تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 06 - 10, 10:47 م]ـ

بارك الله فيكم وشكر لكم

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 06 - 10, 12:01 ص]ـ

جزاك الله خيراً

الفرق بين مقدار اليوم عند الله عز وجل ومقدار يوم القيامة

السؤال: يقول الله سبحانه وتعالى: (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) في سورة المعارج، وفي سورة السجدة (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)، فهل من توضيح؟

الجواب:

الحمد لله

أولا:

الآيات الواردة في بيان قدر اليوم عند الله عز وجل نوعان:

النوع الأول:

آيات تتحدث عن يوم القيامة وهوله، وما يكون فيه من أحداث عظام، وآيات باهرة، وأنَّ مِن أهواله طول ذلك اليوم بما يعادل خمسين ألف سنة من سني الدنيا، وهذه الآية هي الآية الرابعة من سورة المعارج، حيث يقول الله عز وجل: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ. لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ. مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ. تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ. فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا. إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا. وَنَرَاهُ قَرِيبًا. يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ. وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ. وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا) المعارج/1 - 10.

ويدل عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ)

رواه مسلم (رقم/987)

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس:

" هذا يوم القيامة، جعله الله تعالى على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة " انتهى.

رواه الطبري في " جامع البيان " (23/ 602)

والنوع الثاني:

آيات لا تتحدث عن طول يوم القيامة، وإنما تتحدث عن طول الأيام التي عند الله عز وجل، وقدرها بالنسبة لأيام الدنيا التي نعدها، وهي الأيام التي يحدث الله فيها الخلق والتدبير، فبيَّن سبحانه وتعالى أن اليوم عنده يساوي ألف سنة من أيامنا هذه، وقد جاء ذلك في سورة الحج، في الآية السابعة والأربعين، حيث يقول تعالى: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)

وجاء أيضا في سورة السجدة، في الآية الخامسة، حيث يقول عز وجل: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ. يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ. ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) السجدة/4 - 6.

ويظهر واضحا من سياق الآيتين هنا أن الحديث فيها عن أيام الله التي يكون فيها خلقه وتدبيره، فوصفها عز وجل بأن مقدارها يبلغ ألف سنة من أيام الدنيا.

وبهذا يتبيَّن أن النوعين السابقين من الآيات إنما تتحدث عن " أيام " مختلفة، وليست " أياما " واحدة، فاليوم في آية المعارج هو يوم القيامة، ومقداره خمسون ألف سنة، وأما اليوم في آيتي الحج والسجدة فهو اليوم عند الله الذي يدبر فيه الأمور، ومقداره ألف سنة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير