ـ[يحيى العدل]ــــــــ[12 - 03 - 03, 03:14 م]ـ
(ج) المنهج في جمع المادة العلمية:
تمر أسانيد القراءات من عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى هذا التاريخ بمرحلتين:
المرحلة الأولى: من عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى بداية القرن التاسع الهجري، وتعتبر هذه المرحلة أغنى مراحل العمر في ضبط الأسانيد والعمل بها، والمحافظة عليها بتقييدها وترجمة رجالها.
ونعتمد في جمع أسانيد هذه المرحلة، على ما ذكره علماء القراءات في كتبهم من الأسانيد المؤدية إلى أئمة القراءات المشهورين، ثم إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حيث أنهم كانوا (رحمة الله عليهم) لا يُصنفون كتابًا في قراءة أو أكثر إلا ويُصدرون هذا الكتاب بذكر أسانيدهم المؤدية إلى أصل هذه القراءاة، وهذا من شدَّة حرصهم على المحافظة على الأسانيد والعمل بها، من هذه الكتب:
1 ـ (السبعة) لأبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد (324هـ).
2 ـ (الغاية) لأبي بكر أحمد بن الحسين الأصبهاني (381هـ).
3 ـ (التذكرة) لأبي الحسن طاهر بن غلبون الحلبي (399هـ).
4 ـ (التيسير) لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (444هـ).
5 ـ (التلخيص) لأبي معشر عبدالكريم الطبري (478هـ).
6 ـ (الاختيار) لأبي محمد عبدالله بن علي سبط الخياط (541هـ).
7 ـ (غاية الاختصار) لأبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني _569هـ).
8 ـ (أسانيد) أمين الدين عبدالوهاب بن يوسف بن السلار (698هـ).
9 ـ (المعجم الكبير) لأبي عبدالله محمد بن أحمد الذهبي (748هـ).
10 ـ (برنامج الوادي آشي) لأبي عبدالله محمد الوادي آشي (749هـ).
11 ـ (تحبير التيسير) للإمام محمد بن محمد بن الجزري (833هـ).
12 ـ (النشر) له.
والذي عليه الاعتماد في أسانيد بلاد المشرق وغالب العالم الإسلامي ..
أولاً: ما ذكره الإمام أبي عمرو الداني في كتابه (التيسير) حيث ذكر في أسانيده المؤدية إلى الأئمة السبعة من طريق رواتهم الأربعة عشر المشهورين، وأسند إلى كل راوٍ من طريقين.
وذكر في كتابه الثاني أسانيده المؤدية إلى جميع كتب القراءات التي سبقته، كما ذكر فيه أيضًا أسانيده المؤدية إلى الأئمة العشرة من جميع الطرق، وتشتمل على تسعمئة وثمانين طريقًا.
وإلى هذين الإمامين الجليلين المنتهى في علم القراءات دراية ورواية في غالب العالم الإسلامي، فقد جعلهما الله (تعالى) سببًا في حفظ القراءات وأسانيدها، جزاهما الله خير الجزاء على ما قدما في خدمة القرآن الكريم، ورحمهما الله رحمة واسعة.
وأما غالب أسانيد بلاد المغرب فتنتهي إلى أبي العباس أحمد بن نفيس المصري، ومن عنده تتفرع إلى الأئمة السبعة، من طريق رواتهم الأربعة عشر.
وجميع ما ذكره الداني وابن الجزري من رجال أسانيدهما، وما جاء من رجال أسانيد المغرب، وغالب ما جاء من رجال أسانيد الكتب، ورجال أسانيد الأربع الشواذ، جميع هذه الأسانيد بتوفيق الله (تعالى) حققناها وترجمنا لرجالها، وذكرنا في هامش كل ترجمة مصادرها.
وللكتاب صلة إن شاء الله (تعالى).
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[29 - 04 - 03, 10:05 ص]ـ
للتذكير
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[19 - 08 - 03, 11:26 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وعلى آله وصحبه .. ومن والاه .. أما بعد .. فشكر الله لأخينا المفضال وليد المنيسي متابعاته .. وتشجيعه للمواصلة .. وترحيبه بعودة هذه الحلقات وغيرها من السلاسل .. والمجالس.
وإلى صلة مختصر الكتاب .. وبالله نستعين:
المرحلة الثانية: وتبدأ هذه المرحلة من القرن التاسع الهجري حتى هذا التاريخ، وهي المرحلة التي اعتراها الإهمال في تقييد الأسانيد، وعدم الاهتمام بها، وكان هذا الإهمال سببًا في ضياع الكثير من أسانيد القراءات ورجالها، فلم نجد في هذه المرحلة من صنف كتابًا في علم القراءات وصدَّره بأسانيده كما هو نهج السلف، ولم نجد في هذه المرحلة من صنف كتابًا في رجال القراءات وذكر أحوالهم، بل لم نجد في هذه المرحلة من صنف كتابًا في تراجم علماء المسلمين على المستوى العام كما فعل السابقون.
¥