[(غلط من زعم أن ابن أخي ابن وهب اختلط)]
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[19 - 01 - 03, 01:35 م]ـ
ابن أخي ابن وهب؛ هو: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم المصري، لقبه بَحْشَل، يكنى أبا عبيد الله (ت 264هـ).
وثقه سعد بن معاذ بن عثمان (ت 308هـ)، ومحمد بن فُطَيْس (ت 319هـ).
وقال أبو زرعة: لا أرى ظهر بمصر منذ دهر أوضع للحديث وأجسر على الكذب من هذا. ولم يذكرهذا صاحب (التهذيب).
وقال أبو عثمان سعيد بن عمرو البَرْذَعِيُّ (ت292هـ): كتب (يعني أبو زرعة) بخطه كلاما غليظا يأمر بهجرانه ومباينته، ونسبه إلى الكذب المصرَّح، وكتب نحو ذلك محمد بن مسلم (يعني ابن واره)، وأبو حاتم.
قلت: لم يذكره في (التهذيب).
وقال النسائي: كذاب. ولم يذكره في (التهذيب) كذلك.
وقال ابن الأَخْرَم؛ محمد بن يعقوب النيسابوري (ت344هـ): سمعت محمد بن إسحاق (يعني ابن خزيمة) وقيل له: لم رويت عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب وتركت سفيان بن وكيع؟ فقال: لأن أحمد بن عبد الرحمن لما أنكروا عليه تلك الأحاديث رجع عنها عن آخرها، إلا حديث مالك عن الزهري عن أنس: "إذا حضر العشاء" فإنه ذكر أنه وجده في درج من كتب عمه في قرطاس ....
وقال ابن حبان: كان يحدث بالأشياء المستقيمة قديما حيث كتب عنه ابن خزيمة وذووه، ثم جعل يأتي عن عمه بما لا أصل له، كأن الأرض أخرجت له أفلاذ كبدها.
وقال ابن عدي: رأيت شيوخ مصر الذين لحقتهم مجمعين على ضعفه، ومن كتب عنه من الغرباء من غير أهل بلده لا يمتنعون من الرواية عنه، وحدثوا عنه، منهم: أبو زرعة، وأبو حاتم فمن دونهما.
(قلت: لكن قال ابن أبي حاتم عن أبي زرعة: أدركناه ولم نكتب عنه. كما في الجرح 1/ 1: 60) ..
قال: وسألت عبدان عنه، فقال: كان مستقيم الأمر في أيامنا، وكان أبو الطاهر ابن السَّرْح يحسن فيه القول ... ومن ضعفه أنكر عليه أحاديث أنا ذاكر منها البعض، وكثرة روايته عن عمه، وكل ما أنكروه عليه فمحتمل، وإن لم يكن يرويه عن عمه غيره، ولعله خصه به".
وقال ابن يونس (ت 347هـ): لا تقوم بحديثه حجة.
وقال الدارقطني: تكلموا فيه.
وخرج له الحاكم في (مستدركه).
وذكره الذهبي في (معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد).
قال الحافظ في (التهذيب): وقد صح رجوع أحمد عن هذه الأحاديث التي أنكرت عليه، ولأجل ذلك اعتمده ابن خزيمة من المتقدمين، وابن القطان من المتأخرين.
قلت: ووثقه عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد (ت248هـ)، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم (ت 268هـ)، وسعيد بن عثمان الأَعْنَاقِيّ (305هـ).
ولم يشر لأقوالهم في (التهذيب) وهي مهمة لتأخر وفياتهم، ولكونهم غالبًا سمعوا منه بعد الخمسين، والله أعلم ..
وعمدة الحافظ في تصحيح رجوعه قول ابن خزيمة الآنف، ويؤيده ما نقله ابن أبي حاتم عن أبي زرعة وأبيه، حيث قال: سمعت أبا زرعة، وأتاه بعض رفقائي، فحكى عن أبي عبيد الله ابن أخي ابن وهب: أنه رجع عن تلك الأحاديث، فقال أبو زرعة: إن رجوعه مما يحسن حاله، ولا يبلغ به المنزلة التي كان من قبل.
وقال: سمعت أبي يقول: كتبنا عنه وأمره مستقيم، ثم خَلَّطَ بعد، ثم جاءني خبره أنه رجع عن التخليط.
قال: وسئل أبي عنه بعد ذلك فقال: كان صدوقا.
أما بالنسبة لإخراج مسلم له في (الصحيح)؛ فإن هذا كان قبل أن تنكر عليه تلك الأحاديث، قال ابن الأخرم: نحن لا نشك في اختلاطه بعد الخمسين، وإنما ابتلي بعد خروج مسلم من مصر.
قلت: قال ابن حجر في (التقريب): "صدوق تغير بأَخَرَة" .. ولا أُراه يستقيم.
وذكره في المختلطين غير واحد .. والذي يظهر أنه لم يختلط الاختلاط الاصطلاحي الذي يترك بسببه حديثه بعد التغير .. ولم أر من نبه على هذا ممن أورده في المختلطين؟! فافهم هذا!! (والله أعلم)
وكتب/ يحيى (العدل) بعد ظهر الأحد السادس عشر من ذي القعدة لسنة ثلاث وعشرين وأريع مئة وألف للهجرة الشريفة.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[19 - 01 - 03, 02:16 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ يحيى ورفع قدرك
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[20 - 01 - 03, 07:23 م]ـ
شكر الله لكم .. ورفع قدركم .. ونفع بكم .. فإنما نحن هنا حسنة من حسناتكم .. ولكم منا خالص الثناء .. على هذا الملتقى نافذتنا على العالم ..
وكتب/ محبكم يحيى (العدل).
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 01 - 03, 08:08 م]ـ
فهمنا وعلمنا، فهمك الله وزادك علما وفقها.