[الحديث الحسن عند الترمذي]
ـ[الاثري]ــــــــ[15 - 02 - 03, 02:37 م]ـ
ماهو حد الحديث الحسن عند الترمذي و هل هو حجة عنده ام لا و هل صحيح انه هو اول من قسم الحديث الى صحيح و حسن و ضعيف؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 02 - 03, 10:37 م]ـ
أما ما يحسنه الترمذي، فقد أفصح الترمذي نفسه عنه، وبيَّنَ مُراده من قوله "حديثٌ حسن". ولا أدَلّ ولا أفصحَ من تفسير صاحب المصطلَح لما اصطَلح عليه. ففي علل الترمذي الصغير (مطبوع على هامش السنن ج5) (ص758): قال أبو عيسى: «وما ذكرنا في هذا الكتاب "حديث حسن"، فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا: كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتّهم بالكذب، ولا يكون الحديث شاذاً، ويروى من غير وجهٍ نحو ذاك، فهو عندنا "حديث حسن". وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث غريب فإن أهل الحديث يستغربون الحديث لمعانٍ. رُبَّ حديثٍ يكون غريباً لا يُروى إلا من وجهٍ واحد».
فالذي احترز عنه الترمذي بقوله في الحسن هو المتهم بالكذب، ويدخل فيه المتروك المتفق على تركه أيضاً، كما أوضح ذلك الحافظ ابن رجب في كتابه "شرح علل الترمذي". لكن يبدو –من سبر منهج الترمذي في التحسين– أنه يحسن الحديث لمعناه الوارد في المتن، كما كان يفعل الكثير من المتقدمين قبله. فكلمة "حسن" تنفي الغرابة عن المتن. لكن قد يكون السند غريباً، فيقول الترمذي "هذا حديثٌ حسنٌ غريب".
قال المليباري عن مصطلح الترمذي "حسن غريب": «إني أرى –في ضوء تتبعي وحدود فهمي– أن الإمام الترمذي يقصد بهذا المصطلح أن متن الحديث سليم من الشذوذ والغرابة، لكن السند فيه غرابة وإشكال. ومما يزول به شذوذ المتن أن يكون قد عمل به بعض الصحابة مثلاً. وربما تضر غرابة السند بصحة الرواية وثبوته عن النبي (صلى الله عليه وسلم). لذا لا يلزم من تحسين الترمذي لحديث ما أن يكون صالحاً للاحتجاج به، كما بين ذلك الحافظ ابن حجر في كتابه "النكت"».
أقول: والحديث الحسن ما قال أحدٌ من المتقدمين أنه حجة. وإنما قصدوا فيه إزالة النكارة عن المتن فحسب. فلا تنافي بين كون الحديث صحيحاً أو ضعيفاً، وبين كونه حسناً. وقد طعن الكثير من المتأخرين بالإمام الترمذي، لأنهم لم يفهموا مصطلحه. وصاروا يستنكرون عليه أن يقول عن الحديث "حسن صحيح" و "حسن غريب".
وسبب استنكارهم هو تأثرهم بالتقسيم الثلاثي للحديث الذي اخترعه الخطابي المتأخر. والصواب أن السلف -رحمهم الله- ما عرفوا هذا التقسيم أصلاً. وإنما كان عندهم الحديث إما صحيحٌ أو ضعيف.
ـ[الاثري]ــــــــ[16 - 02 - 03, 12:05 ص]ـ
بارك الله فيك على هذه الاجابة الطيبة الموفقة يا شيخ محمد الامين
و نرجو من الاخوة المزيد من المشاركات للاستفادة من اراء الاخرين.
ـ[الاثري]ــــــــ[16 - 02 - 03, 12:38 ص]ـ
تاكيدا لكلام الاخ محمد الامين
فان الترمذي رحمه الله عندما عرف الحسن لم يبين انه يحتج به او لا يحتج به.
بل قال في جامعه عن بعض الاحاديث: (هذا حديث حسن لا يحتج به)
و قال في حديث آخر (حديث حسن اسناده ليس بذاك)
قال الحافظ ابن حجر: ويدل على ان الحديث اذا وصفه الترمذي بالحسن لا يلزمه عنده ان يحتج به: انه اخرج حديث من طريق خيثمة البصري عن الحسن عن عمران بن حصين رضي الله عنه و قال بعده هاذا حديث حسن و ليس اسناده بذاك.
قال السخاوي في (فتح المغيث):
و بالجملة فان الترمذي اكثر من التعبير بالحسن و نوه بذكره كما قال ابن الصلاح و لكن حيث ثبت اختلاف صنيع الائمة في اطلاقه فلا يسوغ القول بالاحتجاج به بل لا بد من النظر في ذلك.
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - 02 - 03, 03:29 ص]ـ
جزى الله الأخوين (محمد الأمين و الأثري) على ماذكرا.
وأفيد الإخوة بأن هناك رسالة عن الحديث الحسن وآراء المحدثين فيه
للدكتور / خالد بن منصور الدريس " حفظه الله ووفقه ".
وقد عمل دراسة للأحاديث التي حكم عليها الترمذي بقوله (حسن أو
حسن لغيره) واعتمد في ذلك على رواية الكروخي، لأنها أقدم رواية
لجامع الترمذي - كما أفاد الدكتور خالد -.
كما عمل دراسة لاستعمالات المحدثين لكلمة (حسن) خاصة من كان منهم قبل الترمذي.
وهذه الرسالة - فيما أعلم - ستطبع في مكتبة الرشد، وهي في نحو
(1700) صفحة ...
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[الحمادي]ــــــــ[16 - 02 - 03, 03:32 ص]ـ
آسف ... قلت: (حسن لغيره) وذلك سبق قلم، وإنما أريد:
(حسن غريب).
ـ[النسائي]ــــــــ[14 - 03 - 03, 03:18 ص]ـ
أتمنى أن تخبرنا عند طبع هذه الرسالة وفق الله الجميع
ـ[الحمادي]ــــــــ[14 - 03 - 03, 08:30 ص]ـ
سيكون ذلك - إن شاء الله تعالى -.