تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جنايات على العلم والمنهج .. (14) قيامُ الوعاظ والمفكرين في مقامات الأئمة والمجددين ...

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - 06 - 09, 01:05 ص]ـ

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ...

تنبيه: هذا الموضوع يحتاج لقراءة متأنية جداً فأرجو إعطاءه حظه من النظر ....

الأصل المحكم: أن من اجتهد في إرادة الحق من جهة الله ورسوله = فهو مأجور مغفور له خطأه.

ثم يقعُ للناس التقصير إما في شطر الاجتهاد وإما في شطر الإرادة،والله تبارك وتعالى يتولى حساب عباده على هذا التقصير، ولكن لا يكون ذلك المقصر أبداً بمنزلة من لم يجتهد أو من لم يُرد بالمرة.

وعليه فإننا في هذا الموضوع لا نثبت ذماً مطلقاً لمن نتكلم عنهم،ولا نمنعهم الأجر مطلقاً ولا نرفع عنهم المغفرة مطلقاً، وإنما من شاء أن يقرأ هذا الموضوع قراءة حسنة = فليجعله بمنزلة البحث في أسباب ضعف النتاج مع نشاط العمال. وليجعله بمنزلة البحث في أسباب اتساع الخلل مع كثرة العمل.

وبعد ...

فإنما ذكرنا الوعاظ (وربما سماهم الناس: الدعاة ولا أحب استعمال هذا اللفظ لأنه أعم من مجرد الوعظ) والمفكرين = مثالاً،وإنما مثلنا بهم لكل شرائح العمل الإسلامي وجعلناهم أنموذجاً للعاملين لدين الله من مختلف الأصناف (وعاظ وقصاص ومذكرين ومفكرين ودعاة ومجاهدين ومفتين ومجتهدين الاجتهاد الجزئي ومتفننين ومتخصصين)

وكل من كان قاصراً على وصفه هذا ممن لم يبلغ درجة الإمامة أو التجديد ...

والإمامة: هي الفقه العام في الشرع مع البصر النافذ والبصيرة الكاشفة،يجمع صاحبها بين خصوصيات الاجتهاد وشمولية الفقه،وواقعية النظر.

والمجدد أخص من الإمام وغالباً ما تُبرزه ظروف مكانية وزمانية وسياسية واجتماعية تُخلصه من بين إخوانه من الأئمة وتظهر اختلاف مادته عنهم.

وليس لهاتين الرتبتين عبارة تحدهما،ولا هما مما يُتوصل إليهما بمجرد التحصيل العلمي، ولا تثبتان للرجل بمجرد شهادة واحد أو اثنان، والموصوف بهما أو بواحدة منهما يكون أمة وحده ونسيجاً وحده.

نأتي لفكرة المقال

لا شك أن العالم شهد تموجات شديدة جداً في منحنيات الحضارة أدت لتغييرات وتقلبات حضارية كثيرة جداً حتى باتت الصورة العامة للعالم في القرنين الآخرين مباينة مباينة تامة لأحوال العالم مذ خلقه الله وبلغنا خبره. ولستَ تقصد فترة من فترات تاريخ العالم إلا وتجد تشابهاً معقولاً بينها وبين التي تليها والتي قبلها،حتى إذا أتيت للقرون الثلاثة الأخيرة وجدت الوجه غير الوجه،ولو قذف رجل من القرن الرابع الهجري إلى القرن السابع الهجري لما أمكنك أن تجعل وجهاً للمقارنة بين ما سيحدث ساعتها وبين ما سيحدث لو قذف نفس الرجل للقرن الخامس عشر الهجري.

هذه التموجات الحضارية أثرت في الأمة الإسلامية كتأثيرها في باقي الأمم وتركت تلك التموجات هذه الأمة على الحالة التي نعرفها وقد تغيرت نظها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية وبتنا في أبعد صورة عرفناها عن تلك الصورة التي مات عنهاخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.

ومنذ السقوط الأخير للخلافة = اشتدت الحاجة لعمل دؤوب يوقظ النائم وينبه الغافل ويستحث القاعد،ويذكر الآخرين بمجد الأولين، ويعيد الخالفين لما كان عليه السالفين.

فعلى صعيد الجماعات المنظمة الملقبة عملت تلك الجماعات ولا زالت تعمل وتبني وتصلح وفق نهج رأته وسارت عليه.

وعلى صعيد الجهود الفردية عرفت الأمة أسماء لا معة بذلت جهوداً جبارة بنت وأصلحت وفق نهج رأته وسارت عليه.

وعلى صعيد النقد والتقييم عرفت الأمة كتابات مؤثرة في النقد والتقويم والتصحيح ومحاولة رسم الآفاق الحضارية وتصحيح المسارات الإصلاحية.

وعلى صعيد الدول والحكومات رأينا جهوداً إصلاحية قليلة وفساد وإفساد عظيمين، وحتى هذه الجهود الإصلاحية القليلة أغلبها لم يأت من جهة إرادة الله والرسول وإنما من جهة مصالح خاصة أو سياسات باطلة أو قوميات مبتدعة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير