[2 تعليقات حول كتاب: حديث الأمر بالصوم والإفطار لرؤية الهلال للشيخ علي فركوس]
ـ[أبو جابر الجزائري]ــــــــ[18 - 07 - 08, 10:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار.
أمّا بعد:
فهذا الموضوع الثاني بعد الموضوع الأول الذي طرحته في الملتقى: {تعليقات حول كتاب: محاسن العبارة في تجلية مقفلات الطهارة للشيخ علي فركوس} وهو عبارة عن رسالة كنت قد بعثتها منذ سنوات لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبد المعز علي فركوس ـ حفظه الله وأمتعنا بعلمه ـ، وتتضمن بعض التعليقات حول كتابه: حديث الأمر بالصوم والإفطار لرؤية الهلال.
التعليقات:
صفحة 15:
قولكم {وقد رواه البخاري ومسلم من طريق الزهري عن سالم عن ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بلفظ ... وهي سلسلة قيل لها: إنها أصح الأسانيد لتوفر أعلى درجات القبول وأكمل صفاة الرواة فيها}.
التعليق:
من الفائدة أن أضيف إلى كلامكم أن هذا الحديث قد ورد أيضا في الصحيحين من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وهي سلسلة لا تقل أهمية عن سلسلة الزهري عن سالم عن ابن عمر، بل سميت بالسلسلة الذهبية.
لذا افتتح الإمامان البخاري ومسلم أحاديث الباب بالحديث الوارد بهذه السلسلة، وقدم الإمام مسلم سلسلة مالك على سلسلة الزهري ـ لأن الإمام مسلم يقدم الأصح من الأحاديث في الباب على الصحيح كما هو معروف من منهجيته في الصحيح.
صفحة 15:
قولكم {وجاء في روايات الصحيحين تفسير لمجمله من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع في اعتبار الشهر ثلاثين يوما}.
التعليق:
إنما جاءت هذه الروايات في صحيح الإمام مسلم فقط، لأن طريق عبيد الله بن عمر عن نافع انفرد به مسلم عن البخاري.
لذا قال الحافظ {كذلك أخرجه مسلم من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع (الفتح 121/ 4)}.
صفحة 19:
قولكم: { ... لِمَا ورد من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عند أحمد وغيره مرفوعا: لا تقولوا جاء رمضان، فإن رمضان من أسماء الله، ولكن قولوا جاء شهر رمضان}.
التعليق:
أولا: كلمة {جاء} الواردة في هذا المتن غير موجودة عند ابن عدي في الكامل (حيث لم يُخرج هذا الحديث من هذا الطريق إلا هو، ومن طريقه البيهقي في السنن) وكذا البيهقي في السنن، وحسب اطّلاعي فإني لم أجد هذه الزيادة عند من ذكرهذا الحديث (الكامل لابن عدي، الموضوعات لابن الجوزي، اللالي للسيوطي، الفتح لابن حجر، وميزان الاعتدال).
ثانيا: بحثت عن هذا الحديث في المسند فلم أجده.
وممّا يؤكد ذلك:
أ) ـ أن الشوكاني لما ذكر هذا الحديث لم يعزوه إلا لابن عدي في الكامل، ثم ذكر أن له طرقا أخرى عن ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عند تمام في فوائده وابن النجار عن عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
ب) ـ ثمّ أنه لو أخرجه أحمد لاستدرك المعلمي اليماني الشوكاني في ذلك، لما يعرف عنه من سعة علمه في علم الحديث.
ج) ـ كما أن السيوطي ذكر في الآليء 182/ 2 العزو نفسه الذي أشار إليه الشوكاني، واقتصر على قوله بأن البيهقي أخرجه في سننه.
د) ـ لم يعزه ابن الجوزي في موضوعاته 102/ 2 إلا لابن عدي.
ح) ـ قال الحافظ في الفتح 113/ 4: {أخرجه بن عدي في الكامل وضعفه بأبي معشر، قال البيهقي قد روى عن أبي معشر عن محمد بن كعب وهو أشبه وروى عن مجاهد والحسن من طريقين ضعيفين}.
صفحة 19:
قولكم في الهامش تعليقا على هذا الحديث {قال المعلمي اليماني عقبه: سنده مظلم، وهو موضوع بلا ريب}.
التعليق:
هذا الكلام قاله المعلمي تعليقا على طريق عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فقط، ذلك أن الشوكاني ذكرالحديث من طريق أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عند ابن عدي، ومن طريق ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عند تمام في فوائده، ومن طريق عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عند ابن النجار.
فسكت المعلمي عن حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، ثم قال معقبا في الهامش على حديث ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - {وفي سنده من لم أجده، وهو مع ذلك منقطع} اهـ، ثم قال بعد ذلك معقبا على حديث عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: {سنده مظلم، وهو موضوع بلا ريب}.
¥