تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لا إله إلا الله "النعمة المسداة" أو "تذكير الأنام بنعمة الإسلام" (الحلقة الثانية)]

ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:48 ص]ـ

[لا إله إلا الله "النعمة المسداة" أو "تذكير الأنام بنعمة الإسلام" (الحلقة الثانية)]

ثانيا: مفهوم «لا إله إلا الله» حقيقة التوحيد

إذا علمنا شيئا من قدر هذه النعمة العظيمة، التي أسداها الله لنا، وأكرمنا بها، وحَرمَها أقربَ الناس إلى أنبيائه ورسله، دفعنا ذلك إلى البحث عن حقيقتها، والسؤال عن مدلولها.

إذًا يا تُرى!! ما هي حقيقة الإسلام؟ وما هي حقيقة «لا إله إلا الله»؟.

الإسلام في اللغة: مِن أَسْلَم الرباعي، يُسْلِم، إِسْلاَماً، بمعنى: استسلم وأذعن وانقاد، قال تعالى عن إبراهيم وابنه إسماعيل عليه السلام: ((فلمّا أسلما وتلّه للجبين)) {الصافات آية103}، وقال سبحانه: ((فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشّر المخبتين)) {الحج آية34}، وقال تعالى عن بلقيس: ((قالت ربّ إنّي ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله ربّ العالمين)) {النمل آية44}.

وأما الإسلام في لسان الشرع، فقد عرّفه أهل العلم بالتوحيد، فقالوا: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله، قال صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حَرُمَ دمه وماله، وحسابه على الله» (11) ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftn11).

فحقيقة الإسلام، وحقيقة التوحيد، وحقيقة لا إله إلا الله: أن يكون الإنسان عبدًا لله جل وعلا، لا لغيره أيّاً كان ذلك الغير، بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، والارتقاء في مقامات العبودية، بفعل المستحبات، وترك المكروهات، وبعض المباحات، حتى يصل الإنسان إلى مرتبة الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه، فإنه جلّ وعلا يرى عبده.

فحقيقة التوحيد، أن نفرد الله جلّ وعلا فيما يجب أن يُفرد به (12) ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftn12)، في ربوبيته، وأُلوهيته، وفي أسمائه وصفاته، ونفرده بالطاعة والتحاكم إلى شريعته، ومعنى ذلك: أن نكون مسيَّرين على الوجه الذي يرضيه عنّا سبحانه في اعتقاداتنا، وفي أقوالنا، وأعمالنا، و في تُرُوكنا، وفي إقدامنا وإحجامنا، وفي تحاكمنا عند تنازعنا، ونكون كتلك الآلة التي تسيّر ويتحكّم فيها عن بُعد، إن أُمرت بالتقدّم تقدّمت، وإن أُمرت بالتراجع تراجعت، وإن أُمرت بالتوقف توقفت، وهكذا ... وللّه المثل الأعلى.

- فأما الاعتقادات: فنفرده باعتقاد أنه لا نافع، ولا ضار، ولا مدبّر، ولا واهب، ولا مانع، ولا شافي، ولا محيي، ولا مميت، ولا رافع، ولا خافض، إلاّ هو سبحانه.

- وأماّ الأقوال: بأن نحفظ ألسنتنا عن كل ما يخدش عقيدتنا وتوحيدنا، فلا نحلف إلا به، ولا نلهج إلا بذكره، ولا نشرك به شيئا في ألفاظنا وعباراتنا، كقول بعضهم: ما شاء الله وشئت، أو لولا الله وفلان، وأنا بالله وبك، وأنا متوكل على الله وعليك (13) ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftn13)... الخ.

- وأما الأعمال: فنفرده جل وعلا بالخوف، والمحبّة، والرجاء، والدعاء، والاستغاثة، والذبح، والركوع، والسجود، والخوف بالغيب، وغيرها من أعمال القلوب والجوارح.

- وأما الإقدام والإحجام ويدخل في ذلك التروك، فالمقصود به: الوقوف عند حدوده، ولنضرب لذلك أمثلة تقرّب المفهوم وتوضّح المقصود:

فمثلا: نصلي الصلوات المفروضة عند دخول الوقت المحدّد لها شرعاً، وننتهي عن تأخيرها لأدائها بعد خروج وقتها، فإنّ الذي حدّد أوّل الوقت هو الذي حدّد آخره، وهكذا الأمر في صلاة النافلة، يتحرّ المسلم الإتيان بها في الأوقات المباحة، والفاضلة، ويمسك عنها في أوقات النهي المعروفة.

- وفي الصيام نمسك عن الأكل، والشرب، والجماع، من طلوع الفجر الصادق، ونأتي ذلك كله عند غروب الشمس.

وهكذا في الحج نأتي منى، ونقف بعرفة، ونبيت بمزدلفة، ونطوف بالبيت، ونرمي الجمار سبعا، ونحلق شعور رؤوسنا، كلّ ذلك تحقيقاً لعبودية الربّ جلّ في علاه، وهي الحكمة الظاهرة من هذه المناسك.

- وكذا في المعاشرة الزوجية، يأتي الرجل زوجته وهي طاهر، ويقلع ويحجم وهي حائض، هذا معنى العبودية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير