تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أي هذه الطرق أصح؟]

ـ[أم صهيب]ــــــــ[02 - 06 - 03, 03:48 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود ممن عنده علم بالحديث التكرم بالإجابة على هذه الإسئلة:

ذكر أهل التفسير أن سبب نزول قوله تعالى (ولاتتخذوا آيات الله هزوا) (آية 231 من سورة البقرة) ماجاء عن الحسن رحمه الله: قال: كان الرجل يطلق ويقول:كنت لاعباً، ويعتق ويقول: كنت لاعباً، وينكح ويقول: كنت لاعباً، فأنزل الله تعالى: (ولاتتخذوا آيات الله هزوا) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلق أو أعتق أو نكح جاداً أو لاعباً فقد جاز عليه)

ذكر هذا الأثر الطبري في تفسيره (5/ 13) قال: (حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه، قال ثنا أبي، قال ثنا أيوب بن سليمان، قال ثنا أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال عن محمد بن أبي عتيق، وموسى بن عقبة، عن ابن شهاب، عن سليمان بن أرقم أن الحسن حدثهم) لكن هناك اختلاف يسير في الألفاظ

قال الشيخ أحمد شاكر: (وهذا الحديث ضعيف، لإرساله إلى ضعف رواية سليمان بن أرقم وقد جاء هذا الحديث المرسل بإسناد أجود من هذا _على إرساله _ فرواه ابن أبي حاتم ... )

وذكر هذا الأثر أيضاً ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 115) حديث (18406) قال: (حدثنا أبو بكر قال نا عيسى بن يونس عن عمرو عن الحسن) وذكر الحديث مع إختلاف يسير في الألفاظ

وذكر هذا الأثر ابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 425) قال: (حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم، ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن) وذكر الأثر

أي هذه الطرق أصح؟ وماصح منها هل يصح أن يكون سبب نزول لأن سبب النزول الذي يروى موقوفا على الصحابي له حكم الرفع فهل التابعي كذلك؟

وهل عمرو الذي ذكر في المصنف هو عمرو بن عبيد الذي قال عنه ابن عدي متروك الحديث (5/ 1761)؟

وقد ورد هذا الأثر عن أبي الدرداء فهل يتقوى به؟

أود إجابة شافية حفظكم الله

ـ[الحمادي]ــــــــ[02 - 06 - 03, 07:35 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذا الأثر اختُلف فيه على الحسن على أوجه؛ منها:

1 / فروي عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

أخرجه ابن أبي شيبة من طريق عمرو بن عبيد.

وابن جرير من طريق سليمان بن أرقم.

كلاهما (عمرو وسليمان) عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وعمرو وسليمان متروكان.

2 / وروي عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً.

أخرجه ابن عدي في الكامل (ترجمة غالب بن عبيدالله الجزري) من طريق غالب عن الحسن عن أبي هريرة به.

وغالب ضعيفٌ جداً.

3 / وروي عن الحسن عن أبي الدرداء موقوفاً.

أخرجه ابن أبي شيبة وعبدالرزاق وسعيد بن منصور من طريق يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي الدرداء قال:

(ثلاثٌ لايُلعَب بهن: النكاح والعتاق والطلاق).

ورواه عبدالرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن عن أبي الدرداء به.

والحسن لم يسمع من أبي الدرداء.

4 / وروي عن الحسن البصري من قوله.

أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن قوله.

وأقوى هذه الأوجه الثالث لأن راويه عن الحسن (يونس بن عبيد وقتادة بن دعامة) وهما ثقتان حافظان.

ولابد من التنبه إلى أن الآية لم تُذكَر في كل هذه الأوجه، وإنما ذُكرت في الوجهين الأول والرابع.

ولم أقف في سبب نزول الآية على شيءٍ ثابتٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من الصحابة.

ـ[أم صهيب]ــــــــ[03 - 06 - 03, 04:29 م]ـ

جزكم الله خيراً

لكن هل يعتد بطريق المبارك بن فضالة عن الحسن كسبب نزول؛ لأن الشيخ أحمد شاكر قال إنه أجود من طريق سليمان بن أرقم ولتعدد الرواة لهذا السبب. وإذا تعدد الرواة لسبب النزول الذي رواه التابعي يعُتد به كما فهمت من كلام الشيخ مساعد الطيار في كتابه أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن ص168 حيث قال: (أما إذا وردت حكاية السبب الصريح عن التابعين أو أتباعهم فأنه لا يخلو الحال

من أمرين

الأول: أن ينفرد الواحد منهم بذكره، وفي هذه الحال لا يقبل السبب صريحاً؛ لأن فيه انقطاعاً ظاهراً وإن احتمل تفسيراً.

الثاني: أن يروي السبب اثنان أو أكثر، وفي هذه الحالة يجعل أصل ما حكوه سبباً، وإن اختلفوا في تفاصيله، خصوصاً إذا تكاثرت روايتهم، وورد عن جمع منهم من غير تواطؤ ٍ أو رواية ٍ لأحدهم عن الآخر.وهذه القاعدة تفيد كثيراً في الأسباب التي يرويها من دون الصحابة الكرام، وقد ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: (والمراسيل وإذا تعددت طرقها، وخلت عن المواطأة قصداً، أو الاتفاق بغير قصد، كانت صحيحة ... ) مقدمة في أصول التفسير ص62 – 73)

ـ[الحمادي]ــــــــ[03 - 06 - 03, 06:47 م]ـ

وجزاكِ.

روايةُ مبارك لابأس بها - إسنادها جيد - وهي عن الحسن قوله.

وأقوى منها رواية قتادة ويونس عن الحسن عن أبي الدرداء قوله.

ولكن رواية قتادة ويونس ضعيفة، لأن الحسن لم يسمع من أبي الدرداء

- كما سبق -.

فلايصفو عندنا من هذه الروايات المذكورة سوى رواية (مبارك بن فضالة) وهي من قول الحسن.

وما عداهما عن الحسن؛ فضعيفٌ جداً.

ونحتاج الآن إلى جمع مارُوي عن التابعين في سبب نزول الآية؛ للتأكُّد ... هل وافق الحسن غيره من التابعين على هذا السبب؟

فإن وافقه غيره كان أصل ماحكوه سبباً - كما ذكر الشيخ مساعد "حفظه الله" -.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير