6. أن يدعو العبد ربه أن يوفقه للاستيقاظ لأداء صلاة الفجر معالجماعة؛ فإن الدعاء من أكبر وأعظم أسباب النجاح والتوفيق في كل شيء.
7. استخدام وسائل التنبيه، ومنها الساعة المنبهة، ووضعها فيموضع مناسب، فبعض الناس يضعها قريبًا من رأسه فإذا دقت أسكتها فورًا وواصل النوم، فمثل هذا يجب عليه أن يضعها في مكان بعيد عنه قليلا، لكي يشعر بها فيستيقظ. ومنالمنبهات ما يكون عن طريق الهاتف، ولا ينبغي للمسلم أن يستكثر ما يدفعه مقابل هذاالتنبيه، فإن هذه نفقة في سبيل الله، وأن الاستيقاظ لإجابة أمر الله لا تعدله أموالالدنيا.
8. نضح الماء في وجه النائم، كما جاء فيالحديث من مدح الرجل الذي يقوم من الليل ليصلي، ويوقظ زوجته، فإن أبت نضح في وجههاالماء، ومدح المرأة التي تقوم من الليل وتوقظ زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء [رواه الإمام أحمد]. فنضح الماء من الوسائل الشرعية للإيقاظ، وهو في الواقع منشط، وبعض الناس قد يثور ويغضب عندما يوقظ بهذه الطريقة، وربما يشتم ويسب ويتهدد ويتوعد، ولهذا فلا بد أن يكون الموقظ متحليًا بالحكمة والصبر، وأن يتذكر أن القلم مرفوع عنالنائم، فليتحمل منه الإساءة، ولا يكن ذلك سببًا في توانيه عن إيقاظ النائمينللصلاة.
9. عدم الانفراد في النوم، فلقد نهىالنبي صلى الله عليه وسلم أن يبيت الرجل وحده [السلسلة الصحيحة]. ولعل من حِكم هذاالنهي أنه قد يغلبه النوم فلا يكون عنده من يوقظه للصلاة.
10. عدم النوم في الأماكن البعيدة التي لا يخطر على بال الناسأن فلانًا نائمًا فيها، كمن ينام في سطح المنزل دون أن يخبر أهله أنه هناك، وكمنينام في غرفة نائية في المنزل أو الإسكان الجماعي فلا يعلم به أحد ليوقظه للصلاة، بل يظن أهله وأصحابه أنه في المسجد، وهو في الحقيقة يغّط في نومه. فعلى من احتاجللنوم في مكان بعيد أن يخبر من حوله بمكانه ليوقظوه.
11. الهمة عند الاستيقاظ، بحيث يهب من أول مرة، ولا يجعلالقيام على مراحل، كما يفعل بعض الناس الذين قد يتردد الموقظ على أحدهم مرات عديدة، وهو في كل مرة يقوم فإذا ذهب صاحبه عاد إلى الفراش، وهذا الاستيقاظ المرحلي فاشل فيالغالب، فلا مناص من القفزة التي تحجب عن معاودة النوم.
12. ألا يضبط المنبه على وقت متقدم عن وقت الصلاة كثيرًا، إذاعلم من نفسه أنه إذا قام في هذا الوقت قال لنفسه: لا يزال معي وقت طويل، فلأرقدقليلا، وكل أعلم بسياسة نفسه.
13. إيقاد السراجعند الاستيقاظ، وفي عصرنا الحاضر إضاءة المصابيح الكهربائية، فإن لها تأثيرًا فيطرد النعاس بنورها.
14. عدم إطالة السهر ولو فيقيام الليل، فإن بعض الناس قد يطيل قيام الليل، ثم ينام قبيل الفجر بلحظات، فيعسرعليه الاستيقاظ لصلاة الفجر، وهذا يحدث كثيرًا في رمضان، حيث يتسحرون وينامون قُبيلالفجر بقليل، فيضيعون صلاة الفجر، ولا ريب أن ذلك خطأ كبير؛ فإن صلاة الفريضة مقدمةعلى النافلة، فضلا عمن يسهر الليل في غير القيام من المعاصي والآثام، أو المباحاتعلى أحسن الأحوال، وقد يزين الشيطان لبعض الدعاة السهر لمناقشة أمورهم ثم ينامونقبل الفجر فيكون ما أضاعوا من الأجر أكثر بكثير مما حصلوا.
15. عدم إكثار الأكل قبل النوم فإن الأكل الكثير من أسبابالنوم الثقيل، ومن أكل كثيرًا، تعب كثيرًا، ونام كثيرًا، فخسر كثيرًا، فليحرصالإنسان على التخفيف من العشاء.
16. الحذر منالخطأ في تطبيق سنة الاضطجاع بعد راتبة الفجر، فربما سمع بعض الناس قول النبي صلىالله عليه وسلم: «إذا صلى أحدكمركعتي الفجر فليضطجع على يمينه» [صححه الألباني].وما وردمن أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا صلّى سنة الفجر يضطجع، ثم يُؤذنه بلال للصلاة، فيقوم للصلاة، وربما سمعوا هذه الأحاديث، فعمدوا إلى تطبيق هذه السنة الثابتة، فلايحسنون التطبيق، بحيث يصلي أحدهم سنة الفجر، ثم يضطجع على جنبه الأيمن، ويغط فيسبات عميق حتى تطلع الشمس، وهذا من قلة الفقه في هذه النصوص، فليست هذه الاضطجاعةللنوم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه بلالللصلاة وهو مضطجع، وكان أيضًاكما في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وابن حبان إذا عرس (قبل) الصبح وضع رأسه علىكفه اليمنى، وأقام ساعده [صحيح الجامع]، وهذه الكيفية في النوم تمنع من الاستغراق؛ لأن رأس النائم في هذه الحالة يكون مرفوعًا على كفه وساعده،
¥