تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ذكريات عن الشيخ البنا الساعاتي - الجزء الثالث]

ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[26 - 02 - 03, 10:14 ص]ـ

الشيخ الوالد .. وسنوات المحمودية

جمال البنا

وفي السنة التالية ـ1903ـ انتقل الشيخ بأهلي الى المحمودية التي أخذت اسمها من اسم السلطان محمود سلطان تركيا عندما شق محمد علي ترعة تبدأ منها، واطلق عليها ترعة المحمودية وهي الترعة التي تزود الاسكندرية بالماء العذب من النيل وأقيم بجوارها مشروع كبير لمياه الصرف ـ كان الاهلون يسمونه ـ المشروع. وان حمل اسم محطة طلمبات العطف القريبة من المحمودية ولم تكن المحمودية قرية، مغمورة، كانت «بندرا» نشطا وهي تواجه شمشيرة على الضفة الثانية للنيل. ولا يكون على من يريد ان يذهب اليها من شمشيرة الا ركوب «المعدية» والنيل هناك واسع عريض كأنه البحر. لأنه على مقربة من المصب في رشيد. وفي هذه الأيام لم تكن المركزية الحضرية قد وصلت الى الدرجة التي وصلت اليها ايامنا، وكان للبندر شأن وحياة اجتماعية نشطة نشأت من ملازمة الطبقة الوسطى من صغار الملاك أو التجار لها. كما لم تكن الخصائص التي تميز المدينة وتجعلها قوة جذب بالدرجة التي أصبحت بها الآن. وقد تحدث العقاد عن قنا في شبابه باعتبارها مركزاً للآداب يلي القاهرة، وكانت الفرق المسرحية والغنائية تحيي بعض حفلاتها في العطف أو المحمودية. كما نجد اسم عبد الحميد العتال رئيس نقابة العطف من القيادات البارزة في الحركة العمالية في العشرينات.

كانت السنوات الأولى في المحمودية رضية سخية. كان الشيخ «عريسا» شابا. وكانت المحمودية نافذة مفتوحة اذا قيست بشمشيرة، وكان هو وعروسه في ريعان الشباب، فوطن نفسه على الاستقرار بها واشترى بيتا صغيرا آوى اليه هو وزوجته، كما اشترى «دكانا» على النيل مباشرة لتصليح وبيع الساعات، ثم توسع مع ظهور «الجراموفون» والصورة الأولى للأسطوانات وكانت وقتئذ أشبه بالأسطوانة أو كوب الماء «ومن هذا الشكل أخذت اسمها» فادخلها في تجارته، ولم يكن هذا مستنكراً لأن معظم ما كانت تنطق به هذه الاسطوانات كان تواشيح ومدائح. وكان معظم الملحنين من المشايخ.

على أن هذه اللفتة تكشف عن ناحية خافية في شخصية الشيخ هي وجود الحاسة الفنية. وكانت هذه الحاسة مغروسة في الشيخ ومعظم ابنائه وقد كان الشقيقان عبد الرحمن وعبد الباسط شاعرين مع ميل خاص للموسيقى وكان لدى الأول حينا ما «ربابة» وهي الصورة الساذجة للكمان. كما كان لدى الثاني «عود» وألف الأستاذ عبد الرحمن البنا مسرحيات اسلامية جعلته رائدا للمسرح الاسلامي، كما ألف الاستاذ عبد الباسط بعض الأغاني وكان الشقيق محمد، وهو طالب في الأزهر يتغنى بين زملائه ببعض أغاني عبد الوهاب الأولى. وضمت مكتبة الشيخ مجموعات من مجلة «اللطائف المصورة». كما كان يجمع الروايات المسلسلة التي كانت تنشرها «الأهرام» أسفل احدى صفحاتها. وكانت هذه الروايات من تأليف شارلس جارفس وآخرين. وكانت غرامية أو بوليسية. وقد قطع الشيخ القصاصات التي كانت تنشر فيها يوميا وجلدها بل أغرب من هذا كانت لديه مجموعة كاملة من مجلة «الأمل» التي كانت تصدرها منيرة ثابت، وهي أول سيدة اصدرت صحفا، وطالبت بالحقوق السياسية للمرأة، وكانت مجموعات «اللطائف المصورة» و «الأمل» هما أول ما وقع عليه بصري في مكتب الوالد عندما كان يصطحبني إليه .. وأنا في الخامسة أو السادسة، وكان تصفح صفحاتها والنظر في صورها هو هوايتي، وفي فترة لاحقة كانت هي أولى مطالعاتي، وما أزال اذكر بعض الروايات المسلسلة التي كانت تنشرها هذه الصحف، وقد كانت وفدية متعصبة اذ كانت تلك أيام سعد زغلول فكانت في «اللطائف المصورة» رواية بعنوان «زغاليل مصر» واخرى بوليسية «الشبح» وكانت «الأمل» تنشر رواية مسلسلة بعنوان «قمر بني اسرائيل» عن تاريخ مصر فترة ظهور موسى. وبالطبع فإن الشيخ رحمه الله قرأ هذا كله في شبابه وكان له اثر في تخليص اسلوبه عندما كتب شرح المسند «بلوغ الأماني» من الركاكة والتكلف اللذين كانا سمة كتابات الفقهاء وقتئذ وجعله اسلوبا سهلا سائغا، وهذا ما نجده ايضا في اسلوب الإمام الشهيد رحمه الله فإنه من السهل الممتنع.

ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 02 - 03, 10:38 ص]ـ

الجزء الاول

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6447&highlight=%C7%E1%C8%E4%C7+%C7%E1%D3%C7%DA%C7%CA%ED

الجزء الثاني

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6505&highlight=%C7%E1%C8%E4%C7+%C7%E1%D3%C7%DA%C7%CA%ED

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير