تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[السبل الميسرة في البحث عن تراجم الرواة بقلم الشيخ خليل بن محمد العربي]

ـ[العملاق]ــــــــ[15 - 02 - 03, 02:30 ص]ـ

هذا الموضوع منقول للفائدة

بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد ...

فإنه لما منَّ الله عليَّ وأنعم بإنهاء تصنيفي لكتاب ((الفرائد على مجمع الزوائد))، والذي ترجمت فيه ما يقرب من ألف ترجمة ممن صرح فيهم الحافظ الهيثمي – رحمه الله تعالى – بعدم معرفته لهم.

وكنت قد صنعت في مقدمته فصلاً في كيفية البحث عن تراجم الرواة، فرأيت أن أقدمه لإخواني الكرام – حفظهم الله تعالى – في مقال مستقل بذاته، ولا سيما وأن الطبعة الأولى من كتاب ((الفرائد)) قد نفدت من السوق، وأمامي وقت ليس بالقليل كي أنزل الطبعة الثانية؛ وذلك بسبب بعض الاستدراكات والإضافات التي أود أن ألحقها في الطبعة اللاحقة.

فمن أجل ذلك قمت بتقديم هذا البحث في صورة مستقلة بذاتها، لعل أن يكون فيه بعض الفوائد لإخواني المهتمين بعلم الحديث الشريف، فتصيني منهم دعوة صالحة تنفعني في الدنيا والآخرة، إنه سميع قريب مجيب للدعاء.

كيفية البحث عن تراجم الرواة

أولاً: التأكد من صحة اسم الراوي، وأنه لم يقع فيه تصحيف، أو تحريف، أو زيادة، أو سقط، أو قلب.

ومن أيسر السبل للتأكد من عدم وقوع تغير في اسم الراوي:

أ – البحث عنه في ترجمة شيخه في الرواة عنه.

ب – البحث عنه في شيوخ تلميذه الذي روى عنه.

ج – البحث عن حديثه في مصدر آخر بشرط أن يكون مرويًا بنفس السند، أو ببعضه، على أن يكون مذكورًا فية.

وأنا أذكر هنا مثالاً تطبيقًا لما ذكرت:

جاء في كتاب التاريخ الكبير للإمام البخاري – رحمه الله تعالى – (5/ 377 رقم: 1073) مايلي:

((حدثنا علي بن يحيى، نا جابر بن إسماعيل مولى المودير، عن عبد الرحمن)).

وهذا السند كله من أوله إلى آخره محرف، وبيانه كالآتي:

1 - قوله: ((حدثنا علي بن يحيى)) تحريف، وصوابه:

((علي بن بحر))، وهو ابن بري القطان، أبو الحسن البغدادي، روى عن حاتم بن إسماعيل – شيخه في هذا السند – كما في تهذيب الكمال (20/ 325 - 326).

2 - قوله: ((جابر بن إسماعيل مولى المودير)) تحريف أيضًا، وصوابه:

((حاتم بن إسماعيل))، وهو أبو إسماعيل المدني، وقد جاء على الصواب عند ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 58)، لما ذكر إسناد هذه الرواية في ترجمة غنام والد عبد الرحمن بن غنام.

3 - قوله: ((مولى المودير)) وجعلها المحقق نسبة لجابر بن إسماعيل، وهذا وهم شديد ناتج عن السقط في السند، وعدم الإتقان في قراءة المخطوط، فقوله: ((المودير)) تحريف، وصوابه:

((المؤذن))، وهذه النسبة لإسماعيل المؤذن، فصواب السند:

((علي بن بحر، نا حاتم بن إسماعيل، عن إسماعيل المؤدن مولى عبد الرحمن بن غنام، عن عبد الرحمن)).

هكذا جاء السند بتمامه على الصواب في الإصابة للحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى – (5/ 191)، وببعضه عند ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 58).

تنبيه هام: هذا الجزء من التاريخ الكبير لم يحققه العلامة اليماني – رحمه الله تعالى – لأنه لم يقف عليه أثناء تحقيقه للتاريخ الكبير، وبهذا المثال يتضح الفرق بين ما يقوم به العالم المتمكن في هذا العلم من غيره في تحقيق التراث.

إلا أنه تجدر الإشارة للباحث بأن لا ينخدع بإتيان اسم الراوي في أكثر من مصدر بنفس الاسم، ولا سيما وأن هذه المصادر المتنوعة لمصنف واحد، وذلك أنه قد يهم ذلك المصنف نفسه في اسم هذا الراوي فيورده في تصانيفه كلها على الخطأ، ومن أمثلة ذلك: ما جاء في معاجم الطبراني الثلاثة: الكبير (4/ 208)، والأوسط (4/ 20)، والصغير (رقم/ 407): ((حدثنا حاجب بن ركين الفرغاني، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل الحراني، حدثنا يونس بن بكير، حدثنا المسعودي، عن عبد الملك ابن عمير، عن أيمن بن خريم بن فاتك، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الفتى خريم ... )) الحديث.

هذا الحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 122)، وقال عن يونس بن بكير: ((لم أعرفه)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير