تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

([1]) هذه الأحاديث تدل على شرعية الأذان كما تقدم وعلى صفة الأذان وأن الأذان شفع والإقامة وتر هذا هو الأفضل وهو الذي كان يفعله بلال بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو معنى ما قاله أنس (أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة) وكان الناس قد أشاروا على النبي صلى الله عليه وسلم بشيء يعلم به الأوقات فقال بعضهم ناقوس مثل ناقوس النصارى يضرب حتى يسمع الناس ويحضرون وقال بعضهم بوق مثل بوق اليهود يصاح فيه حتى يحضر الناس فلم يتم شيء في الموضوع فنام عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري وهو مهموم بهذا الأمر فأراه الله رؤيا الأذان وهكذا عمر أراه الله رؤيا الأذان فاتفقت رؤياهما جميعاً على أن الأذان شفع والإقامة وتر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤذن على ما قال عبد الله بن زيد وعلى ما وافقه عليه عمر فأذن (اللَّه أكبر اللَّه أكبر اللَّه أكبر اللَّه أكبر أشهد أن لا إلهإلا اللَّه أشهد أن لا إله إلا اللَّه أشهد أن محمدًا رسول اللَّه أشهد أن محمدًارسول اللَّه حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح اللَّه أكبراللَّه أكبر لا إله إلا اللَّه) كما هو أذاننا اليوم وهو الأذان الذي كان يؤذن به بلال بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم والإقامة فرادى إلا التكبير في أولها وآخرها وقوله (قد قامت الصلاة) فإنها مثنى، وجاء في حديث أبي محذورة شفع الإقامة أيضاً وأنها مثل الأّذان سواء مع زيادة قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة كما رواه مسلم في الصحيح وغيره وفي رواية أبي محذورة زيادة الترجيع وهو أن يأتي بالشهادتين سراً غير مرفوع بها ثم يرفع بها أكثر فيقول (أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله) يسمع من حوله، ثم يرفع بها صوته رفعاً أكثر فكان على أذان أبي محذورة تسعة عشر كلمة وعلى أذان بلال وعبد الله بن زيد خمسة عشر كلمة وهذا جائز وهذا جائز فكان أبا محذورة يؤذن بها في مكة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعده ولكن استمر النبي صلى الله عليه وسلم على أذان بلال حتى توفي فأخذ كثير من أهل العلم بأن أذان بلال أفضل لأنه استمر عليه وبقي عليه حتى توفي فهذا هو الأفضل.

وفيه من الفوائد أنه يقول في صلاة الفجر (الصلاة خير من النوم) واختلف الناس فيها هل تقال في الأذان الأول أو الأخير والصواب أنها تقال في الأخير كما دلت عليه الأحاديث لأن المقصود التنبيه على صلاة الفجر فقوله (الصلاة خير من النوم) ليس المراد بها النافلة وإنما المقصود بها الفريضة خير من النوم والواجب حضورها ولهذا أمر أبا محذورة أن يقولها في صلاة الفجر وجاء عن عائشة عند البخاري ما يدل على ذلك فقالت كان إذا أذن الأذان الأول فيقول فيه (الصلاة خير من النوم) فإذا سمعه النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين ثم اضطجع ثم خرج إلى الصلاة فسمته الأذان وهذا بالنظر للإقامة فإن الأذان الأول هو الذي يؤذن به لدخول الوقت والأذان الثاني هي الإقامة التي يؤذن بها لدخول في الصلاة، وظن من ظن أن الأذان الأول هو الأذان المنبه وقالوا إنه يكون في الأذان الأول والصواب أنه في الأذان الأخير ولا يؤذن في الأول حتى لا يشتبه على الناس ولو في الأذان الأول وترك الأخير فالأمر فيه واسع ولكن لا يؤذن في هذا وهذا حتى لا يشتبه بل يكون في الأول أو في الأخير وهو الأصح والأرجح

@ الاسئلة: أ - ما حكم تسجيل الأذان وتشغيله عند دخول الوقت؟

لا الواجب أن يتولاه المؤذن بنفسه لا بالتسجيل.

ب - ما معنى أطول الناس أعناقاً يوم القيامة المؤذنون)؟

إظهار لفضلهم بين الملأ يوم القيامة.

ج - بالنسبة للمحدث حدثاً أصغر أو أكبر ما حكمه؟

لا حرج ليس من شرط الأذان الطهارة.

د - ما صحة حديث (من أذن فهو يقيم)؟

ضعيف وحديث (لا يؤذن إلا متوضئ) ضعيف أيضاً. فيجوز أن يتولى الأذان شخص ويتولى الإقامة شخص لكن الأفضل أن يتولاهما واحد كما كان يتولاهما بلال.

هـ - رؤيا عبد الله بن زيد منام فهل يعول على الرؤيا في الأحكام الشرعية؟

كانت هذه الرؤيا سبب للشرعية والعمدة على قوله صلى الله عليه وسلم (إنها لرؤيا حق) فدل هذا على أن الرؤيا الصالحة يعم بها إذا وافقت القواعد الشرعية فلما راءها عبد الله وعمر ووافقت الشرع عمل بها النبي صلى الله عليه وسلم.

و - جملة (الصلاة خير من النوم) هل هي لازمة وماذا على من نسيها هل يرجع ليقولها؟

الواجب أن يرجع فيقولها ثم يأتي بما بعدها.

ز - هناك من يذكر الله ويصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الأذان وهو فاتح للميكرفون؟

الأفضل له أن لا يقول شيئاً إنما يتكلم بالأذان لا يقول قبله شيء ولا بعده شيء. فإلحاق أذكار قبله أو بعده بدعة فالواجب الاقتصار على الأذان فقط.

ح - بعض المؤسسات والشركات تضع تسجيلاً للأذان إذا ردد معه الإنسان ما رأيكم فيه؟

إذا كان في وقت الأذان فلا بأس أما في وقت آخر فلا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير