قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: أَنَّهُ كَانَ إذَا سَلَّمَ لِمَكَانِهِ عَلَى الرَّضْفِ حَتَّى يَقُومَ، وَأَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: جُلُوسُهُ بَعْدَ السَّلَامِ بِدْعَةٌ.
وفي المدونة
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّ أَبَا الزِّنَادِ أَخْبَرَهُ قَالَ: سَمِعْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَعِيبُ عَلَى الْأَئِمَّةِ قُعُودَهُمْ بَعْدَ التَّسْلِيمِ وَقَالَ: إنَّمَا كَانَتْ الْأَئِمَّةُ سَاعَةَ تُسَلِّمُ تَنْقَطِعُ مَكَانَهَا.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَبَلَغَنِي عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهَا السُّنَّةُ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: يَجْلِسُ عَلَى الرَّضْفِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ذَلِكَ.
قال ابن أبي شيبة
حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي الاحوص قال: كان عبد الله إذا قضى الصلاة انفتل سريعا فإما أن يقوم وإما أن ينحرف.
حدثنا هشيم عن منصور وخالد عن أنس بن سيرين عن ابن عمر قال: كان الامام إذا سلم قام وقال خالد: انحرف.
حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن أبي زرين قال: صليت خلف علي فسلم عن يمينه وعن يساره ثم وثب كما هو.
حدثنا علي بن مسهر عن ليث عن مجاهد قال: قال عمر: جلوس الامام بعد التسليم بدعة.
حدثنا وكيع عن محمد بن قيس عن أبي حصين قال: كان أبو عبيدة بن الجراح إذا سلم كأنه على الرضف حتى يقوم.
حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن عبد الله بن الحارث عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام.
حدثنا علي بن مسهر عن ليث عن مجاهد قال: قال عمر: جلوس الامام بعد التسليم بدعة.
وعند عبد الرزاق عن معمر والثوري عن حماد، وجابر، وأبي الضحى عن مسروق: أن أبا بكر كان إذا سلم عن يمينه وعن شماله قال: السلام عليكم ورحمة اله [ثم] انفتل ساعة إذ كأنما كان جالسا على الرضف.
وقال عن معمر عن قتادة قال: كان أبو بكر إذا سلم كأنه على الرضف حتى ينهض.
وقال عن أيوب عن ابن سيرين قال: قلت لابن عمر: إذا سلم الامام انصرف؟ قال: كان الامام إذا سلم انكفت وانكفتنا معه
فانظر رحمك الله فالجلوس من الإمام في مكانه محدث وعابه عمر فيما روي عنه كما عابه خارجة بن زيد فيما صح عنه فكيف بما يفعله أئمة اليوم من الدعاء علاوة على الجلوس
وسبق قول الشاطبي عن أحد شيوخه:
" هذا ما نقله الشيخ بعد أن جعل الدعاء بإثر الصلاة بهيئة الاجتماع دائما بدعة قبيحة واستدل على عدم ذلك في الزمان الأول بسرعة القيام والانصراف لأنه مناف للدعاء لهم وتأمينهم على دعائه بخلاف الذكر ودعاء الإنسان لنفسه فإن الانصراف وذهاب الإنسان لحاجته غير مناف لهما " ا. هـ
ومع كل هذا ومع عدم نقل الأستاذ عن أحد ممن يقول بأنه ليس بدعة فهو يعتبر من يقول بالبدعية مش عارف تعريف البدعة، و يسبنا ويشتمنا ويستخف بنا لأننا وافقنا هؤلاء العلماء وخالفناه
فهل مثل هذا يكون صدقا؟
بينما لو بقي هو وكل من يقول بقوله إلى آخر عمرهم يبحثون فلن يجدوا من يقول بذلك الدعاء المعروف ممن يداني مالكا والطرطوشي وابن تيمية والشاطبي.
فما أرخص الدعاوى.
المثال الخامس: الاحتفال بالمولد النبوي:
أيضا بطريقة تبجحية استنكارية استخفافية بالمخالف عرض الأستاذ ما وقف عليه من أقوال وهو لا يقف إلا على ما يخدم قوله.
ولم يكتف بهذا حتى ادعى تلقي الأمة بالقبول للمولد وهذا محض تقول، وهو والله من أظهر الأدلة على أن الأستاذ يلقي الكلام دون مبالاة ولا مراعاة لصحة الكلام من عدمه
وإليك الأقوال التي أعرض عنها الأستاذ في المولد وادعى خلافها بتلقي الأمة بالقبول.
فممن أنكر الاحتفال بهذه المناسبة (الذي هو محدث باتفاق):
الإمام الشاطبي في " الاعتصام "، وابن الحاج في " المدخل "، والشيخ تاج الدين علي بن عمر اللخمي وألّف في إنكاره كتاباً مستقلاً، والعلامة أبو عبد الله الحفار المالكي شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم "، والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه " صيانة الإنسان "، والسيد محمد رشيد رضا ألف فيه رسالة مستقلة، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ألف فيه رسالة مستقلة.
¥