخامل هو " غير المشهور ".
فأحببت ان انبّه عابرَ السبيل على هذا حتى لا يظن ان الخمول المطلوب هو المرادف للكسل.
ومثال المعنى السليم قال ابن عطاء الله السكندري:
(ادفن وجودَك في ارض الخمول، فما نبت مما لم يُدفن لا يَتم نتاجُه)
يعنى الاصل ان لا يطلب المسلم الشهرة، بل يكون مؤثِرا للتواضع وعدم انتشار الاسم، حتى اذا غلب نوازعَ النفس وكبح جماح نفسه تَقدّم حينئذ بيانا للخير، وليس اظهارا للنفس. فمَن تقدّم قبل ان يُدفن ويتواضع، تكون نبتته هزيلة لعدم عمق جذورها، اذ لم يتم دفنها في ارض التواضع.
وفي ترجمة الامام ابن المبارك حينما بارز وكان متسترا فظهر على مبارزه فأرادوا ان يعروفوه فأبي ان يكشف وجهه في قصة لطيفة مؤثرة.
وكذلك الامام احمد ارسل رسالة شفوية الى احد الصالحين يقول له اننا ابتلينا بالذكر والشهرة، وهو يغبط الآخر على " خمول ذكره " بين الناس.
واخيرا قد بالغ بعض الصوفية في هذا، والله اعلم بالحال فيقولون:
ولازِم الصمت الا إن سُئلتَ فقل: ****** لا علم عندي، وكن بالجهل مستَتِرا
فيكون اعتراضهم: ان تكلمتُ خشيتُ الغرور والعجب وان سكتُّ خشيتُ كتم العلم، فأيهما أقدّم؟
وهناك قصة لطيفة لطالب علم وقعت له مع استاذه بعد ان قرأ الطالب كتاب الغرور من احياء علوم الدين ثم اختار ان ينقطع عن العلم ويتوجه الى العبادة، ففهم استاذه ذلك من حركات تلميذه ثم وجّهه وفههمه بأن الاهتمام بالقلب مطلوب حتما لكن ليس على حساب العلم، لأن الجهل مضر بالقلب ضرر الغرور و العجب. ثم العلم وسيلة لمحاربتهما وليس داءً ليتجنب.
والجمع بينهما أولى، وأولى من طبق هذا اقوام يقتفون أثر النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه والسلف والخلف الصالح .. فالجمع بين العلم والعبادة خيار الاقوياء اهل الهمم. والوقوف على احدهما فقط خيار الضعفاء.
فيا أهل الحديث أدوا زكاة حديثكم
ونفسي اعاتب قبل غيري ..
وجزى الله خيرا من كان سببا في اثارة هذا الموضوع المفيد، ومن شارك في إثرائه، آمين.
رحمهم الله تعالى.
ـ[النسائي]ــــــــ[28 - 01 - 03, 05:57 م]ـ
قال أبو إسحاق الألبيري
تفت ُ فؤادك الأيام فتَّا وتنحت جسمك الساعات نحتا
وتدعوك المنون دعاء صدق ألا ياصاح أنت أريد أنتا
أراك تحب عرساً ذات مال ٍ أبتَّ طلاقها الأكياس بتَّا
تنام الدهر ويحك في غطيط ٍ بها حتى إذا متَّ انتبهتا
فكم ذا أنت مخدوع وحتى متى لاترعوي عنها وحتى
أبا بكر دعوتك لو أجبتا إلى مافيه حظك إن عقلتا
إلى علم تكون به إماماً مطاعاً إن أمرت وإن نهيتا
ويجلو ما بعينك من عشاها ويهديك السبيل إذا ضللتا
وتحمل منه في ناديك تاجاَ ويكسوك الجمال إذا اعتريتا
ينالك نفعه مادمت حياً ويبقى ذخره لك إن ذهبتا
هو العضب المهند ليس ينبو تصيب به المقاتل إن ضربتا
وكنز لا تخاف عليه لصاً خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
يزيد بكثرة الإنفاق منه وينقص إن به كفاً شددتا
فلو قد ذقت من حلواه طعما ً لآثرت التعلم واجتهدتا
ولم يشغلك عنه هوى مطاع ولا دنيا بزخرفها فتنتا
فقوت الروح أرواح المعاني وليس بأن طعمت وإن شربتا
فواظبه وخذ بالجد فيه فإن أعطى الإله قد انتفعتا
وإن أوتيت فيه طول باع وقال الناس أنك قد سبقتا
فلا تأمن سؤال الله عنه بتوبيخ علمت فهل عملتا
((فرأس العلم تقوى الله حقا وليس بأن يقال لقد رأستا))
(إذا مالم يفدك العلم خيراً فخير منه أن لو قد جهلتا
وإن ألقاك فهمك في مهاوٍ فليتك ثم ليتك ما فهمتا)
ستجني من ثمار العجز جهلاً وتصغر في العيون وإن كبرتا
وتفقد إن جهلت وأنت باقٍ وتوجد إن علمت وقد فُقدتا
وتذكر قولتي لك بعد حين ٍ وتغبطها إذا عنها شُغلتا
وسوف تعض من ندم عليها وما تغني الندامة إن ندمتا
إذا أبصرت صحبك في سماءٍ قد ارتفعوا عليك وقد سفلتا
فراجعها ودع عنك الهوينا فما بالبطء تدرك ما أردتا
ولا تحفل بمالك والْهُ عنه فليس المال إلا ما علمتا
وليس لجاهل في الناس معنى ولو مُلْك العراق له تَأتَّى
سينطق عنك علمك في نَديٍّ ويكتب عنك يوماَ إن كتبتا
وما يغنيك تشييد المباني إذا بالجهل نفسك قد هدمتا
جعلت المال فوق العلم جهلاً لعمرك في القضية ما عدلتا
وبينهما بنص الوحي بَونٌ ستعلمه إذا (طه) قرأتا
لئن رفع الغني لواء مالٍ لأنت لواء علمك قد رفعتا
وإن جلس الغني على الحشايا لأنت على الكواكب قد جلستا
وإن ركب الجيادَ مسوّماتٍ لأنت مناهجَ التقوى ركبتا
ومهما افتض أبكارَ الغواني فكم بِكرٍ من الحكم افتضضتا
وليس يضرك الاقتار شيئاً إذا ما أنت ربك قد عرفتا
فماذا عنده لك من جميل إذا بفِناء طاعته أنختا
فقابل بالقبول صحيح نصحي فإن أعرضت عنه فقد خسرتا
و إن راعيته قولاً وفعلاً وتاجرت الإله فقد ربحتا
فليست هذه الدنيا بشيء تسوؤك حقبة وتسر وقتا
وغايتها إذا فكرت فيها كفيئك أو كحلمك إن حلمتا
سُجنت بها وأنت لها محبٌ فكيف تحب ما فيه سُجنتا
وتطعمك الطعام وعن قريب ستطعم منك ما منها طعمتا
وتعرى إن لبست بها ثياباً وتكسى إن ملا بسها خلعتا
وتشهد كل يوم دفن خَلًّ كأنك لا تراد بما شهدتا
ولم تُخلق لتعمرها ولكن لتعبرها فجِدَّ لما خُلقتا
وإن هُدمتْ فزدها أنت هدماً وشيّد أمر دينك ما استطعتا
ولا تحزن على ما فات فيها إذا ما أنت في أُخراك فزتا
فليس بنافع ما نلت منها من الفاني إذا الباقي حُرمتا
¥