تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اختيارات من شرح كتاب الفتن للشيخ عبدالرحمن البراك]

ـ[أم حنان]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:07 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه اختيارات من شرح كتاب الفتن للشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله، أسأل الله أن ينفع بها:

- العلم الشرعي المستمد من كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- هو العلم على الحقيقة، هو العلم الذي يوجب الشرف، ويوجب السعاة والسيادة الحقيقية، وأهل هذا العلم هم الذين أثنى الله عليهم، واستشهدهم على وحدانيته، وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، وهم الذين ضمن الله لهم الرفعة، قال تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)

هذا العلم المستمد من كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- هو للعقل بمثابة النور، يعني هو نور للعقل، كما أن الله هو النور الحسي، نور للعين الحسية، كما يقول ابن القيم معبرا عن هذا المعنى، يقول: نور النبوة مثل نور الشمس للعين البصيرة فاتخذه دليلا.

فينبغي لكل مسلم أن يُعنَى بهذا العلم، ويجتهد فيه بتحصيل، ويجتهد في تحصيله ولا سيما من منحهم الله أسبابه، الأسباب الذاتية الخلقية منها الإدراك والفهم والمواهب الذهنية، وكذلك من هيأ الله له الأسباب المعينة منها الفراغ، وكذلك الصحة في بدنه، والكفاية المالية وأنه لا يشغله طلب المعاش والقوت، بل هو قد يسر الله له الكفاية بأي سبب من الأسباب التي قدرها الله -سبحانه وتعالى- وأباحها وأنعم بها.

- الفتن جمع فتنة، وأصل الفتن قال أهل اللغة: أصله الاختبار وإدخال الذهب في النار لتمييز جيده من رديئه وإزالة خبثه، هذا أصله، وصار هذا اللفظ يطلق على أشياء، وأكثر ما يطلق عليه معنى الاختبار والابتلاء.

يطلق الفتنة تطلق بمعنى التعذيب، وعلى ما يفضي إلى العذاب، وهي الكفر والمعاصي والشرك

وأيضا تُطلق الفتنة على أنواع ما يُبتلَى به الخلق، ومنها الحروب، وتطلق على الشرك والكفر وكذلك الفتن المعنوية، فتن الشهوات وفتن الشبهات هي فتن من جهة أنها فيها ابتلاء، تعرض الإنسان لها ابتلاء، ومن جهة أنها تفتن من لا بصيرة له أو لا صبر له، تفتنه وتصرفه عن دينه، وتصده عن هدى الله.

- أحسن الله إليك، وهذا سائل يقول: لماذا خص النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: ويل للعرب دون غيرهم من المسلمين؟

لا إله إلا الله، ذكر أهل الشرح راجع الفتح في هذا قالوا: لأن معظم المسلمين في ذلك اليوم كانوا العرب، فجاء التخويف يعني أضيف الخوف إليهم، الخوف عليهم، لأن معظم المسلمين في حياة الرسول وبعد حياة الرسول إلى أن فتحت الفتوح في سائر الأقطار كان معظم المسلمين من العرب، نعم هذا هو ما قاله بعض الشراح، والله أعلم.

- أحسن الله إليكم، يقول: هل العزلة مشروعة في وقتنا الحاضر لكثرة الفتن؟ وهل هناك فرق بين العالم وغير العالم، وبماذا نفسر عزلة الصحابي أبي ذر رضي الله تعالى عنه؟

أقول: إن الأمور تختلف باختلاف الناس، وباختلاف المواقع، والعزلة درجات، هناك فيه عزلة تامة تقتضي التفرد والانفراد مثلما ذُكر في الحديث، إذا إنسان أصبح ما له دور كما يقال، ما له أثر في وجوده في المجتمع، ويخشى على نفسه أن يُجر إلى شر، إلى أن يتورط، فيفر بدينه وينعزل.

وفيه اعتزال نسبي، أنتم الآن عند كل واحد منكم قدر من العزلة، لأنكم لا تختلطون بكل أحد، أنتم يعني تهجرون كثيرا من المجامع والاجتماعات والمجالس والمواقع تجنبا للشر وأهله.

فالعزلة على مراتب، وتختلف باختلاف أحوال الناس، من الناس من يكون عنده قدرة علمية وقدرة شخصية وبيانية، ويستطيع أن يصارع الباطل، ويقاوم الباطل ويؤثر، وآخر دون ذلك.

أما ما ذُكر في السؤال عن عزلة أبي ذر فأبو ذر نصحه عثمان -رضي الله عنه- أن يكون في الربذة ويبعد، لأنه عنده بعض الآراء التي هي اجتهادية له تخصه، ويريد أن يحمل عليها الناس، يريد للناس إنك لا تتمول، لا تبق شيئا من المال، أنفق ما عندك، يذكر للناس أحاديث الأمر بالإنفاق، وأن التجار هم الفجار إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا، فصار يعني بقاؤه في المدينة لا يستطيع هو بالتزامه بهذا الرأي الاجتهادي، وعدم صبره على السكوت، لو سكت وجاء في المدينة سكت، يعني رأيه اختص به وسكت، لكن كونه يأتي ويتكلم مع الناس ويجهر بهذا، فهذا اجتهاد، وهذا رأي الخليفة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير