تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تخريج حديث: " تحوز المرأة ثلاث مواريث ... "]

ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[26 - 04 - 03, 01:58 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:

فهذا جزء في تخريج حديث: " تحوز المرأة ثلاث مواريث: عتيقها، و لقيطها، والولد الذي لاعنت عليه ".

فأقول – مستعيناً بالله –: جاء هذا الحديث بهذا اللفظ، وبألفاظ مقاربة له كلها من طريق عمر بن رؤبة التغلبي، عن عبد الواحد بن عبد الله النصري، عن واثلة بن الأسقع – رضي الله عنه – مرفوعاً وموقوفاً.

فرواه مرفوعاً:

1 - محمد بن حرب: أخرجه أبو داود في سننه (2906)، والنسائي في الكبرى (6/ 118)، والترمذي في سننه (3/ 615 ط. بشار)، وابن ماجه (2742)، وأحمد (25/ 385) وَ (28/ 188) ط. الرسالة، والدارقطني في سننه (4/ 89)، والبيهقي في سننه الكبرى (6/ 240 وَ 259)، وابن حزم في المحلى (7/ 134)، وابن عدي في الكامل (5/ 50)، وجزء حديث خيثمة (1/ 185)، والمزي في تهذيب الكمال (26/ 344) من طرق عن محمد بن حرب به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن حرب على هذا الوجه.

قال ابن حزم: عمر بن رؤبة، وعبد الواحد النصري: مجهولان، ولو صح لقلنا به.

قال الخطابي في معالم السنن (4/ 176): وهذا الحديث غير ثابت عند أهل النقل.

ومثله قال البغوي في شرح السنة (8/ 362).

وقال ابن القيم في تهذيب السنن (4/ 177): وأُعِلَّ – أيضاً – بعبد الواحد بن عبد الله بن بسر النصري، راويه عمر بن واثلة. قال ابن أبي حاتم: صالح لا يحتج به.

وكان إسحاق ابن راهويه يحتج بحديث واثلة؛ قاله الخطابي.

قال البيهقي (6/ 240): هذا غير ثابت.

قال الذهبي في اختصار السنن الكبرى (5/ 2417): ابن رؤبة واهٍ.

وضعفه الألباني في الإرواء (6/ 24)، وفي ضعيف أبي داود (10/ 401) من أجل عمر بن رؤبة.

قلت:

محمد بن حرب: قال أبو بكر المروذي، عن أحمد بن حنبل: ليس به بأس، وقدمه على بقية.

وقال عثمان الدارمي: قلت ليحيى: فبقية بن الوليد كيف حديثه؟ قال ثقة. قلت أحب إليك أو محمد بن حرب؟ قال ثقة، وثقة.

قال عثمان الدارمي: وهو الخولاني الأبرش الحمصي: ثقة.

وقال العجلي، ومحمد بن عوف الطائي، والنسائي: ثقة.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث.

عمر بن رؤبة التغلبي: قال البخاري: في أحاديثه عن عبد الواحد النصري نظر.

قال عبد الرحمن ابن أبي حاتم: سألت عنه – يعني أباه – فقال: صالح الحديث. قلت: تقوم به الحجة؟ قال لا. ولكن صالح.

وروى ابن عدي أحاديث له، ثم قال: ولعمر بن رؤبة غير ما ذكرت، وليس بالكثير، وإنما أنكروا أحاديثه عن عبد الواحد النصري.

وذكره العقيلي في الضعفاء (3/ 904 ط. حمدي السلفي).

وقال الذهبي في الميزان (3/ 196): ليس بذاك.

وقال ابن حزم: مجهول.

وقال دُحيم: عمر بن رؤبة شيخ من شيوخ حمص، لا أعلم إلا ثقة.

وقال ابن حجر في التقريب (4929): صدوق.

وقال مغلطاي في الإكمال (10/ 52): ذكره ابن خلفون في كتاب (الثقات)، وخرَّج الحاكم حديثه في (صحيحه)، وكذا أبو محمد الدارمي، وحسنه أبو علي الطوسي.

والخلاصة: أنه حسن الحديث، إلا في روايته عن عبد الواحد النصري فمنكرة.

عبد الواحد بن عبد الله النصري: قال العجلي: شامي تابعي ثقة.

قال الدارقطني: ثقة من أهل حمص، ولي إمارة المدينة.

وذكره ابن حبان في الثقات.

وقال عبد الرحمن ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عبد الواحد النصري، فقال: كان والياً على المدينة، صالح الحديث. قلت: يحتج به؟ قال: لا.

قال ابن حجر في التقريب (4272): ثقة.

2 – أبو سلمة الحمصي: أخرجه أحمد (25/ 392)، والنسائي في الكبرى (6/ 117 وَ 136)، والطحاوي في مشكل الآثار (7/ 309)، والطبراني في الكبير (22/ 74)، وفي مسند الشاميين (2/ 301)، والدارقطني في السنن (4/ 90)، والحاكم في المستدرك (5/ 486 ط المعرفة) من طرق عن بقية بن الوليد، عن أبي سلمة الحمصي به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

قلت:

بقية بن الوليد: تكلم فيه أهل العلم، واختلفت أقوالهم؛ لكن – بلا شك – أنَّ أقوى حديثه ما اشتمل على الأوصاف التالية:

1 – أن يصرح بالتحديث.

2 – أن يكون شيخه معروفاً.

3 – أن تكون روايته عن أهل الشام.

4 –أن يتابعه غيره على هذا الحديث.

وإذا نقص وصف نزل درجةً، وفي هذا الحديث اشتمل على الأوصاف كلها.

فقد تابعه على هذه الرواية محمد بن حرب، فقد أخرج الطبراني في المعجم الكبير (22/ 73)، والنسائي في السنن الكبرى (6/ 118)، والمزي في تهذيب الكمال (21/ 345) من طريق محمد بن حرب، قال حدثنا عمر بن رؤبة، قال – القائل والله أعلم محمد بن حرب – دخلت مع أبي سلمة الحمصي عليه – أي: على عمر بن رؤبة -، فحدثنا عن عبد الواحد النصري به مرفوعاً.

أبو سلمة الحمصي: اسمه سليمان بن سليم الكلبي.

قال يحيى بن معين: ثقة.

وقال أبو حاتم: ويحيى بن محمد بن صاعد، والدارقطني، ويعقوب بن سفيان: ثقة، وزاد سفيان: حسن الحديث.

وقال النسائي: حمصي، ليس به بأس.

قال ابن حجر في التقريب (2581): ثقة عابد.

ورواه موقوفاً:

إسماعيل بن عياش: أخرجه ابن أبي شيبة (11/ 408)، وسعيد بن منصور (1/ 135) من طريق إسماعيل به موقوفاً على أبي واقد الليثي – رضي الله عنه –.

قلت:

إسماعيل بن عياش: اختلف أئمة الجرح والتعديل فيه، والأكثر على أنه ثقة في الشاميين، مخلط في غيرهم.

الحكم على الحديث:

ضعيف مرفوعاً وموقوفاً، وذلك لما يلي:

1 - لأن مدار الحديث على عمر بن رؤبة التغلبي، عن عبد الواحد النصري، وهو منكر الرواية عنه.

2 – الاختلاف الواقع في الإسناد.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

حرر في يوم الجمعة، الموافق 23/ 2 / 1424

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير