[حوار مع المحدث عبد العزيز بن مرزوق الطريفي حول التقارب والتحاور بين الأديان ..]
ـ[أبو الريان]ــــــــ[20 - 04 - 08, 12:15 م]ـ
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=9140&Itemid=69 (http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=9140&Itemid=69)
ترغب مؤسسة " نور الإسلام " أن تقدم لقرائها الكرام (حواراً) مع فضيلة الشيخ المحدث (عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي) - حفظه الله وسدده – حول موضوع عظيم جداً .. لا بد لكل مسلم من معرفته المعرفة التامة؛ لأنه في صلب العقيدة والتوحيد!
وقد قام بإجراء الحوار مع فضيلته رئيس التحرير في المؤسسة فإلى الحوار:
رئيس التحرير:
فضيلة الشيخ , عبدالعزيز ,هل لكم أن تحدثونا- حفظكم الله- في بداية اللقاء عن الإسلام الذي خلق الناس لأجله، من حيث كونه الدين المهيمن على الأديان كلها والناسخ لها جميعاً وأنه الدين الذي ارتضاه الله للبشرية جمعاء؟
الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد, فقد خلق البشر لأجل العبادة، وخلق ما في الأرض لأجلهم، فالواجب الحتمي، أن يأخذوا ما خلق لهم ليتوصلوا به لما خلقوا لأجله، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} الذاريات56 وقال فيما خلق لأجلهم: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ} الجاثية13 وقال: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً} البقرة29 فالانشغال بالوسائل وجعلها مقاصد، من أعظم الظلم، وأعظم الظلم جعل المقاصد وسائل، هذه هي حقيقة العدل.
والعبادة المذكورة في الآية الأولى هي "الاستسلام"، والإسلام هو الدين الذي بعث الله به الرسل كلهم، من نوح إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لأن الإسلام هو الانقياد لله بامتثال حكمه، والتجرد له وحده من جميع أنواع الشرك، لهذا قال تعالى عن إبراهيم الخليل: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً} آل عمران67
فكانت وصية إبراهيم لبنيه: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} البقرة132.
وهكذا قالت ملكة سبأ: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} النمل44
وهكذا قال الحواريون أنصار عيسى عليه الصلاة والسلام، لما دعاهم إلى شرعته: {آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} آل عمران52
وهكذا قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} الأنعام163وقال: {وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} الأنعام71
ولكن الإسلام بعد بعثته لا يطلق إلا على ملته وحده، التي اكتملت وتمت ورُضيت يوم حجة الوداع كما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} المائدة3.
وفي بيانه لكمال الدين، دليل ظاهر لعدم اعتبار غيرها عنده، إذ أنها ناقصة لِما نالها من التحريف والمسخ، فلما كان نسخها بكاملها مغلقاً لباب النظر فيها، فلا يذكر التحريف إلا لبيان ظلم بني إسرائيل والحكمة من بعث خاتم الأنبياء، لم يعتبر ما في التوراة والإنجيل من الحق القليل، فكان الخطاب موجهاً لدين واحد فقط هو الذي تم وكمل يوم عرفة، وعلى هذا يُحمل كل خطاب في الوحيين في وصف الدين بالإسلام، إلا ما كان على سبيل الحكاية.
¥