[ما حكم قول: أكل عليه الدهر وشرب؟؟]
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[02 - 08 - 08, 09:44 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي -صلى
الله عليه وسلم-:
قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار. -البخاري ومسلم-
والبعض يقول في سياق الكلام لفظ:
-أكل عليه الدهر وشرب-
هل من اهل العلم من تكلم في هذا؟؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[03 - 08 - 08, 10:08 م]ـ
المثل والحديث ليسا من باب واحد، إذ المقصود من المثل إنما هو الليل والنهار والأيام والسنون، كما يقال:
تضعضع بهم الدهر أي ضعضعهم الدهر ومعناه بددهم وشتت شملهم،والضعضعة التبديد والتفريق،
جاء في غريب الحديث للخطابي (تحقيق: عبد الكريم إبراهيم العزباوي):وإنما نسب للتفرق والتبدد إلى الدهر على معنى أن وقوعهما كان في أيام الدهر والعرب تقول في الرجل إذا طال عمره قد أكل عليه الدهر وشرب يريد أنه أكل وشرب دهرا طويلا،ومن هذا قول الله تعالى بل مكر الليل والنهار أي مكركم في الليل والنهار ومثله قولهم ليل نائم أي منوم فيه. (2/ 19)
وجاء في مجمع الأمثال، لأبي الفضل النيسابوري:
- أكل عليه الدهر وشرب:
يضرب لمن طال عمره يريدون أكل وشرب دهرا طويلا وقال:
كم رأينا من أناس قبلنا ... شرب الدهر عليهم وأكل
- ومن هذا الباب قوله تعالى: (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر) يقصد هؤلاء مرور الليالي والأيام، كما جاء في تفسير الآية.
-ومنه ما جاء في الحديث عن عمرو بن شرحبيل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم رجل يصوم الدهر قال وددت أنه لم يطعم الدهر قالوا فثلثيه قال أكثر قالوا فنصفه قال أكثر ثم قال ألا أخبركم بما يذهب وحر الصدر صوم ثلاثة أيام من كل شهر. رواه النسائي. قال الشيخ الألباني: صحيح.
والدهر في الحديث ليس من أسماء الله تعالى:
جاء في جواب للشيخ محمد صالح المنجد ك
سؤال:
هل الحديث لا تسبوا الوقت فإن الله هو الوقت يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وإذا كان صحيحا, فكيف تفسره؟ فقد أشكل علي هذا الموضوع.
الجواب:
الحمد لله الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
الحديث ليس بهذا اللفظ " لا تسبوا الوقت فإن الله هو الوقت "، وإنما هو بلفظ " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " (وقد يكون اللفظ المذكور جاء بسبب طريقة ترجمة السؤال)، وقد رواه مسلم عن أبي هريرة (5827)، وفي لفظ آخر: " لا يسب أحدكم الدهر فإن الله هو الدهر "، وفي لفظ آخر: " لا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر "، وفي لفظ: " قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم يقول يا خيبة الدهر فلا يقولن يا خيبة الدهر فأنا الدهر أقلب الليل والنهار فإذا شئت قبضتهما ".
و أما معنى الحديث فقد قال النووي:
قالوا: هو مجاز وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك فيقولون " يا خيبة الدهر " ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " أي: لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها، وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى.
ومعنى " فإن الله هو الدهر " أي: فاعل النوازل والحوادث وخالق الكائنات والله أعلم.
" شرح مسلم " (15/ 3).
وينبغي أن يعلم أنه ليس من أسماء الله اسم " الدهر " وإنما نسبته إلى الله تعالى نسبة خلق وتدبير، أي: أنه خالق الدهر، بدليل وجود بعض الألفاظ في نفس الحديث تدل على هذا مثل قوله تعالى: " بيدي الأمر أقلِّب ليلَه ونهارَه " فلا يمكن أن يكون في هذا الحديث المقلِّب - بكسر اللام - والمقلَّب - بفتح اللام - واحداً، وإنما يوجد مقلِّب - بكسر اللام - وهو الله، ومقلَّب - بفتح اللام - وهو الدهر، الذي يتصرف الله فيه كيف شاء ومتى شاء.
انظر " فتاوى العقيدة " للشيخ ابن عثيمين (1/ 163).
¥