تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[النية ومحلها ...]

ـ[أبوفـ2ـراس]ــــــــ[26 - 02 - 03, 12:18 ص]ـ

[النية ومحلها ...]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد:

فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أنه قال: ((إنما الأعمال بالنيات ... )) فدل هذا على عظم شأن النية، وأن العمل لا يكون مقبولاً إلا بالنية الصالحة المتوافقة مع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم. ففي الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، ... لابد من النية التي تميز المقصود بالعمل، وتميز العمل كذلك عن غيره من الأعمال.

إلا أن هذه النية لها محل تقع فيه. فأين محلها؟

محلها القلب، وأما التلفظ بها فهو أمر مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم يشرعه عليه الصلاة والسلام؛ فهو أمر مبتدع في الدين، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد) وفي لفظ (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) فمن هنا نعلم أن ما يفعله بعض الناس عندما يريد أن يصلي يقول: اللهم نويت أن أصلي صلاة كذا، وكذا من الركعات، ... الخ، من البدع التي وقع فيها كثيرمن المسلمين.

وما يستدل به بعض الناس من أن الشافعي _ رحمه الله _ قال: الصلاة ليست كالزكاة _ أو قال: ليست كالصيام _ يشرع فيها بذكر الله. فيقولون هذا دليل على أن الصلاة يتلفظ فيها بالنية. أقول: هؤلاء الناس لم يفهموا كلام الشافعي _ رحمه الله _ على مراده، فمراد الشافعي _رحمه الله _ أن الصلاة يشرع فيها بذكر الله أي:بقول الإنسان عندما يريد الدخول فيها: الله أكبر. بخلاف غيرها من العبادات فإنه لا يشرع في شئ منها هذا التكبير، لا أن المراد التلفظ بالنية. كيف وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم) ثم على فرض إرادة الشافعي _ رحمه الله _ بذلك القول: التلفظ بالنية. أقول: هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل، وأولى بالاتباع، ولنا فيه أسوة حسنة، ولم يثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يتلفظ بالنية عندما كان يريد الصلاة، ولا عن أحد من صحابته الكرام. فَعُلِم من هذا أن هذا الأمر غير مشروع؛ بل هو من البدع المحدثة في الدين. اللهم أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى، وأن يجعلنا من الهداة المهتدين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[26 - 02 - 03, 07:36 م]ـ

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن النية في الدخول في العبادات من الصلاة وغيرها هل تفتقر إلى نطق اللسان مثل قول القائل نويت أصوم نويت أصلي هل هو واجب أم لا؟

الجواب الحمد لله نية الطهارة من وضوء أو غسل أو تيمم والصلاة والصيام والحج والزكاة والكفارات وغير ذلك من العبادات لا تفتقر إلى نطق اللسان باتفاق أئمة الإسلام بل النية محلها القلب دون اللسان باتفاقهم فلو لفظ بلسانه غلطا بخلاف ما نوى في قلبه كان الاعتبار بما نوى لا بما لفظ ولم يذكر أحد في ذلك خلافا إلا أن بعض متأخري أصحاب الشافعي رحمه الله خرج وجها في ذلك وغلطه فيه أئمة أصحابه وكان سبب غلطه أن الشافعي قال إن الصلاة لا بد من النطق في أولها وأراد الشافعي بذلك التكبير الواجب في أولها فظن هذا الغالط أن الشافعي أراد النطق بالنية فغلطه أصحاب الشافعي جميعهم

ولكن تنازع العلماء هل يستحب التلفظ بالنية سرا أم لا

هذا فيه قولان معروفان للفقهاء

فقال طائفة من أصحاب أبي حنيفة والشافعي وأحمد يستحب التلفظ بها لكونه أوكد

وقالت طائفة من أصحاب مالك وأحمد وغيرهما لا يستحب التلفظ بها لأن ذلك بدعة لم تنقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أحدا من أمته أن يتلفظ بالنية ولا علم ذلك أحدا من المسلمين ولو كان هذا مشهورا مشروعا لم يهمله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مع أن الأمة مبتلاة به كل يوم وليلة وهذا القول أصح الأقوال

بل التلفظ بالنية نقص في العقل والدين أما في الدين فلأنه بدعة وأما في العقل فلأنه بمنزلة من يريد يأكل طعاما فيقول نويت بوضع يدي في هذا الإناء أني أريد آخذ منه لقمة فأضعها في فمي فأمضغها ثم أبلعها لأشبع مثل القائل الذي يقول نويت أصلي فريضة هذه الصلاة المفروضة علي حاضر الوقت أربع ركعات في جماعة أداء لله تعالى فهذا كله حمق وجهل وذلك أن النية تتبع العلم فمتى علم العبد ما يفعله كان قد نواه ضرورة فلا يتصور مع وجود العلم بالعقل أن يفعل بلا نية ولا يمكن مع عدم العلم أن تحصل نية (الفتاوى الكبرى 2/ 218)

و في المجموع أجوبة كثيرة حولها ..

و كنت قبل سنوات قد وقفت على نص عن الشافعي أخرجه ابن المقرئ في معجمه رقم: 336 قال:

أخبرنا ابن خزيمة حدثنا الربيع قال: كان الشافعي إذا أراد أن يدخل في الصلاة قال: بسم الله موجها لبيت الله مؤديا لفرض الله، الله أكبر.

و الذي تقدم أن شيخ الإسلام نقل أن (بعض متأخري أصحاب الشافعي رحمه الله خرج وجها في ذلك وغلطه فيه أئمة أصحابه وكان سبب غلطه أن الشافعي قال إن الصلاة لا بد من النطق في أولها وأراد الشافعي بذلك التكبير الواجب في أولها فظن هذا الغالط أن الشافعي أراد النطق بالنية فغلطه أصحاب الشافعي جميعهم)

و الغرض أن ما يسبق التكبير خارج عن التكبير الواجب شرعا، فلا أدري هل وقف أحد عن تخريج لهذا النص في كتب الشافعية و السنة هي السنة كما اوضحها شيخ الإسلام، فلم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أصحابه يقدمون بين يدي الصلاة قولا و الله أعلم ,.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير