فإن كان القول قولاً فجاً لا يستند لدليلٍ صريح ولا يؤيده عقلٌ صحيحٌ فهو قولٌ فاسدٌ لا يؤدي إلى الإصلاح وإنما الفتنة بين الناس، وإن ادعى صاحبه أنه من المصلحين، وكثير من آراء الترابي في المكاشفات هكذا، أوضحها حديثه عن الصحابة الكرام ـ رضوان الله عليهم ـ وعن مصطلح الحديث وعلمائه، وعن البخاري وأنه كان مجتهداً صحح شيئا وصُحح له أشياءً، وعن المسلمة تتزوج الكتابي، وعن شحرور والبنا خرجوا كردة فعل على التجمد. هذه كلها آراء فاسدة يعرف فسادها بالنظر فيها.لا أن تعرض عليك حتى ترى قبحها وسوء خلقها فتردها.
وإن كان القائل ممن اشتهروا بحرب الدين والمتدينين فهذه أمارة من القائل على فساد رأيه بداية حتى يتبين لنا شيءٌ آخر ـ والترابي ليس من هؤلاء ـ، أو كان المتكلم يتكلم بقضايا مردودٍ عليها كما يفعل الترابي حين يتحدث بأشياء مردود عليها كتولي المرأة الولاية العامة للمسلمين، وتولية النصراني على المسلمين، .. الخ.
وسياق الحال الذي يعرض فيه الرأي أوضح الشهود على فساد الرأي حالاً أو مآلاً، فانظر إلى السياق الذي تروج فيه أفكار الترابي، لا تخطئ عينك أنه يأتي في (مراجعات)، ويستنطق في حالة إثارة القلق على الحكومة المركزية السودانية فيما يحدث لدارفور وفيما يحدث في الجنوب والشرق والغرب السوداني، وتُلق بأفكاره في محيط الفكر الإسلامي في وقتٍ كثر فيه من يرمون بأحجارهم تعكيراً لصفونا ودفعاً لنا عن قيمنا ومبادئنا.
وقد يردُّ على القول بالحجة (البيان)، وقد يرد عليه بالتأديب (العقوبة)، أو بالاثنين معاً العقوبة والبيان، وهذا على حسب حالِ المتكلمِ وكلامهِ.
ولا أفهم أبداً أن أفكاراً تولد على السبعين (السن الذي ظهرت فيه أفكار الترابي وانتشرت) أو تحت السبعين أو فوق السبعين بقليل، ما يحدث من تغيرات مفاجئة على بعض الفاعلين في الساحة الإسلامية حين يتجاوز الخمسين عاماً تكون في الغالب انطلاقة لحبيسٍ يئن بين الضلوع ولم تكن تراه العيون، أما الأفكار، وأما المفاهيم، وأما المصلحون فإنهم جادُّون من يوم ركوبهم على الصراط المستقيم، تنضج أفكارهم نعم، ويصوبون أخطائهم نعم، وينصحون من حولهم وينصحهم من حولهم نعم، أما أن ينقلبوا على ما عاشوا عليه حيناً من الدهر فلا .. ولا، وإن في هذا لعبرةً لمن يغترون بالظواهر. فقد كان الترابي إلى وقت قريب يسوق إلينا على أنه رمز من رموز العمل الإسلامي، وأن العمل الإسلامي أصبح له كيان (دولة)، ثم بان أن الرجل إلينا، يرمي علينا. فعلى أولئك السطحيون في تحليلاتهم، العجلى في نظراتهم أن يتمهلوا ويتدبروا ويتعظوا من حالة الدكتور حسن الترابي، فقد كان صريحاً منذ بدأ، ولكنهم هم المتعجلون.
لماذا كتبتُ عن الترابي؟
أغراني به الدكتور عبد العزيز قاسم. فنظرتُ فيه فوجدته يتطاول على الدين وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وصحابته الأكرمين، فقلت قد آن.
محمد جلال القصاص
13/ 3 /2010
ـ[احمد المسلم]ــــــــ[10 - 06 - 10, 08:42 م]ـ
شيخنا العظيم اري وراي خطأ يحتمل الصواب الا نتحدث في السياسة او في من يشتغلون بها وذلك لعدة اسباب
1 - قد يوغر هذا صدر اخ او يحزنه
2 - الا يتحول منتدانا المبارك الي ساحة لنزال سياسي
اسف ان كنت تجاوزت حدا او تكلمت بما يحزنك والله اسأل ان يكون قولي خالصا لوجهه
ـ[ناصر السبيعي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 12:38 ص]ـ
أستاذنا أباجلال شكراً على المقدمة الجميلة.
كثيراً الذين ردوا على الترابي ولعله غير مستقر فكرياً بل مضطرب وصاحب شذوذ فكري نسأل اللهَ الثبات.
وقد رد عليه الكثير فمنهم:
1 - الشيخ الأمين الحاج على الترابي في كتابه [مناقشة هادئة لبعض أفكار الدكتور الترابي].
2 - الشيخ محمد سرور زين العابدين في كتابه [دراسات في السيرة النبوية].
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:43 ص]ـ
اري وراي خطأ يحتمل الصواب الا نتحدث في السياسة او في من يشتغلون بها وذلك لعدة اسباب
1 - قد يوغر هذا صدر اخ او يحزنه
2 - الا يتحول منتدانا المبارك الي ساحة لنزال سياسي
اسف ان كنت تجاوزت حدا او تكلمت بما يحزنك والله اسأل ان يكون قولي خالصا لوجهه
أهلا وسهلا أخي أحمد المسلم.
ليس حديثاً في السياسة، فما مشيت له إلا حين رأيته يتطاول على الحبيب ـ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ـ