تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نظرة في حديث قراءة الزلزلة في صلاة الفجر]

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 04 - 03, 12:45 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على رسوله محمد، وآله وصحبه وسلم أما بعد:

فحديث القراءة بسورة الزلزة في صلاة الفجر في كلا الركعتين أخرجه أبو داود في السنن رقم (816) فقال: حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو عن ابن أبي هلال عن معاذ بن عبد الله الجهني أن رجلا من جهينة أخبره أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح إذا زلزلت الأرض في الركعتين كلتيهما فلا أدري أنسي رسول الله صلى الله عليه وسلم أم قرأ ذلك عمدا.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 390،

وأخرجه أبو داود في المراسيل رقم 40 ص93 فقال: حدثنا زياد بن أيوب حدثنا أبو معاوية حدثنا سعد بن سعيد عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن سعيد بن المسيب قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر فقرأ في الركعة الأولى ب (إذا زلزلت) ثم قام في الثانية فأعادها.

فمدار الحديث إذاً على معاذ بن عبدالله بن خبيب واختلف عليه؛ فراواه سعيد بن أبي هلال عن معاذ عن رجل من جهينة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وخالفه سعد بن سعيد فرواه عن معاذ عن ابن المسيب مرسلا.

وسعيد بن أبي هلال: قال أبو حاتم لا بأس به، وقال ابن سعد كان ثقة إن شاء الله، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الساجي صدوق كان أحمد يقول: ما أدري أي شيء يخلط في الأحاديث، وقال العجلي بصري ثقة، ووثقه بن خزيمة والدارقطني والبيهقي والخطيب وابن عبد البر وغيرهم، وقال ابن حزم ليس بالقوي قال ابن حجر: ولعله اعتمد على قول الإمام أحمد وقد أخرج له الجماعة.اهـ بتصرف يسير من تهذيب التهذيب 4/ 83. (لا أريد الإطالة في التراجم)

وأما سعد بن سعيد الأنصاري: فقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ضعيف، وكذا قال ابن معين في رواية وقال في رواية أخرى: صالح، وقال: النسائي ليس بالقوي وقال ابن سعد كان ثقة قليل الحديث، وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: سعد بن سعيد الأنصاري يؤدي؛ يعني أنه كان لا يحفظ ويؤدي ما سمع، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة تقرب من الاستقامة ولا أرى بحديثه بأسا بمقدار ما يرويه، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان يخطىء ولم يفحش خطؤه فلذلك سلكناه مسلك العدول، وقال العجلي وابن عمار: ثقة، وقال الترمذي: تكلموا فيه من قبل حفظه. وأخرج له خت م 4. اهـ بتصرف من تهذيب التهذيب 3/ 408.

وأما معاذ بن عبد الله بن خبيب: فقال عثمان الدارمي قلت لابن معين: معاذ بن عبد الله عن أبيه كيف هو؟ قال: من الثقات، وقال الآجري عن أبي داود: ثقة، وذكره بن حبان في الثقات، وقال ابن سعد: كان قليل الحديث، وقال الدارقطني: ليس بذاك، وقال ابن حزم: مجهول، وقد أخرج له البخاري في الأدب والأربعة. اهـ بتصرف من تهذيب التهذيب 10/ 173

وبقية رجال الإسنادين ثقات أثبات.

وهذا الاختلاف قد يكون من معاذ أو من سعد أو سعيد، وعلى كلٍ فهذا الاختلاف يوقع الريبة في الحديث؛ خصوصا إذا عرفنا أن هذا الحديث لم يروه إلا معاذ، وقد تفرد به على قلة ما روى! وغرابة هذه الرواية التي جاء بها.

وقد سألت الشيخ عبد الله السعد حفظه الله عن هذا الحديث؟ فقال: الظاهر أن هذا الحديث خطأ والصواب: أنه قرأ المعوذتين في الفجر، وسألته عن الرواية التي في المراسيل؟ قال: لعل أبا داود أخرجها في المراسيل ليعل بها الرواية المسندة والله أعلم. اهـ أو نحو هذا، والسؤال كان في عام 1422هـ

وذكره ابن حجر في نتائج الأفكار1/ 443 فقال: ورواته موثقون، ويمكن حمل ما ورد من ذلك ـ يعني هذا الحديث وحديث قراءة المعوذات و .. ـ على بيان الجواز وبعضه في السفر لمناسبة التخفيف فيه.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى 2/ 507 والقواعد النورانية ص73:

وروي أنه قرأ في صلاة الفجر في بعض أسفاره بسورة الزلزلة. (انظر قال: روي، وفي السفر).

أما الشوكاني فقال: الحديث سكت عنه أبو داود والمنذري، وقد قدمنا أن جماعة من أئمة الحديث صرحوا بصلاحية ما سكت عنه أبو داود للاحتجاج، وليس في إسناده مطعن بل رجاله رجال الصحيح! وجهالة الصحابي لا تضر عند الجمهور وهو الحق. اهـ

ونقله في عون المعبود 3/ 23 وأقره على ذلك. اهـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير