تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مامعنى قول شيخ الاسلام هنا؟]

ـ[ابو حمدان]ــــــــ[22 - 07 - 08, 02:16 م]ـ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 1/ 54:

" ومن طلب من العباد العوض ثناء أو دعاء أو غير ذلك لم يكن محسناً إليهم لله ".مامعنى هذا جزاكم الله خير؟

ـ[أبو السها]ــــــــ[22 - 07 - 08, 09:01 م]ـ

شيخ الإسلام يتحدث في هذا الفصل من الفتاوى على وجوب إخلاص العبادة والتوحيد لله، فلا يرجو العبد المؤمن إلا الله ولا يخاف إلا الله، فقال رحمه الله: (والسعادة فى معاملة الخلق أن تعاملهم لله فترجو الله فيهم ولا ترجوهم فى الله وتخافه فيهم ولا تخافهم فى الله وتحسن اليهم رجاء ثواب الله لا لمكافئتهم وتكف عن ظلمهم خوفا من الله لا منهم كما جاء فى الأثر "أرج الله فى الناس ولا ترج الناس فى الله وخف الله فى الناس ولا تخف الناس فى الله" أى لا تفعل شيئا من أنواع العبادات والقرب لأجلهم لا رجاء مدحهم ولا خوفا من ذمهم بل إرج الله ولا تخفهم فى الله فيما تأتى وما تذر بل إفعل ما أمرت به وإن كرهوه ... )

ولهذا فإن من تمام إخلاص العبادة لله أنك إذا أحسنت لأحد من خلقه فلا تطلب منه عوضا، ولو كان هذا العوض دعاء أو ثناء.، قال رحمه الله: (فالرب يحب أن يحب ومن لوازم ذلك أن يحب من لا تحصل العبادة إلا به والعبد يحب ما يحتاج اليه وينتفع به ومن لوازم ذلك محبته لعبادة الله فمن عبد الله وأحسن الى الناس فهذا قائم بحقوق الله وحق عباد الله فى إخلاص الدين له ومن طلب من العباد العوض ثناء أو دعاء أوغير ذلك لم يكن محسنا اليهم لله ومن خاف الله فيهم ولم يخفهم فى الله كان محسنا الى الخلق والى نفسه فإن خوف الله تحمله على أن يعطيهم حقهم ويكف عن ظلمهم ومن خافهم ولم يخف الله فهذا ظالم لنفسه ولهم حيث خاف غير الله ورجاه لأنه إذا خافهم دون الله احتاج أن يدفع شرهم عنه بكل وجه إما بمداهنتهم ومراءاتهم وإما بمقابلتهم بشىء أعظم من شرهم أو مثله وإذا رجاهم لم يقم فيهم بحق الله وهو إذا لم يخف الله فهو مختار للعدوان عليهم فإن طبع النفس الظلم لمن لا يظلمها فكيف بمن يظلمها فتجد هذا الضرب كثير الخوف من الخلق كثير الظلم إذا قدر مهين ذليل إذا قهر فهو يخاف الناس بحسب ما عنده من ذلك وهذا مما يوقع الفتن بين الناس وكذلك إذا رجاهم فهم لا يعطونه ما يرجوه منهم فلابد أن يبغضهم فيظلمهم إذا لم يكن خائفا من الله عز و جل ... )

أما طلب الدعاء من إخوانك ابتداء فهذا مطلوب شرعا.

ـ[محمد بن أبي أحمد]ــــــــ[25 - 07 - 08, 07:51 م]ـ

أما طلب الدعاء من إخوانك ابتداء فهذا مطلوب شرعا.

يقول شيخ الإسلام رحمه الله:

«ومن الجزاء أن يطلب الدعاء، قال تعالى عمن أثنى عليهم: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 9]، والدعاء جزاء كما فى الحديث: (من أسدى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه). وكانت عائشة إذا أرسلت إلى قوم بصدقة تقول للرسول: اسمع ما يدعون به لنا حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا لنا ويبقى أجرنا على الله.

وقال بعض السلف: إذا قال لك السائل: بارك الله فيك، فقل: وفيك بارك الله، فمن عمل خيرًا مع المخلوقين سواء كان المخلوق نبياً أو رجلاً صالحاً أو ملكاً من الملوك أو غنيا من الأغنياء، فهذا العامل للخير مأمور بأن يفعل ذلك خالصاً لله يبتغى به وجه الله، لا يطلب به من المخلوق جزاءً ولا دعاءً ولا غيره، لا من نبى ولا رجل صالح ولا من الملائكة، فإن الله أمر العباد كلهم أن يعبدوه مخلصين له الدين.

وهذا هو دين الإسلام الذى بعث الله به الأولين والآخرين من الرسل، / فلا يقبل من أحد ديناً غيره ... »

وقال:

«ومن قال لغيره من الناس: ادع لى ـ أو لنا ـ وقصده أن ينتفع ذلك المأمور بالدعاء وينتفع هو أيضا بأمره، ويفعل ذلك المأمور به كما يأمره بسائر فعل الخير، فهو مقتد بالنبى صلى الله عليه وسلم، مؤتم به، ليس هذا من السؤال المرجوح.

وأما إن لم يكن مقصوده إلا طلب حاجته لم يقصد نفع ذلك والإحسان إليه، فهذا ليس من المقتدين بالرسول المؤتمين به فى ذلك، بل هذا هو من السؤال المرجوح الذى تركه إلى الرغبة إلى الله ورسوله أفضل من الرغبة إلى المخلوق وسؤاله. وهذا كله من سؤال الأحياء السؤال الجائز المشروع»

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير