تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[معنى اسم الله "الخالق" سبحانه وتعالى]

ـ[الطالبة الصغيرة]ــــــــ[30 - 04 - 08, 11:20 م]ـ

فقه الأسماء الحسنى

من إذاعة القرآن الكريم 3 - 1 - 1428هـ

إعداد وتقديم الدكتور: عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر -حفظه الله-

من أسماء الله الحسنى (الخالق)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله –صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه أجمعين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد ...

إن من أسماء الله الحسنى (الخالق)

وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في عدة مواضع منها، قول الله تعالى:

{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} الحشر: 24

وقوله –جلّ وعلا-: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}

وورد هذا الاسم بصيغة المبالغة الخلاَّق في موضعين من القرآن في قوله تعالى:

{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ} الحجر: 86

وقوله تعالى: {بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} الحجر: 86

والخلْق يطلق ويراد به أحد أمرين:

*أحدهما:

إيجاد الشيء وإبداعه على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} يس: 71

وقوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} القمر: 49

وقوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} الأعلى: 2 - 3

وقوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} الفرقان: 2

وقوله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ} الأنبياء: 104.

*الثاني:

بمعنى التقدير، ومنه قولهم: خلق الأدِيمَ أي قدَّره، وقول الشاعر:

ولأنت تفري ما خلقت ... وبعض القوم يخلق ثم لا يفري

أي: أنت إذا قدَّرت أمراً أمضيته، وغيرك يُقدِّر ثم لا يمضي الشيء الذي قدره.

وقوله تعالى: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً} العنكبوت: 17

أي: تقدِّرونه وتهيئونه ومن هذا قول الله تعالى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} المؤمنون: 14

فالخلْق في نعوت الآدميين معناه التقدير.

أما الخلق الذي هو إبداع الشيء وإيجاده على غير مثال سابق، فمتفرد به رب العالمين، كما قال الله تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} فاطر: 3

وقال تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} لقمان: 11

وفي الآية تحدٍّ لجميع الخلق، بل إنه سبحانه وتعالى أثبت عجز الناس أجمعين، ولو اجتمعوا عن آخرهم، على خلق ذبابٍ واحدٍ، وهو من أضعف الحيوان وأحقره، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحج: 73 - 74.

ثم إن خلق الله لهذه المخلوقات، لم يكن لهوًا، أو عبثًا، أو لعبًا، تنزه الرب وتقدس عن ذلك، قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ * بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

وقال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} المؤمنون: 115 - 116

بل إنه سبحانه خلق الخلق ليعرفوه ويعبدوه.

ودليل الأول: قول الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} الطلاق: 12

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير