تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[منهج النقد التاريخي ....]

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[17 - 02 - 03, 12:03 م]ـ

للمرويات التاريخيه اصول نظر ..... ولها طرائق في البحث والنقد ... ولاشك ان المرجع في كل فن انما هو لاهله فمن الخطأ تطبيق المنهج النقدي الحديثي على المرويات التاريخيه ... اللهم في حدود ضيقه تتعلق بها احكام شرعيه. او نسبة اقوال الى اصحابها فهذا الاسناد فيه امرا لازم.

فأن هناك فروقا بينه بين المنهج التاريخي والمنهج الحديثي ... فمن ابرز الفروق ان المنهج التاريخي ينزع الى اعتماد الاجمال دون تقرير التفصيل وسيأتي بيانه .... وكذلك الاستخدامات العقلية اكثر في المنهج التاريخي من المنهج الحديثي ... ولذا فأن ابن حجر رحمه الله قال في الفتح على كلام لاحد مشايخه ان هذه التقريرات العقلية لاتستقيم مع منهج البحث الحديثي ... ولاشك ان اهل الحديث قد حكموا العقل في كثير من المواطن لكن ليس بقدر استخدام اصحاب بقية الفنون له (راجع الانوار الكاشفة للمعلمي) في سبيل تأكيد استخدام اهل الحديث للعقل في ثلاث مواطن.

ومن اعظم ملامح نهج النقد للمرويات التاريخيه هو ماقرره ابن خلدون في اول مقدمته وهو تحكيم العقل في بعض المبالغات التاريخيه ... وكذلك رد الافراد التاريخيه بما ثبت من احوال الامم او الاشخاص ... فمثلا يكون كالمقطوع به زهد احد الخلفاء و ورعه وجهاده فاذا اتت قصة له فيها منادمة وشرب خمر وغيره فان الحال المشهورة لهذا الخليفه يؤكد عدم صحة هذه القصة فنردها بما اشتهر عن هذا الخليفه.

او ما يعلم من احوال الناس في تلك الفترة كقلة عدد طائفة فتأتي بعض الروايات التاريخيه التى تؤكد ان من حضر المصاف هم الف الف!! وهذا من الصعب قبوله لان فيه ما يخالف واقع قلة الناس في ذلك الزمن.

او مثلا تعظيم عدد التتر في معركة عين جالوت والاظهر انهم كانوا اقل من المسلمين عددا بل فقدوا موجة التدفق وذلك بتعدد الانفصالات واسلام الكثير منهم بل وتربص حفيد السفاح جنكيز والمسمى (بركة خان) ببني عمومته ... والمماليك ما كانوا على قلب رجل واحد بل بادروا الى قتل المظفر قطز بعد انتهاء المعركة.

ومن اهم القضايا التى يحصل عندنا فيه لبس يتسبب في عدم تقدير الكثيرمن الوقائع ..... هو عدم معرفة الاحوال الاجتماعيه والمدنية في البعد الزماني للمروية التاريخية وكذلك البعد المكاني فلا بد ان يكونا حاضرين على الدوام في ذهنك في حال نقد هذا الامر.

مثلا انتقاد الكثير لاسامة بن منقذ وزعم ان له دور كبير في جملة من الاغتيالات في القطر المصري بعد خراب شيزر وهذا مجانب عن الصواب في نظري وذلك بسبر الاحوال الاجتماعيه المحيطه بشخصيته.

وكذلك اتهام الكثير من السلف بالتشيع وهذا خطأ فأن التشيع بالتركيبه الدينيه الحاليه ما كان موجودا بل ان اركانه المعرفيه ومنطلقاته كانت متحده مع المذهب السني وكان غاية الامر في اكثر الاحوال مقارعه الناصبه والدفاع عن ال بيت رسول الله ويحصل احيانا ميل سياسي لثورات العلويين المتتابعه فينسب اصحابها الى التشيع.

وكذلك من اخطائنا في نظرتنا التأريخيه الحكم على صواب وخطأ حركة سياسيه اودينيه دون النظر في علائقها في ذلك الزمان واهمال البعد الزماني والمكاني كما تقدم ..... كما حكم الكثير على حركة ابن الاشعث فأن المتدبر في احوالهم يرى ان ابن الاشعث كان في قوة عسكريه كبيرة وقوة دينيه اكبر متمثله في اقطاب الفتوى والعلم والزهد في معسكره الكبير مع ضعف الجانب المقابل وظهور الظلم الشديد والقتل الشنيع وسفك الدماء وكذلك فأن التركيب العسكري وذلك بوجود قوة ضاربة تتحرك بقوة شديدة تحت قبضته تجعل لهم الكثير من لاعذر في القيام بتلك الحركة التى اراد الله عدم نفاذها لما قدر وحكم سبحانه.

وكذلك ما ينسب الى الباهلي القائد الماجد وخلعه للخليفه ينبغى ان يراعى في الجانب النفسي لمن كانت بين يديه القيسيه واليمانيه واذعنت له ملوك الترك والخزر والسند قاطبة بل واصبح ابناء الملوك خدما تحت يديه على بعد في المسافه مع مركز الخلافه وتوسع في الملك ... وكذلك عامل نفسي متذمر من الواقع المحيط ثم خطأ صغير لم يكن متوقعا هو كلامه في خطبته على ابناء القبائل وهم ساعده المتين ويده الباطشه ..... كل هذه العوامل ادت الى توالى الاحداث بالشكل الذي ذكرته كتب التاريخ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير