[مذاكرة لمتن (نواقض الإسلام)]
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 03:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين، و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
أما بعد:
فنظرًا لأهمية هذا المتن، و بخاصة في أيامنا الأخيرة، حيث أصبحت الصحف تنشر مقالاتٍ لأصحاب الأفكار الخاطئة، و تلك المقالات مليئة بالكفريات، و الله أعلم بنوايا أصحابها، فبعضهم جاهل لا يعلم، و بعضهم يعلم و لكنه أخرج ما في قلبه، و هناك من العوام من لا يدري فيُكرر كلامهم، جاهلا أن في كلام أؤلئك الكُتّاب كفرا و ردة عن الإسلام، نسأل الله أن يثبتنا على دينه إلى أن نلقاه.
فمن أجل ذلك كلِّه، حرصتُ على أن أدرسَ هذا المتن، و إني هنا أطلب المساعدة من الإخوة، لأجل أن يُعين بعضنا بعضا في المذاكرة.
و سأذكر هنا ما توصلتُ إليه من فوائدَ أراها مهمةً يجب أن تُفهم و تُحفظََ و تُقيد، و نسألكم التصويب و الإفادة، بارك الله فيكم.
ملاحظة: ما كان باللون الأحمر فهو من المتن.
- أهمية هذه الرسالة:
معرفة هذه النواقض من الأهمية بمكان، و قد جاء أن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – كان يقول: " كان الناس يسألون رسول الله – صلى الله عليه و سلم – عن الخير، و كنتُ أسألُه عن الشرِّ مخافةَ أن أقعَ فيه ".
و يقول الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -: " يوشَكُ أن تُنقضَ عُرى الإسلام عروةً عروةً إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية ".
و يقول الشاعر:
عرفتُ الشرَّ لا للشرِّ لكن لتوقيهِ ... ومن لا يعرف الشرَّ من الناس يقعْ فيهِ
(بسم الله الرحمن الرحيم: اعلم أن نواقض الإسلام عشرة نواقض):
- الكلام عن البسملة:
1 - وردت في البسملة أحاديثٌ قولية، منها حديث " كلُّ أمرٍ ذي بال لا يُبدأُ فيهِ ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر " و في رواية: " أجذم " و في رواية: " أقطع "، و المعنى: إن كلَّ أمرٍ ذي شأن و حال يُهتم به شرعا لا يُبدأ فيه بالبسملة فهو ناقص البركة.
وجمهور أهل العلم يُضعِّفون هذا الحديث، ومنهم الإمام الألباني – رحمه الله -، و صححه بعض أهل العلم كالإمام النووي – رحمه الله -.
2 - دلَّ على البداءة بالبسملة أمران:
الأول: كتاب الله – عزَّ وجلَّ -، فهو مبدوءٌ بالبسملة.
الثاني: سنة النبي – صلى الله عليه و سلم – الفعلية، حيث كان يبدأُ كتبَه و رسائلَه بالبسملة، فعن أبي سفيان – رضي الله عنه – أنه قال: " كتب النبي – صلى الله عليه و سلم – إلى هرقل: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم) ".
3 - ابتدأَ المصنف – رحمه الله – رسالتَه بالبسملة للتبرك و الاستعانة.
4 - اقتصر المصنِّف – رحمه الله – على البسملة لأنها من أبلغ الثناء و الذكر.
5 - إعرابُ البسملة:
- بسم: جارٌّ ومجرور، متعلِّقان بمحذوف يُقدَّرُ فعلا مضارعا مؤخَّرًا مناسبا للمقام للأسباب التالية:
أولا: يُقدَّرُ فعلا لأن الأصل في العمل الأفعال.
ثانيا: يُقدر مضارعا لأنه يدل على الاستمرار و التجدد.
ثالثا: يُقدَّر مؤخرًا لحصول فائدتين:
الأولى: التبرك بالبداءة باسم الله – سبحانه و تعالى -.
الثانية: إفادة الحصر، لأن تقديم المتعلِّق يُفيد الحصر.
و القاعدة في متعلق الجار و المجرور أنه يُقدَّرُ متقدما، و لكن في البسملة يُقدَّر مؤخَّرا لحصول الفائدتين السابق ذكرهما.
رابعا: يُقدَّرً مناسبا للمقام لأنه أدل على المراد.
- لفظ الجلالة (الله): هو الاسم المفرد العلم الدال على جميع الأسماء الحسنى و الصفات العلى، فكل الأسماء الحسنى تُنسب إليه، فلا نقول الله من أسماء الملك، و لكن نقول الملك من أسماء الله .. فهو الاسم الذي تتبعه بقية الأسماء. قال – تعالى -: " و لله الأسماء الحسنى ".
و هو مشتق من الإله، و الإله هو المعبود الذي يستحق وحده أن يُفرد بالعبادة و الأُلوهية.
- الرحمن: اِسمٌ من أسماء الله المختصة به، ولا يُطلق على غيره، و معناه: ذو الرحمة الواسعة.
- الرحيم: يُطلق على الله – عزَّ وجلَّ -، و يُطلق على غيره، و معناه: الموصل رحمتَه إلى من يشاء من عباده.
¥