تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال عمر رضي الله عنه: موت ألف عابد قائم الليل صائم النهار أهون من موت عالم بصير بحلال الله وحرامه.

وقال الشافعي رضي الله عنه: طلب العلم أفضل من النافلة.

وقال ابن عبد الحكم رحمه الله: كنت عند مالك أقرأ عليه العلم فدخل الظهر فجمعت الكتب لأصلي، فقال: يا هذا ما الذي قمت إليه بأفضل مما كنت فيه إذا صحت النية.

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: من رأى أن الغدو إلى طلب العلم ليس بجهاد فقد نقص في رأيه وعقله.

ولذلك حثنا الله تعالى على التعلم قال تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم) العلق/1 - 5. (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) محمد/19.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهلَ اللهُ له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رِضاً بما يصنع " أخرجه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه وغيرهم، صحيح الترغيب: 68.

وعن صفوان بن عسَّال المرادي، قال: أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد متكئ على بُردةٍ له أحمر، فقلت له: يا رسول الله! إني جئت أطلب العلم، فقال:" مرحباً بطالب العلم؛ إن طالب العلم تحفُّه الملائكةُ بأجنحتها، ثم يركبُ بعضُهم بعضاً حتى يبلغوا السماءَ الدنيا من محبتهم لما يطلب " أخرجه أحمد وغيره، صحيح الترغيب: 69

وقال صلى الله عليه وسلم:" من يُرد الله به خيراً، يُفقهه في الدين " متفق عليه. والخير الوارد في الحديث يُراد به خيري الدنيا والآخرة.

وقال صلى الله عليه وسلم:" من غدا إلى المسجد لا يُريدُ إلا أن يتعلمَ خيراً أو يُعلِّمه كان له كأجر حاجٍّ تاماً حجَّتُه " أخرجه الطبراني، صحيح الترغيب: 82.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: ذللت طالبا فعززت مطلوبا.

كان لأبن أبي الجعد مولى عبد من المدينة، وكان مع سيده، ولا يعرف يطبخ ولا يسلخ ولا يذبح، فهو كلٌ على مولاه، أينما يوجهه لا يأت بخير، قال له مولاه: قد أعتقتك لوجه الله، والله ما أعتقتك إلا وقد عجزت فيك لأنك لا تجيد شيئأً. قال: ماذا أفعل؟ قال: أطلب العلم، قال: فجلست أطلب العلم، وبعد سنة أستأذن علي أمير المدينة في القيلولة فلم آذن له، فرجع من عند الباب. {نقل القصة الشيخ عائض – المرجع السابق ص: 11}

و حذرنا ربنا من القول بلا علم فقال تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً) الإسراء/36

ولذا فقد دأب السلف الصالح عليهم رضوان الله على الازدياد من العلم وتعليمه للناس فنبغ في هذه الأمة رجال كانوا أوعية للعلم وجبالاً تمشي على قدمين، فلقد ذكر أن الشافعي رضي الله عنه كان يجلس في حلقته إذا انبلج الصباح فيأتيه أهل الحديث فيأخذون عنه ثم ينصرفون، فيأتيه أهل الفقه فيأخذون عنه ثم ينصرفون، فيأتيه أهل القراءات ثم أهل العربية والشعر وأهل البلاغة والأدب وهو جالس يُعطي الناس ما يطلبون كبحر يزخر بالخير.

وذاك الطيب أبو بكر الباقلاني حيث كان يجلس في كل ليلة بعد العشاء فيُملي خمساً وثلاثين صحيفة من حفظه.

ومن ثم يدهش عقلك أمير المؤمنين في علم الحديث الإمام البخاري الذي كان يجلس في حلقة العلم فلا يكتب بينما أقرانه ينسخون، فكلموه فقال: لقد أكثرتم علي فاعرضوا عليَّ ما كتبتم، فيعرضون عليه فيزيد على ما سطروه ليحتكموا بعد ذلك بكتابتهم إلى حفظه

وقد مدح الله العلماء وأثنى عليهم بقوله: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) الزمر/9.

وتنويهاً بمقام العلم والعلماء استشهد الله العلماء على وحدانيته فقال سبحانه: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) آل عمران/18.

ومعرفة الله وخشيته تتم بمعرفة آياته ومخلوقاته والعلماء هم الذين يعلمون ذلك ولذلك أثنى الله عليه بقوله: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء) فاطر/28 وهذه الآية تفيد أن العلماء العاملين هم يخشون اللهَ أكثر من غيرهم لأنهم أعلم وأعرف من غيرهم، ولذا خصَّ الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه بالترقي في هذا الشأن فقال: ((إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية)) رواه البخاري.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير