تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بناء القبب للشيخ العلامة أبي طارق البويحياوي عبد الله حشروف حفظه الله]

ـ[ابو البراء]ــــــــ[21 - 04 - 08, 03:50 ص]ـ

بناء القبب

للشيخ العلامة

أبي طارق البويحياوي عبد الله حشروف

حفظه الله

إعتنى بها تلميذه

نسيم الجزائري

الحمد لله تعالى حق حمده، والصلاة والسلام على محمد النبي عبده ورسوله، ثم أما بعد: إن ببلاد القبائل أضرحة تشد إليها الرحال وتقصد للزيارة والتبرك والتوسل والإستغاثة والإستعانة، وقد بنوا عليها قببا مزركشة تجذب الأنظار إليها، ويتلهف لزيارتها المهموم والمغموم، ويدب للتمسح بجدرانها الكسالى والفاشلون والمغفلون والبلهاء أملا في تفريج كربة، أو شفاء من مرض، أو دفع نحس، أو جلب منفعة أو نزع جن من مسكون، والقرية التي تشتد في حماية قبتها وتنتدب بعناية سيدها لحراستها و رعايتها وفتح الباب للاهثين إلى التمسح بهيكلها والطواف حوله وخاصة الذين يتوجهون إلى بيت الله الحرام، تدعي أن المدفون في قبتهم هو جدهم النازح إليهم من الجزيرة العربية من زمن مجهول، وهوعربي ينتمي إلى آل البيت ويتسلسل نسبه إلى فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وهذا ادعاء يفتقر إلى دليل وبرهان، وهل كل الأضرحة القببية المتواجدة عبر منطقة الزواوة [1] أدناها وأقصاها وغيرها من آل البيت؟! أم هي خليط من آل البيت وغيرهم من الدراويش المنتسبين إلى التصوف و الهاربين عن تكاليف الحياة إلى خلوة ينكمشون فيها زاعمين أنهم يتفرغون لذكر الله تعالى بطريقتهم الخاصة تاركين من عاصرهموعاشروهم على جهلهم ولم يكلفوا أنفسهم مشقة تعليمهم أصول دينهم وتبصيرهم بعقيدتهم، وعندما ماتوا دفنوهم وهم في نظرهم من الصالحين، ثم بنوا على قبورهم قببا، وبمرور الزمن انتسبوا إلى آل البيت زورا وبهتانا، وهل المدفونون في هذه القبب من أولياء الله حقا؟ ومن آل البيت صدقا؟ وهل تركوا لنا شيئا مكتوبا يثبت نسبهم وأصلهم لآل البيت، ومستوى ثقافتهم وعلمهم وتاريخ نزوحهم إلى المنطقة؟ وما الدافع إلى ذلك؟ وهل هروبا من بطش حكامهم؟ أم لبثّ الدعوة أملا في استمالة أهل المنطقة عسى أن يتقوى بهم؟ وهل كان لهم في حياتهم كرامات معقولة يرويها الخلف عن السلف؟ وهل قام أحد الأحفاد الغيورين الفخورين بالانتساب إليهم بالبحث و التنقيب والكشف عن هويتهم و حياتهم وتاريخهم؟ من الذي أعطاهم لقب"الأولياء"؟ وهل علماء زمانهمهم الذين زكوهم و رفعوهم إلى درجة "الأولياء"؟ أم جهال زمانهم هم الذين أضفوا عليهم رتبة"الأولياء"؟ لأن في أيام صغري الدراويش الذين لا يتنظفون ويهرفون بما لا يعرفون هم الأولياء في نظر القوم!!! والدافع إلى طرح هذه الأسئلة هو أن " الكفر الفرنسي" لما لمس من الشعب الجزائري العربي المسلم "تقديس الأولياء" وزيارة الأضرحةوتقديم النذور والقرابين ويستغيث بهم، ويتحاشى ذكرهم بسوء، ويحلف بالله حانثا، ولا يحنث إن حلف بالأولياء، استغل بحسه الماكر هذه العاطفة وأخذ يشجع لها ببناء قبب هيكلية جديدة على حدود المزارع التي استولى عليها كحرز يمنع تهجمات الثائرين على محاصيل مزارعة ومستغلاته، ومن جهة أخرى فإن قرية ببني دوالة يقال إنها استقدمت إماما في زمن "الكفر الفرنسي" ليكون إماما في قريتهم فعرض عليهم مهمته الدينية التي يقوم بها من تعليمهم أصول دينهم من وضوء وصيام وتعليم صبيانهم حفظ القرآن الكريم فاعترضوا بالرفض على الجملة الأخيرة محتجين بأن ولي قبتهم قد أوصاهم في حياتهم وحذرهم تحذيرا شديدا إن هم أقدموا على تعليم صبيانهم حفظ القرآن الكريم، فإنهم إن فعلوا ذلك ستصاب نساؤهم وحيواناتهم وأشجارهم بالعقم والعقر، وعبثا حاول الإمام أن يقنعهم بأن القرآن الكريم المنزل من عند الله تعالى لايمكن أبدا أن يكون حفظه سببا في نزول البلاء بقوم، ولكن البلاء ينزل بقوم إن هم هجروا دينهم وتنكروا لرسالة وانغمسوا في الملذات والشهوات المحرمة ولفت نظرهم إلى بعض القرى المجاورة الذين يحرصون على تعليم صبيانهم القرآن الكريم ولم يحدث أن نزل بهم بلاء العقم في نسائهم وحيواناتهم وأشجارهم بل حباهم الله تعالى بخيراته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير