تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الرد على مقال: هل النامصة ملعونة؟]

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 06 - 09, 09:02 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله «الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ» والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وآله وسلم أما بعد:

فإن الله أوجب على كل مؤمن أن يطيعه ويطيع رسوله، وأمر بذلك في نصوص كثيرة جدا، وعلق الهداية بطاعته: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}، وبين أن دعوى محبته تعالى لا تصح إلا باتباع رسوله: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، ووعد من أطاعه وأطاع رسوله بالفوز العظيم: {وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}، وأن {مَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}.

فالواجب على كل مكلف تعظيم أوامره عليه الصلاة والسلام واتباعها، واجتناب نواهيه، والتسليم لسنته، فالحلال ما أحله، والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، ومن سواه من العلماء والأمراء إنما يطاعون تبعا لطاعته، ولا يقدم قول أحد من الخلق على قوله، ولا يرد قوله لقول أحد من البشر كائنا من كان.

ولذا كان الأئمة يأمرون بترك أقوالهم إذا عارضت سنته صلى الله عليه وسلم.

وبعد:

فقد رأيت في جريدة الرياض في 20/ 6/1430هـ مقالا للأخ محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل، عنوانه: هل النامصة ملعونة؟ (1)

ابتدأ الأخ مقاله بذكر بعض الحكايات، والظاهر أنه ذكرها ليستميل بها القراء، ويجعلها مقدمة ومبررا للحكم الذي يريد التوصل إليه، وكان يمكنه الحديث عن المسألة بتقرير الحجة فيها من غير سلوك لهذه الطريقة.

ثم ذَكَر اللعن الوارد في صحيح مسلم في شأن النامصة ثم قال: «إنَّ اللعن ورد في شأن من تعمل ذلك من أجل الفجور، وأنه كان شعار الفاجرات».

وهذا التقييد لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وحصره في هذا النوع، لم يذكر له حجة، وإنما هو تحكم محض في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل أن فلانا وفلانا من العلماء قال ذلك القول!

مع إعراضه عن أقوال غيرهم ممن هو أجل منهم، وأعلى قدرا، وأكثر عددا.

مع أنه لو أعطى الأدلة حقها من النظر = لعلم بعد هذا التأويل الذي ذكره.

فظاهر الحديث برواياته الكثيرة يرد تأويله، فقد ثبت في الصحيحين والسنن والمسانيد من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: «لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله.

قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب، وكانت تقرأ القرآن، فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله؟

فقال عبدالله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم، وهو في كتاب الله؟!

فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته!

فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قال الله عز و جل: {وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.

فقالت المرأة: فإني أرى شيئا من هذا على امرأتك الآن!

قال: اذهبي فانظري.

قال: فدخلت على امرأة عبدالله = فلم تر شيئا، فجاءت إليه، فقالت: ما رأيت شيئا.

فقال: أما لو كان ذلك لم نجامعها». لفظ مسلم (2125).

وعند عبد الرزاق 3/ 145، وابن ماجه (1989): «قالت: إني لأظن أهلك يفعلون بعض ذلك».

وعند أحمد (3945): «قالت: المرأة فلعله في بعض نسائك! قال لها: ادخلي، فدخلت، ثم خرجت، فقالت: ما رأيت بأسا. قال: ما حفظت إذًا وصية العبد الصالح: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه}».

وعند أبي داود (4171): فقال: «لو كان ذلك ما كانت معنا».

وعند الترمذي (2782): «لعن الواشمات، والمستوشمات، والمتنمصات مبتغيات للحسن مغيرات خلق الله».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير