تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مقال الشيخ طارق عبد الحليم {النظريات الأساسية في دوافع الفرد – دراسة تاريخية}]

ـ[أبو الفداء الأندلسي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 02:49 ص]ـ

النظريات الأساسية في دوافع الفرد – دراسة تاريخية

لا شكّ أن النهضة المرتقبة لن تبزغ بوادرها إلا إن تحققت شروطها واكتملت عناصرها، ومن ضمن المأمول في هذه النهضة الإرتفاع بإنتاجية الفرد والمجتمع. وتحسن الإنتاجية ورفع درجة الأداء يعتمد على شقين رئيسن، التكنولوجيا والناس أو الأداة المنتجة، والعامل عليها. وما يهمنا في هذا المبحث هو النظر في طرق رفع إنتاجية الأفراد وتحسين أدائهم.

ومع إيماننا العميق بأن الدوافع التي تحفز المسلم لها جذور وفروع تخالف في نواح عديدة تلك التي تعمل في نفس غير المسلم لأسباب لا محل لسردها هنا، إلا إننا نرى كذلك أنّ الفطر البشرية تتشابه في عديد من الجوانب ومن هنا يمكن لنا أن نتحسس الطريق من خلال ما قدمت قرائح الغرب في مجال الدراسات الإنسانية على حذر من أن نتلقاه كله بالقبول أو أن ننبذه كله بالرفض [1].

وسنحاول في هذه المجموعة من المقالات أن نلقي نظرة على ما قدمته الدراسات الإنسانية في مجال الإدارة.

وظهرت على ساحة البحث في مجال دوافع الفرد وحوافزه أسئلة عديدة هامة واكبت بزوغ تلك الزاوية الجديدة التي تتعامل مع المؤسسات من منظور إجتمإاعيّ، مثل ما الذي يجعل بعض الأفراد يملون بشكل جديّ ومنتج، بينما آخرون لا يكادون يقدمون لعملهم ما يبرر وجودهم فيه! وكيف يمكن لمديرى عمل ما أن يحفزوا العاملين، وأسئلة كثيرة تتعلق بهذه المساحة الهامة من البحوث الإنسانية.

وحتى يمكن نفهم ما قدمته قرائح الباحثين في هذا المجال، يجب أن نقدّم شرحاً مختصراً لهيكل النظريات الأساسية التي تجتمع تحتها تلك المباحث فيمكن للقارئ أن يلمّ بهذه الأبحاث بشكل منهجيّ شامل.

وتنقسم هذه النظريات إلى ثلاثة أقسام:

· نظريات المرجعية الثابتة " Static ******* Theories"

· نظريات التطوير المستمر " Process Theories"

· نظريات بيئة العمل " Environmentally Based Theories"

وقبل أن نشرع بإذن الله في تقديم عجالة مختصرة عن أهم هذه النظريات، نود أن نشير إلى ما قرره بوديش وبرونو في تقديم دراستهم لهذا الأمر:

"إن الإفتراضات التي نضعها حول ماهية الأفراد الذين نتعامل معهم لها أثر بالغ في تقرير الطريقة التي نراها ملائمة لحفزهم على أداء مهامهم بنجاح. كذلك فإن هذه الإفتراضات تؤثر بقوة على الطريقة التي نفهم بها النظريات الخاصة بهذه الحوافز" [2]

والأمر الذي أشار اليه الباحثان في غاية الأهمية إذ إن نظرة المرء إلى من حوله، وبخاصة من هم تحت إشرافه، تمثل أرضية نفسية لفهمه شخصياتهم ومن ثمّ لما يناسب هذه الشخصية من حوافز تدفع صاحبها للعمل الجادّ المنتج. كذلك لفهم تلك النظربات التي وضهعا أصحابها عن ملائمة الإفتراض للواقع ومناسبة الشخصية للحافز ومن ثمّ لتطبيق النظرية الملائمة للشخص الأنسب بها.

· نظريات الثوابت الإنسانية " Static ******* Theories"

Ø هرمية ماسلو للضرورات الإنسانية

وتقوم نظرية ماسلو على أن كافة إحتياجات الإنسان النفسية والجسدية تندرج تحت خمسة درجات أساسية:

الضرورات الأساسية من الغذاء والهواء Physiological needs

حاجة الأمن والمأوى Security needs

حاجة الإنتماء كالحب والصداقة Social needs

حاجة إحترام النفس والتقدير Ego needs

حاجة تحقيق الذات والإشباع النفسي Self Actualization and Fulfilment

ويقرر ماسلو أنّ المرء لا يبحث عن ضرورة من الضرورات في مستوى معين قبل أن يتحقق له ما يلزمه من ضرورات في المستوى الأقل. بمعنى أنه لا يبحث الفرد عن تحقيق ذاته وهو فاقد للطعام أو الشراب. [3]

& Oslash; نظرية ألديرفور إي آر جي: وفيها أمكن للأديرفور أن يسجل إحصائياً وجود ثلاثة مستويات من الحاجيات عوضا عن خماسية ماسلو، وهي حاجة البقاء، وحاجة الإنتماء، وحاجة النمو والتقدم. وقريب من هذه النظرية ما قدمه ماك ليلاند في شرح الحاجيات الإنسانية.

& Oslash; نظرية المنع والدفع لهيرتزبرج – Motivator – Hygiene Theory، وقد قدم فيها لأول مرة مفهوم الإشباع وعدم الإشباع الوظيفي. وقد عرّف هيرتزبرج نوعين من أنواع الأنشطة الوظيفية:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير